محمية جبل علبة تكتسى باللون الأخضر فى الشتاء.. العشب يحولها من صحراء جرداء إلى جنة خضراء.. ويوفر الغذاء لماشية السكان المحليين.. المحمية تمتلك تنوعا بيولوجيا فريدا وتعد من أكبر المحميات وأجملها

عادت من جديد محمية جبل علبة، أكبر محميات البحر الأحمر وأغناها من حيث التنوع البيولوجى والمساحة، لأحضان الشتاء الأخضر، حيث اكتست صحراؤها بالعشب تزامناً مع عودة الشتاء، بعد أن شهدت هطول أمطار الخير خلال الأيام الماضية.

وينتظر أهالى ثلاث قبائل تقطن الركن الجنوبى الشرقى لمصر، وهى "البشارية والرشايدة والعبابدة" حلول الشتاء كل عام ليظهر العشب، ليزاولوا حرفتهم الأكثر انتشارا وهى "الرعى" فى تلك المنطقة وسط أودية الصحراء الشرقية الواسعة، ويتربحون من إبلهم وأغنامهم بعد الرعى لها فى الأودية الواسعة.

وتقع محمية جبل علبة "إيلاب"، كما يسمونها بلغة قبائل البجا "البشارية" فى الركن الجنوبى الشرقى من جنوب محافظة البحر الأحمر، وتبلغ مساحتها أكثر من 35000 كيلو متر مربع وهى أجمل محميات مصر وأكبرها من حيث المساحة، والتنوع البيولوجى.

ويصف الباحث البيئى أحمد غلاب، المدير السابق لمحميات البحر الأحمر، ومدير محمية الجزر الشمالية حالياً، محمية علبة بأنها أروع المحميات فى مصر وأكبرها وأغناها، لما بها من تنوع بيولوجى بحرى وبرى فريد من نوعه.

وأضاف غلاب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التنوع البيولوجى يميز محمية علبة مختلف عن باقى المحميات، حيث إن طبيعتها خاصة فى فصل الشتاء تجعلها محطة هجرة للكثير من الحيوانات البرية والطيور، مضيفاً أنه فى عام 2014 رصد رجال المحميات نمرا جبليا هناك، كما رصدوا ظهور الغزال المصرى والطيور المختلفة.

وأوضح "غلاب"، أن محمية جبل علبة تتميز عن المحميات الأخرى بأنها تجمع كل مميزات المحميات المختلفة من حيث الموارد الطبيعية، والبشرية، والثقافية والاقتصادية من صحراء وزرع وحيوانات برية والطيور المقيم منها والمهاجرة ونباتات طبية اقتصادية، وكذلك بها آثار تأكد وتواجد المصريين القدماء بها منذ الآلاف السنين، حيث تضم رسومات قديمة وآبار وعيون مياه عذبة لها تاريخ.

وتابع "غلاب"، أن ارتباطها بالبحر الأحمر بما فيه من ثروة بحرية رائعة مثل الشعب المرجانية والكائنات البحرية النادرة القريبة من شواطئها، الجزر البحرية المختلفة ميزها كذلك عن باقى المحميات.

وكشف غلاب، أن محمية جبل علبة، تضم 3 قطاعات كبيرة بها منها قطاع ابرق وهو القطاع الشمالى بها، وأهم القطاعات بها لأهمته التاريخية لما به من آثار فرعونية ذات قيمة عالية وآثار رومانية وإسلامية، كما أن به العديد من الوديان التى تمتلئ بالنباتات وخاصة النباتات الطبية، كذلك تظهر هناك الحيوانات البرية مثل التيتل البرى، والغزال المصري، والوبر، كذلك قطاع ادلديت وقطاع جبال علبة الشهير الذى يمكنك ملامسة السحاب فوق قمته.

ومن جانبه قال آدم سعد الله، من قاطنى مدينة الشلاتين القريبة من محمية علبة، والمهتم بالتراث هناك، إنه بالقرب من علبة وبداخلها يقطن سكان محليون ينتمون لقبائل البجا "البشارية، والعبابدة، وكذلك الرشايدة"، أهم حرفهم الرعي، وموسمها لديهم فى الشتاء حيث تكتسى أودية علبة باللون الأخضر المتميز والذى يجعلها غنية بالعشب مما يوفر غذاء لإبلهم وأغنامهم الذين يعتمدون عليها فى حياتهم كمصدر رزق لهم ولأولادهم.

وأضاف سعد الله، أن الصحراء الشرقية ازدانت  باللون الأخضر وانتشر العشب بها بعد أن هطلت بها كميات كبيرة من الأمطار مؤخراً، مما أدخل البهجة على الأهالى هناك، وسعوا بين أوديتها يبتغون الغذاء لماشيتهم ويقيمون لفترات طويلة بها تاركين منازلهم فى الخضر، فضلا عمن لا يتركون صحراء ايلاب اطلاقا يقيمون فيها اقامة دائمة.

وتابع، أن محمية جبل علبة، تشهد وصول المهتمين بمشاهدة المناطق الجمالية لمصر ليروا ما تشهده محمية علبة من جمال فى فصل الشتاء كذلك المهتمين بالتراث، وذلك من خلال رحلات يتم تنظيمها لشباب فيما بينهم وحمعيات بيئية مختلفة، ويمتزجون بأهلها ويتعرفون على العادات والتقاليد المختلفة هناك ومنهم من يخيم فى الصحراء ليقضى أيام رحلته بين جفون الطبيعة الخلابة.