تمر اليوم الذكرى الـ154 على قيام الولايات المتحدة الأمريكية بشراء ولاية ألاسكا من الإمبراطورية الروسية بمبلغ 7.2 مليون دولار، وذلك فى 30 مارس عام 1867، وتمت إجراءات نقل الملكية فى 18 أكتوبر من العام نفسه.
والحقيقة أن هناك العديد من الولايات والمدن الأمريكية التى تم بيعها، سواء من سكانها الأصليون أو من خلال عقد صفقات مع حكومات وسلطات البلدان المختلفة كالأمبراطورية الروسية أو المملكتين البريطانية الإسبانية.
ويشار إلى أن حكومة الولايات المتحدة اشترت جزيرة منهاتن من سكانها الأصليين "الهنود الحمر" مقابل 24 دولارا فقط، ولم تدفعهم نقدا بل عبارة عن أقمشة وعقود زجاجية فى عام 1626 ميلاديًا، حيث كان معروفا عن الولايات المتحدة فى ذلك الوقت أنها تشترى بعض المناطق لكى تضمها لمحيطها.
وأبرمت الولايات المتحدة الأمريكية مع فرنسا عام 1803م، صفقة لشراء لويزيانا الفرنسية والتى تبلغ مساحتها (2,140,000 كم2) مقابل 60 مليون فرنك فرنسى (11 مليون دولار تقريبًا) والتنازل عن 18 مليون فرنك فرنسى من الديون (4 ملايين دولار تقريبًا)، تشمل الأراضى التى اشتريت كاملة أو أجزاء من 15 ولاية أمريكية حالية ومقاطعتين كنديتين، المساحات التى تم شراؤها فى الصفقة تشمل كامل أركانساس وميزورى وآيوا وأوكلاهوما وكانساس وونبراسكا.
وبالإضافة لهذه الصفقة اشترت أمريكا فى نفس الفترة تقريبا ولاية فلوريدا من إسبانيا بـ5 ملايين دولار، وكامل ولاية كاليفورنيا بـ12 مليون دولار، وفى عام 1859 اشترت ولاية آلاسكا من روسيا بـ7,5 ملايين دولار، كما عرضت على المكسيك شراء ولاية نيومكسيكو (وحين رفضت) احتلتها بقوة السلاح.
وبعد اكتمال الولايات المتحدة بشكلها الحالى بدأ التفكير بشراء أراض جديدة (خارج القارة الأمريكية) فبعد تزايد أعداد العبيد المحررين فى أمريكا بدأ بعض المشرعين ينادون بشراء ولاية جديدة (فى أفريقيا) لإعادة الزنوج إليها، وفى عام 1816 وافق الكونجرس على شراء أراض أفريقية شاسعة (تعرف اليوم باسم ليبيريا وعاصمتها مونروفيا نسبة الى الرئيس الأمريكى جيمس مونرو).
كما عقدت الولايات المتحدة صفقة اشترت بموجبها ولاية ألاسكا من الإمبراطورية الروسية عام 1867، بموجب معاهدة صدق عليها مجلس الشيوخ الأمريكى، ووقعها الرئيس الأمريكى أندرو جونسون، انتهت جولة المحادثات بين الطرفين فى الرابعة صباحاً من يوم 30 مارس 1867، بالاتفاق على مبلغ 7,200,000 دولار، (بمعدل نحو 1.9 سنتاً للفدان الواحد)، مع أن المبلغ يبدو ضئيلا نسبيا بالنسبة لإيرادات الولايات المتحدة الأمريكية، لكنّه كان مبلغاً كبيراً بالنسبة للقيمة المالية فى ذلك الوقت.
وباستثناء العديد من الجزر الصغيرة فى المحيط الهادى تعد (جزر هاوي) آخر ولاية تنضم لاتحاد الولايات الأمريكية عام 1959؛ ففى عام 1893 قام مرتزقة أمريكان بثورة فى هاواى عزلوا خلالها الملكة كلانى عن العرش وسيطروا على مقدرات البلاد. ولأنهم مرتزقة - وليسوا سياسيين - باعوا الجزيرة لاحقا للحكومة الأمريكية مقابل 60 مليون دولار.
