تستطلع دار الإفتاء المصرية اليوم الأحد هلال شهر رمضان المبارك، فى احتفال رسمى، بقاعة الاحتفالات الكبرى بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر، وذلك بعد إلغائه العام الماضى، حيث قررت الدار إقامته هذا العام وفق ضوابط إقامة المؤتمرات التى أعلنتها لجنة إدارة أزمة كورونا، وسيعلن الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية- خلال الحفل نتيجة الرؤية الشرعية لهلال شهر رمضان المبارك لهذا العام 1442هجريًا، وما توصَّلت إليه لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة فى محافظات الجمهورية.
وكانوا قديما يعتمدون على الرؤية البصرية فقط لـ رؤية هلال رمضان ، فلم يذكروا الحساب الفلكى فى أقوالهم، واعتمدوا على إكمال شهر شعبان ثلاثين يومًا فى حال تعذّر رؤية الهلال، ولكن ذكر البعض الآخر من الفقهاء القدامى الحساب الفلكى فى إثبات رؤية هلال رمضان، والحساب الفلكى هو متابعة منازل القمر بالاعتماد على قواعد علميّة دقيقة.
رؤية هلال رمضان
وبحسب دراسة بعنوان " إثبات الهلال بين عصر الرسول (ص) والعصر الحديث" للباحث عبد الأمير المؤمن، فى البداية لم تكن غير العين المجرّدة والطريق الحسى المباشر سبيلا لقراءة السماء وظواهرها الممكنة، فتوافرت للإنسان القديم معلومات بسيطة عن الشمس والقمر والنجوم والكواكب وظواهر كونية أُخرى، وحين وجد أنّ العين وحدها غير كافية لقراءة السماء استعان بما صنع من أدوات بسيطة وما تعلم من حسابات ليحصل على معلومات وملاحظات فلكية أكثر وأفضل.
ومن خلال ذلك استطاعت الحضارات القديمة أن تقدم إنجازات فلكية ورياضية كثيرة، فمن خلال معرفتها بحركات الشمس والقمر والكواكب استطاعت أن تحسب وتسجل إنجازات وجداول كثيرة، ومازال بعضها باقيا إلى الآن، وبين أيدينا الآن جداول فلكية مهمّة تتعلق بشروق الزهرة وغروبها ترجع إلى عهد (امى صدوقا) Ammisadouqa أحد ملوك سلالة بابل الأولى، لعلها أقدم الأمثلة على الجداول الفلكية القديمة.
وكان الكلدانيون يحدّدون مسبقا موعد ظهور الهلال، فكانوا يسجلون مشاهداتهم على شكل تقويم، وفى الجزيرة العربية، كان العرب قبل الإسلام على معرفة فطرية بالسماء والكواكب والنجوم والظواهر الكونية، يقول صاعد الأندلسى "وكان للعرب مع هذا معرفة بأوقات مطالع النجوم ومغاربها وعلم بأنواء الكواكب وأمطارها على حسب ما أدركوه بفرط العناية وطول التجربة، لاحتياجهم إلى معرفة ذلك فى أسباب المعيشة لا على طريق تعلم الحقائق ولا على سبيل التدرب فى العلوم".
أما فى زمن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وفى الحقيقة، كان علم الفلك زمن الرسول الأكرم (ص) امتداداً للفلك فى عصر ما قبل الإسلام (الجاهلى)، امتداداً فى حالته الفطرية المحدودة، مع رفض الرسول لعدد من مواده الضارة بالمجتمع كالأنواء، والنسىء، والاعتقاد بتأثير النجوم والكواكب والأبراج مؤثرة فى الحوادث الأرضية، وعبادة النجوم والكواكب التى سادت فى العصر الجاهلي.
والثقافة آنذاك كانت تدور بشكل أساسى حول القرآن وبلاغته، وما يتعلق به من نحو ولغة وفقه وأخبار وتاريخ، ثم الانشغال بجمع الحديث النبوى وتدوينه وضبط سنده، إضافةً إلى الاهتمام بالشعر والخطابة لحاجة الدعوة إليهما. وتأكيد الجهاد فى سبيل الله ونشر الدعوة إلى خارج الجزيرة العربية. وهذه الانشعالات الكثيرة والمتشابكة لم تدع مجالاً للاهتمام بعلم الفلك والمعرفة العلمية الأخرى، على أنّ الفلك الموروث من العصر الجاهلى لم يكن مادة علمية منظّمة خاضعة لمنهج محدد، ونظرية علمية معيّنة، وإنّما هو متفرقات ومعلومات وملاحظات ومزيج من الفلك والتنجيم وامتداد لفلك العصر الجاهلي، فضعفت أو قل الاهتمام بها فى تلك الفترة. فكان العصر سياسياً دينياً، وثقافياً بما ينسجم وتثبيت الدعوة، لا يهتم بالمادة العلمية البحتة. وقد أشار صاعد الأندلسى إلى هذه الحالة بقوله: «وكانت العرب فى صدر الإسلام لا تعتنى بشيء من العلم إلاّ بلغتها ومعرفة أحكام شريعتها حاشا صناعة الطب فإنّها كانت موجودة عند أفراد من العرب غير منكرة عند جماهيرهم لحاجة الناس طراً إليها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة