نجمة سداسية الرؤوس، تتشكل من اجتماع مثلثين متساويى الأضلاع، مختلفى الاتجاه، بحيث يكون كل رأس مثلث فى عكس اتجاه الأخرى، ذات لون أزرق داكن، داخل علم أبيض يتزيلها ويعلوها خطين من نفس اللون، أصبحت علما مميزا لدولة الكيان الصهيونى (إسرائيل) منذ تأسيسها بعد احتلال الأراضى العربية فى فلسطين عام 1948م، هى نجمة داوود.
ونجمة داود التى تستمد اسمها من اسم النبى داوود، وتسمى أيضا بخاتم سليمان نسبة إلى الملك سليمان، وتسمى بالعبرية ماجين ديفيد بمعنى "درع داود" ويعتبرها البعض من أهم رموز الشعب اليهودى، كما يتعامل معها العرب على أنها رمز العدو الصهيونى الأول، ويرفضون التعامل مع أى مؤسسة قد تتخذ من النجمة اليهودية شعارا لها، كما أن اليهود دائما ما يؤكدون أنها أقدم الرموز اليهودية حتى تم استخدمها منذ العصور الوسطى، إلا أن دراسات وأراء خرجت لتسف تلك المزاعم.
نجمة داوود رمزا للهوية اليهوية
فى كتاب "اليهود: من عهد داوود إلى دولة إسرائيل" للكاتب على محمد عبد الله، يقول المؤلف أن نجمة داوود واحدة من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة، والتى صارت فيما بعد رمزا لهوية الشعب اليهودى، حيث يعد قدماء المصريين أول من استعملها، ففى الديانات المصرية القديمة، كانت النجمة السداسية رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح، وحسب المعتقد المصرى القديم فإن النجمة السداسية كان رمزا للإله "أمسو" الذى حسب المعتقد القديم أول إنسان تحول إلى إله وأصبح اسمه "حورس"، بيد أن أن بنى إسرائيل تأثروا بهذا الرمز المصرى ونسبوه إلى أنفسهم.
كما أن المؤلف يشير إلى أن هناك أدلة تؤكد أن هذا الرمز تم استعماله من قبل "الهندوس" من ضمن الأشكال الهندسية التى استعملوها للتعبير عن ميتافيزيقيا الكون، وكانت تستعمل كرمز لاتحاد القوى المضادة مثل الماء والنار، الذكر والأنثى ويمثل أيضا التجانس الكونى بين "شيفا" الخالق حسب أحد فروع الهندوسية "شاكتى"، وكانوا يطلقون على هذه الرموز "ماندالا" وهناك البعض يعتقد أن النجمة اصبحت رمزا للشعب اليهودى منذ القرون الوسطى، وإن هذا الرمز حديث مقارنة بالشمعدان السباعى الذى يعتبر أقدم رموز بنى إسرائيل.
النجمة السداسية من رموز الحضارة الهندية
راوية أخرى تطرق إليها المؤلف، حيث أوضح أن نجمة داوود تستعمل كرمز من قبل الطائفة المسيحية التى تسمى المورمون وخاصة فى كنائسهم، ويعتبر المورمون النجمة رمزا لقبائل بنى إسرائيل الاثنى عشر القديمة، حيث يعتبر المورمون أنفسهم امتدادا لهذه القبائل، حتى أنهم يحتفلون بالكثير من المناسبات اليهودية.
نجمة داوود على إحدى الآثار الفرعونية
ووفقا للباحثة المغربية ابتسام أحمد، فى تقرير علمى نشر عام 2001، أكدت فيه جريدة الأهرام المصرية بالوثائق تحت عنوان "الباحثون يؤكدون: النجمة السداسية مصرية"، أن النجمة السداسية كانت شائعة فى مصر قبل النبى داود بمئات السنين، وكانت فى خاتم للملك ثيش الذى كان يضعه على كل شئون الدولة السياسية منها والدينية، حيث أكد الدكتور سعيد محمد ثابت، الباحث الأثرى ورئيس جمعية محبى الآثار المصرية، أنه تم اكتشاف هذا الأثر بإحدى المقابر الأثرية الموجودة بمدينة أون عاصمة مصر فيما قبل الأسرات وهى بمنطقة عين شمس والمطرية، كان صاحب المقبرة كاهن المراسم بالمعبد الكبير بالمدينة ووجدت لديه مجموعة من خبز القربان يتكون من 3 أرغفة بأحجام مختلفة أولها يحمل خاتم الملك وهو غطاء الرأس الملكى، وثعبان الكوبرا الملكية وكان يزَيّن جبين الملك، والرغيف الثانى يحمل بصمة قاعدة العصا الملكية أو الصولجان، أما الرغيف الثالث وهو أصغرهم حجما فيحمل الرمز الشخصى للملك، وهو النجمة السداسية.
الدكتور أحمد فؤاد أنور، فى كتابه "الفن العربى فى مواجهة إسرائيل" استشهد بما قاله الدكتور رشاد الشامى، حيث ذكر عن ان نجمة داوود وتسمى بالعبرية "ماجين دافيد" رغم أنها لم تأت بهذه الصياغة قط فى التوراة بل كان يتم ذكر كلمة ماجين فقط للدلالة على القوة.
وأضاف أن أصلها غامض إذ لا توجد أية إشارة لهذا الشكل الهندسى سواء فى التوراة أو فى التلمود، ويذكر أن بعض الإسرائيليين يقولون دون دليل أنها ترمز لحرفى "د" باليونانية القديمة فى إشارة إلى اسم النبى داوود.
النجمة السداسية الشبيهة بنجمة داوود فى اعمال السحر
وبحسب المؤلف على أبو سمعان فى كتابه "الماسونية و اليهود فى بناء الهيكل الموعود: دراسة شاملة للربط بين اليهود" فأنه تم اعتماد علم إسرائيل الحالى بالرغم من المعارضة الشديدة من زعماء اليهود الذين كانوا يريدون وضع الشمعدان اليهودى كشعار للدولة العبرية.
أما عن ربط النجمة أو شعار الهيكساجرام مع الملك داوود، فيرى المؤلف أنه غير محدد التاريخ، ولكن يعتقد بأنه بدأ بالقرن الثامن والتاسع عشر عند التحضير لإنشاء المنظمة الصهيونية، أما حكاية نجمة داوود السداسية فتم اتخاذها شعارا ورمزا للحركة الصهيونية العالمية عام 1897م، وأصبحت مع إعلان دولة إسرائيل، شعارا مرسوما على علمها.
أما كتاب "خراب العالم وسراب إسرائيل" تأليف حامد النقعاوى، فيشدد أن الثابت تاريخيا بالأدلة أن نجمة داوود لم تصبح رمزا يهوديا ملحوظا إلا عندما أدخلته طائفة القرائين واستخدمته القبالاه فى أوروبا فى أواخر العصر الوسيط ثم شاع استخدمه بذلك الوصف كرمز للهوية اليهودية على أيدى القبالاه الأواخر.
وبالعودة إلى كتاب " اليهود من عهد داوود إلى دولة إسرائيل" فإنه تم اعتماد علم إسرائيل بعد إعلان دولة الكيان الصهيونى بستة أشهر بقرر من مجلس الدولة العبرية المؤقت بتاريخ 28 أكتوبر عام 1948م، وهو واجه استخدام نجمة داوود معارضة واسعة واختلاف داخل الأوساط اليهودية حيث كان زعماء المعارضة يملون إلى وضع المنارة أو الشمعدان اليهودى كشعار للدولة اليهودية.
الشارة الصفراء علامة النازية لمعرفة اليهود
ولفت أيضا الكتاب إلى أن اليهودية الأرثوذكسية ترفض اعتبار نجمة داوود رمزا للشعب اليهودى، وذلك لكونها رمزا ذو علاقة بالسحر والشعوذة القديمة أو ما كانت تسمى العلوم الخفية، كما نجمة داوود أيضا بحسب الكتاب سالف الذكر، تم استعمالها من قبل النازية حيث تم إجبار اليهود على وضع شارات صفراء على شكل نجمة داوود على ملابسهم بغية التعرف على اليهود وتميزهم عن باقية الشعب الألمانى والأوروبى.
العرب يرفضون نجمة داوود
وتشير عدد من التقارير أن لجنة المقاطعة العربية لإسرائيل والتى أعلنت لمقاطعة المؤسسات الصهيونية والتجارة اليهودية، عن طريق الجامعة العربية بعد قيام دولة إسرائيل، رفضت الرمز اليهودى أو التعامل مع أى جهة تتخذ منه شعارا لها، حتى أن جميع المظاهرات العربية التى تخرج ضد دولة الكيان الصهوينى منذ تأسيسها عام 1948م دائما ما تقوم بحرق شعار الدولة العبرية، بالإضافة إلى مواقف عدة اتخذت ضد مؤسسات دولية تتخذ من النجمة شعارا لها، ففي أبريل 1959، طالبت لجنة المقاطعة العربية مؤسسة إنتاج الساعات السويسرية "Ardath" بإزالة نجمة داود من شعار علامتها التجارية، مبررة طلبها بأن هذا الرمز هو شعار ديني يهودي قديم، كما كانت قد نشرت صحيفة معاريف خبراً عن تراجع شركة إنتاج الشاي البريطانية "بروك بوند" عن استخدام نجمة داود في تزيين منتجاتها نزولاً عند طلب مكتب المقاطعة العربية، بحسب ما جاء عدد من التقارير الصحفية.