ربما تصنع الظروف التى يمر بها الإنسان فى حياته منه كاتبًا أو مبدعًا أو شاعرًا كبيرًا وأيقونة لشباب تأتى من بعده، وهذا ما حدث مع الشاعر جون كيتس الذى أصبح واحداً من شعراء الحركة الرومانتيكية الإنجليزية المهمين فى مطلع القرن التاسع عشر.
تعرض الشاعر جون كيتس الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 31 أكتوبر من عام 1795م، بأزمات فى بداية حياته، كانت أولها رحيل والده وهو فى الثامنة من عمره، وهو ما جعله يحزن كثيرًا، وأزداد حزنه بعد عندما هجرت أمه المنزل وتزوجت بعد شهرين فقط من رحيل زوجها ثم عادت إلى البيت مرة أخرى لكى تموت هى أيضا.
ولعل تلك الظروف هى السبب الذى جعل موهبة الشعرية تظهر على الساحة الأدبية، ليتعرض عقب كتابته للقصائد بهجوم النقاد عليه بشكل شديد، مما جعله يشعر بالتجاهل والاحتقار من قبل الآخرين، وهو ما جعله لم يعد يثق بأى إنسان، ورغم ذلك يعد كيتس اليوم من أكثر الشعراء دراسة، حيث أصبحت سلسلة الأغنيات القصيرة التي كتبها كيتس اليوم تحفاً فنية، والتى ما تزال من أكثر قصائد الشعر الإنجليزي انتشارًا، وتعتبر رسائل "كيتس" عن نظريته الجمالية في القدرة السلبية أكثر الرسائل المحتفى بها لأي كاتب، وقال عنه الناقد الإنجليزي ماثيو أرنولد :" إنه مع شكسبير فى الصف الأول من الشعراء".
شكسبير
ومن ضمن محطات حياته هو حبه وعلاقاته الغرامية التى لم تنجح بعد، ولم يستطع أن يتزوج المرأة التى أحبها حتى درجة الجنون بسبب مرضه بالسل، في عام 1819 ينشر كيتس قصيدته الرائعة "المرأة الجميلة بلا شفقة" وفيها يتحسر على المرأة التي احبها والتي لا يستطيع ان يتزوجها، ويقول فيها: "ايتها النجمة الساطعة، هل استطيع ان اثبت مثلك في مدار واستريح؟.
واشتد عليه المرض فى الشهور الأولى من عام 1821م، ورحل عن عالمنا فى 23 فبراير من عام 1821م، بروما، وكان طلبه الأخير أن يدفن تحت شاهدة قبر لا تحمل أى اسم أو تاريخ، فقط تكتب الكلمات التالية: "وهنا يقبع شخص اسمه مكتوب على الماء".