استطاعت مصر بفضل المبادرات الرئاسية المختلفة خلال السنوات القليلة الماضية قطع شوط كبير نحو القضاء على فيروس سى، وبفضل مجموعة من العلماء المصريين، قدموا أبحاثا عالمية تبرز الدورالذى قاموا به نحو القضاء على فيروس سى في مصر.
القضاء على فيروس سى
تم نشر هذه الأبحاث تحت عنوان "برنامج الفحص والعلاج للقضاء على التهاب الكبد الوبائي سي في مصر"، باشتراك أعضاء اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، ومنهم الدكتور وحيد دوس رئيس اللجنة القومية، والدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب القاهرة، والدكتور إمام واكد أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد الكبد القومى بجامعة المنوفية، والدكتورة منال حمدى السيد أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس.
مبادرة رئيس الجمهورية
كيف استطاعت مصر أن تعالج 4 ملايين مريض فى فترة قصيرة؟
وتعد الإصابة بفيروس التهاب الكبد المزمنC مشكلة صحية عالمية رئيسية تؤثر على 1% من سكان العالم، وشملت أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، ففي مايو 2016، حددت منظمة الصحة العالمية أهدافًا للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي، بما في ذلك الوصول إلى تشخيص بنسبة 90%، وتغطية علاجية بنسبة 80%، وخفض الوفيات المرتبطة بها بنسبة 65% بحلول عام 2030..
مبادرة الرئيس
وانتشر فيروس سى فى مصر، نتيجة لانتشار مرض البلهارسيا والعلاج الجماعية عن طريق الحقن الوريد غير الآمنة في الخمسينيات والستينيات.
و في المسح الذى أجرى لعدد كبير من المصريين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و59 عامًا لعام 2015، كان ما يقرب من 10% من الأشخاص لديهم الأجسام المضادة لفيروسC ، ولكن7% فقط مصابون بالفيروس، ما يدل على أن حوالي 5.5 مليون شخص مصاب بعدوى مزمنة بفيروس سي، مما يمثل عبئًا صحيًا واقتصاديًا ضخمًا على مصر.
وأوضحت الأبحاث، إنه مع إدخال الأدوية الفعالة الجديدة المضادة للفيروسات ذات مفعول مباشر في عام 2014 لعلاج عدوى فيروس سي، وضعت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية (NCCVH) استراتيجية قومية لجعل العلاج بالمجان وعلى نفقة الدولة المصرية.
وكانت الحكومة تهدف لتوفير العلاج للجميع ولملايين المرضى، لتحقيق الاستراتيجية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس سى بحلول عام 2030، والتي تتطلب تشخيص وعلاج 360 ألف حالة سنويًا.
وأشارت الأبحاث إلى أنه مع انخفاض تكلفة الأدوية المضادة للفيروسات ذات التأثير المباشر في مصر والتى تصل مدة العلاج 12 أسبوعًا فقط، وهو الكورس الكامل من العلاج باستخدام عقار السوفالدى والدكلانزا sofosbuvir "daclatasvir ، لتصل إلى 1% من ثمنها الأصلى في العالم في أوائل عام 2015، ثم تخفيضها إلى أقل من هذا السعر بعد ظهور الأدوية المحلية في عام 2018، والتي ساعدت في خفض تكلفة العلاج، وأصبح من الممكن علاج المزيد من المرضى والقضاء السريع على المرض.
في أوائل عام 2018، قررت الحكومة المصرية الشروع في جهد كبير لتحديد وعلاج جميع المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي من خلال مسح كبير يستهدف جميع محافظات الجمهورية، وذلك من خلال مبادرة" 100 مليون صحة" والتى كان يدعمها الرئيس السيسى، ما أدى الى نجاحها.
وأضافت الأبحاث، أنه تم استخدام اختبار تشخيصي سريع من خلال وخز بالأصبع، مع نتائج متاحة في غضون 20 دقيقة، كان لدى المرضى الإيجابيين، مواعيد محددة على الفور إلكترونيًا لمدة من 2 إلى 15 يومًا في أقرب مركز مخصص للتقييم والعلاج، حيث استطاعت مصر من خلال المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة بإجراء مسح شامل لفيروس سي على 60 مليون، وكذلك الأمراض المزمنة من السكر والضغط.
وأشارت، إلى أنه على الرغم من أن مصر كانت لديها أعلى معدل انتشار لعدوى فيروس سى في العالم، إلا أنها استطاعت أن تكون مثلا يحتذى به للعالم كله فى القضاء على فيروس سى، والتى أشادت بها منظمة الصحة العالمية، بجميع المحافل الدولية، وتصدرت عناوين الصحف العالمية، وأهمها مجلة لانسيت التى جعلت غلاف المجلة عن علاج مرضى فيروس سى المصريين، ووضع صور الفراعنة أثناء اعطائهم العلاج للمرضى.
وكان الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، قد أشاد بدور مصر في القضاء على فيروس سى، موضحا أن مصر اختبرت أكثر من 60 مليون شخص للالتهاب الكبدي C، وربطت أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالعلاج مجانًا.
وأضاف أنه في عام 2016، اعتمدت جمعية الصحة العالمية الاستراتيجية لالتهاب الكبد، حيث حددت أول أهداف القضاء على التهاب الكبد في العالم، حيث تدعو الاستراتيجية إلى القضاء على التهاب الكبد الفيروسي كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030، والحد من الإصابات الجديدة بنسبة 90% والوفيات بنسبة 65%
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، الأخيرة الى أن 325 مليون شخص يعيشون مع التهاب الكبد الفيروسي B,C في العالم، كما يتوفى 900 ألف شخص سنويًا بسبب عدوى فيروس التهاب الكبد"B".
ويعد التهاب الكبد B وCأكثر الأنواع شيوعًا بالنسبة لعدد الوفيات، حيث يؤدى لوفاة 1.3 مليون شخص كل عام، ووسط جائحة فيروس كورونا، يستمر التهاب الكبد الفيروسي في إزهاق أرواح الآلاف كل يوم.