"طهرنا كامل في النفس والجسد والروح".. الأقباط يحتفلون بعيد الختان المجيد بالصلاة والتراتيل.. كاهن: المسيحية استبدلت الختان بالمعمودية.. وباحث أرثوذكسي: الكنيسة تحرمه على الإناث ولا تتدخل فيما يخص الذكور

الأربعاء، 15 يناير 2020 01:36 م
"طهرنا كامل في النفس والجسد والروح".. الأقباط يحتفلون بعيد الختان المجيد بالصلاة والتراتيل.. كاهن: المسيحية استبدلت الختان بالمعمودية.. وباحث أرثوذكسي: الكنيسة تحرمه على الإناث ولا تتدخل فيما يخص الذكور أيقونة عيد الختان
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مصحوبًا بصوت التراتيل الكنسية، ردد الكاهن قَسمة عيد الختان المجيد فى قداس اليوم، "قبل إليه الختان فى اليوم الثامن لميلاده العجيب كعادة الناموس"، حيث تحتفل الكنائس بعيد ختان المسيح فى اليوم الثامن من ميلاده، وذلك بصلوات القداس الإلهى وبصلوات عشية فى الليلة السابقة له.

تعود قصة عيد الختان المجيد إلى دخول السيد المسيح إلى الهيكل اليهودى حين كان طفلًا فى يومه الثامن، وهناك اجتمعت العذراء ويوسف النجار برجل يدعى سمعان الشيخ، وهو رجل تقى كان قد تنبأ بلقاء المسيح قبل أن يموت، وحين نظر للطفل اعترف به وقال إنه المسيح ثم ختنه.

يشرح القس انجليوس جرجس كاهن كنيسة أبو سرجة قصة عيد الختان، فيقول: إن المسيح امتثل لأمر الناموس أى الشريعة اليهودية فى جسده، حيث كانت العهود تؤخذ بالدم، والعهد هنا أخذ بدم الختان.

يستشهد القس بآية من الكتاب المقدس: "هذا هو عهدى الذى تحفظونه بينى وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون فى لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بينى وبينكم ابن ثمانية أيام يختن كل ذكر فى أجيالكم فيكون عهدى فى لحمكم عهداً أبدياً".

القس انجيلوس يشدد على أن المسيحية واليهودية لا يعرفان ختان الإناث، فالختان الوحيد المقبول هو ختان الذكور تطبيقًا لوصية النبى إبراهيم، مؤكدًا أن ختان الإناث تجرمه القوانين بسبب أضراره الصحية.

"عيد الختان من الأعياد السيدية الصغرى" يوضح القس انجيلوس، ولكنه يفرق بين الأعياد السيدية الصغرى والكبرى، يقول إن عيد الميلاد والغطاس والصعود والعنصرة" أعياد كبرى لأنها ترتبط بالمسيح نفسه، أما أعياد " الختان وعرس قانا الجليل وخميس العهد ودخول أرض مصر" فهى أعياد صغرى لأنها ترتبط بأحداث فعلها المسيح وهو يؤسس الكنيسة الأولى.

واعتبر القس انجيلوس أن الأعياد فرصة لتجديد العلاقة مع الله داخلنا لأنها تجعل المؤمنين يعيشون إحساس الفرح ويتوحدون فى مشاعر واحدة ويصلون صلاة واحدة، فالعيد هو درس عملى للإيمان، مضيفًا: فى العيد نسمع قصص لاهوتية تجعلنا نتعلم فهو اشتراك مع الله بكل الحواس.

أما القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء بمسطرد فقال أن الكنيسة تحتفل بعيد الختان بصلاتى القداس الإلهى صباح العيد والتى يذكر فيها صلوات وأناجيل تختص بهذه المناسبة وكذلك صلاة عشية فى ليلة العيد، لافتا إلى أن عيد الختان يقابل عيد الغطاس، ولكن الأول فى العهد القديم والثانى فى العهد الجديد، فالغطاس ولادة من الماء والروح القدس والختان تطبيق لعهد الله عن طريق الجسد.

 بينما قال كيرلس بشرى الحاصل على ماجستير اللاهوت الأرثوذكسي من جامعة فيينا، إن الختان أول عهد شخصي بين الله والإنسان في العهد القديم، مؤكدا: كان الختان للأشجار كما للإنسان أيضًا، فأوصى الرب شعبه حين يدخلون أرض كنعان، بأن لا يأكلوا من أشجارها لمدة ٣ سنوات، والسنة الرابعة تُقدم أثمارها للرب، والسنة الخامسة يُؤكل منها.

ويوضح: ونُصادف مقطع كتابي مُبهم في (خر ٤: ٢٤- ٢٦) مُحدثًا عن شخص بصيغة الغائب، فهو حدث غريب لختان بن موسى البكر بيد زوجته الأجنبية صفورة. حيث طلب الرب أن يقتل موسى، ولا نعرف السبب، ولكن القصة تُستكمل بأن صفورة قطعت غرلة ابنها البكر، فأنفك الرب عن موسى، وقالت إنها افتدت موسى بدم ابنها، وأطلقت عليه "عريس الدم".

وعن معنى كلمة ختان يقول بشرى: تفيد أيضًا في اللُّغة الشرقية القديمة معنى "العريس". لذلك دخلت في اللغة العربية أن المختن هو العريس، ونقول في الأجبية: أن المسيح هو الختن الحقيقي، أي إنه العريس الحقيقي الطاهر، الذي انفك عنه الشيطان بقطع غرلة النجاسة، حسب تعبير القمص متى المسكين. (أعياد الظهور الإلهي، ٢٩٦).

وتابع: وفي اليهودية المبكرة، أي في آواخر العصر اليهودي القديم، كان يلزم لدخول اليهودية إتمام عملية الختان، فيصبح عضوا من أعضاء شعب بني إسرائيل. وكان حرمان اليهودي من الختان هو حرمانه من الحياة الأبدية، لذلك خُتن المسيح ليُحسب عضوا في الجماعة اليهودية.

وأشار بشرى إلى أن الختان انتهى وأصبح رمزا للمعمودية، مؤكدا أن المسيحية لا تلزم أحدا بختان الذكور، وهي عادات شعبية ولا تحدد الكنيسة موقفا بعينه منه ولكن الكنيسة ترفض ختان الإناث بشكل مطلق.

من المنتظر أن تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الغطاس المجيد الأحد المقبل، ويسبقه صوم، حيث يحتفل به يوم الحادى عشر من شهر طوبة وهو عيد تعميد المسيح شابًا فى نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة