تحيط الأساطير والحكايات الخرافية بكثير من الأماكن حول العالم سواء كانت قصور ومبانى سكنية وسط المدن أو قرى كاملة فى أطراف الدولة، وعلى بعد حوالى 60 كيلومتراً من مدينة دبى فى دولة الإمارات العربية المتحدة، تقع قرية المدام التى كان لها نصيب من هذه الحكايات الغريبة، وهى قرية مهجورة ذات بيوت موحشة غزت الرمال مساحاتها الواسعة وتدور حولها الأساطير منذ سنوات طويلة.
رصدت المدونة البريطانية فانيسا بول هذه القرية عام 2019، والقرية التى تخلى عنها سكانها تضم صفين من المنازل، بالإضافة إلى مسجد لا يزال يحتفظ بشكله، فيما توجد دلائل على أن السكان أخلوا القرية على عجل، مثل الأبواب المفتوحة والأمتعة المتناثرة، وذلك وفقًا لتقرير مصور نشرته شبكة "CNN" الإخبارية.
وقد أثارت الأطلال التى خلفها سكان القرية قديمًا ورائهم، العديد من الأساطير التى تفيد أن قرية المدام مسكونة بالأشباح، لكن هذه القرية المجهورة من أهلها دون التعرف على السبب الحقيقى وراء تحولها إلى هذا الوضع، سرعان ما أصبحت وجهة هامة فى دولة الإمارات العربية المتحدة لتستقطب المغامرين الباحثين عن الإثارة والتشويق.
وخلال العام 2018، أجرت مؤسسة الشارقة للفنون استشارة عامة لتتبع تاريخ القرية، وشاركت المؤسسة نسخًا من المقابلات التى أجرتها فى المنطقة المحلية مع "CNN"، من بينها مقابلة مع رجل ادعى أنه تزوج فى قرية المدام، ما يشير إلى أنها بنيت فى منتصف السبعينيات، ويشار هنا إلى أنه فى العديد من الحالات، يرجع سبب رحيل القرويين إلى العواصف الرملية الشرسة التى كانت تضرب القرية الواقعة وسط صحراء الإمارات.
ولا تزال أطلال المنازل القديمة مرئية باستثناء بعض المنازل التى غرقت بالكامل فى بحر من الرمال، والتى تدفقت عبر النوافذ، وغمرت الساحات وقطع الأثاث، وتعد القرية المفتوحة للاستكشاف بمثابة نقطة جذب لكونها تضم كنوزاً مدفونة بالرمال تدعو عشاق الإثارة والغموض على اكتشافها، وتقع القرية على بعد أقل من ساعة بالسيارة من مدينة دبي، عبر الحدود مباشرةً إلى الشارقة
وتقول بول، إن معظم الأبواب مفتوحة على مصرعيها، بينما لا تملك منازل أخرى أبواباً من الأساس، كما تضم بعض المنازل فسيفساء رائعة"، وتأمل بول أن تحتفظ القرية بغموضها النسبى، إذ تخشى أن تفقد القرية جمالها عندما تصبح مليئة بالأشخاص.
وفى ظل الغموض الذى يحيط بقرية المدام، لا يوجد معلومات محددة حول سبب تخلى السكان عن القرية، لذلك انتشرت شائعات واسعة النطاق حول أسباب "خارقة للطبيعة"، فيما يتشارك سكان القرى المجاورة أساطير عن جن شرير، يطارد قرية المدام، وتحديداً أم الدويس، وهى روح أنثوية تتمتع بعينى القط، ويدين عبارة عن مناجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة