عشق عابر للحدود، وروابط تفوق اعتبارات السياسة والالتزامات الأسرية المباشرة قاد ستانلي جونسون، والد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للإعلان صراحة عن اعتزامه التقدم للحصول علي الجنسية الفرنسية، بعد تصويت البرلمان البريطاني بشكل حاسم وموافقته علي اتفاقية خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، المعروف إعلامياً باسم بريكست، والذي يدخل حيز النفاذ بداية من 1 يناير.
اعلن والد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ، الخميس ، إنه بصدد التقدم بطلب للحصول على جواز سفر فرنسي للحفاظ على علاقاته مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.
صرح ستانلي جونسون البالغ من العمر 80 عاما والذي كان عضو سابق في البرلمان الأوروبي الذي صوت للبقاء في استفتاء عام 2016 في بريطانيا ، لإذاعة آر تي إل متحدثا بالفرنسية إنه يريد أن يصبح مواطنًا فرنسيًا بسبب الروابط العائلية القوية بفرنسا، قائلا: "إذا فهمت الأمر بشكل صحيح ، فأنا فرنسي ولدت ووالدتي في فرنسا ، وكانت والدتها فرنسية تمامًا كما كان جدها. لذا بالنسبة لي ، يتعلق الأمر باستعادة ما لدي بالفعل. وهذا يجعلني سعيدًا جدًا ،"
وأضاف "سأظل أوروبيًا دائمًا ، هذا أمر مؤكد. لا يمكن لأحد أن يقول للشعب البريطاني: أنتم لستم أوروبيين .. وجود علاقة مع الاتحاد الأوروبي أمر مهم".
وقالت صحيفة دايلي ميل ان الخلاف في الرأي حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بين افراد عائلة رئيس الوزراء ليس مقتصر فقط على والده ستانلي حيث انضمت اليه شقيقته، السيدة جونسون، إلى الديمقراطيين الليبراليين قبل انتخابات 2017 بعد رفض دعم المحافظين لبريكسيت، وانشقت إلى المجموعة المستقلة قصيرة الأجل من أجل التغيير في العام الماضي، حيث فشلت كمرشحة في الانتخابات الأوروبية.
أما جونسون الأب، الذي كان عضوًا في البرلمان المحافظ في أوائل الثمانينيات، قام أيضًا بحملة من أجل البقاء خلال الاستفتاء، لكن نجله الذي أصبح الآن رئيس الوزراء، كان الشخصية الرئيسية في حملة التصويت بالمغادرة وفاز في انتخابات عام 2019 مع تعهد بـ"إنهاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى".
تصدر بوريس جونسون الوجه العام لحملة المغادرة في استفتاء عام 2016 ، ويقول إن بريطانيا يمكن أن "تزدهر بقوة" كدولة ذات سيادة كاملة خارج ما يراه الاتحاد الأوروبي مفرط البيروقراطية.
لكن يوم الأربعاء ، بدا رئيس الوزراء أكثر تصالحية حيث وافق البرلمان على اتفاق تجاري جديد مع الاتحاد الأوروبي ، قائلا: "هذه ليست نهاية بريطانيا كدولة أوروبية. نحن من نواح كثيرة الحضارة الأوروبية الجوهرية ... وسنظل كذلك ".
تغادر بريطانيا رسميًا مدار الاتحاد الأوروبي ليلة الخميس ، بعد 48 عامًا من الاتصال المتوتر مع المشروع الأوروبي.
وافق البرلمان البريطاني على الاتفاق التجاري الذي اقترحه رئيس الوزراء بوريس جونسون لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما يتطلع الجانبان لفتح صفحة جديدة من العلاقات قبيل أيام من انفصالهما فعليا.
ووقعت بريطانيا والاتحاد الأوروبي على الاتفاق أمس الأربعاء وسيضع البرلمان البريطاني اللمسات الأخيرة على تنفيذه، منهيا مفاوضات دامت أربع سنوات ومحافظا على تجارة يقترب حجمها من التريليون دولار سنويا.
وقال الجانبان إنها فرصة لفتح صفحة جديدة في علاقة تكونت مع إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية لكنها كانت كثيرا ما تشهد عزوفا من بريطانيا عن الدخول في تكامل سياسي واقتصادي أوثق.
وفي جلسة برلمانية انعقدت خصيصا للتصويت على الاتفاق، عبّر جونسون عن أمله في العمل "يدا بيد" مع الاتحاد الأوروبي حينما تتشارك المصالح.
وأكد أن "البريكست ليس نهاية بل بداية"، في إشارة لاتفاق الانفصال عن الاتحاد. وتابع "المسؤولية الآن تقع على عاتقنا جميعا للاستفادة بأقصى قدر من السلطات التي استعدناها والأدوات التي استرددناها بين أيدينا".