حافظ السوريون على الموروث الشعبى رغم القصف والغارات والحروب التى شهدتها المنطقة، حيث استقبلت دمشق شهر الصوم بعدد من العادات والتقاليد والموروثات الجميلة حول صوت المسحراتي ونداءاته البديعة بصوته الموسيقى العذب.
ارتبط اسم المسحراتي بشهر رمضان الكريم منذ أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان بلال بن رباح أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي. ومع مرور الزمن تغيرت آلية عمل المسحراتي، لكن الهدف بقي نفسه، كان المسحراتي يجول في الشوارع والساحات وينادي بصوته العذب لإيقاظ النائمين ودعوتهم إلى التسحر قبل الإمساك.
تطورت العادات باستعمال الطبل والنداءات والضرب على أبواب البيوت، حتى الطبلة تغيرت من صغيرة بحجم اليد والضرب عليها، إلى طبلة كبيرة تُسمى داهول، ويتم الضرب عليها بعصاتين إحداها غليظة وأخرى رفيعة.
فيما يطوف محمد الصوان حارات دمشق القديمة، مناديا: "يا نايم وحد الدايم... قوموا على سحوركم إجا رمضان يزوركم".
على خطى أسلافه، يتقن الصوان كل زاوية ومدخل وباب في منطقة عمله بمحيط المسجد الأموي وسط المدينة القديمة، كما يتقن سكانها بحذافيرهم، فها هو يضطر للطرق بشدة على باب عائلة "أبو فلان" التي يعرف عنها نومها العميق، فيما يكتفي ببضع نقرات على طبلته لإيقاظ جاره الآخر "أبو علتان".
مع تعاقب الأيام والسنين، ما فتئت أصوات آلاف "المسحراتية" تتراكم طبقات فوق أخرى دون انقطاع بين ثنايا أحياء دمشق القديمة، يخيل لـ"أبو الهيجة" في بعض الأحيان، وهو اللقب الذي يشتهر به المسحراتي الصوان، أنه يسمع أصوات أسلافه تتأرجح على شجيرات الياسمين المنتشرة بكثافة في البقعة السحرية من العاصمة السورية دمشق.
ورغم ولادة بدائل التنبيه العصرية، يؤكد أبو الهيجة بأن سكان العاصمة السورية، غير مستعدين للتخلي عن المسحراتي كأحد أكثر طقوس الشهر الرمضاني قربا من قلوبهم، فالصوت الجهوري الذي يطرق أبوابهم قبيل الفجر، إيذانا بفترة السحور وتناول الطعام استعدادا ليوم صوم طويل، لربما بات جزءا من قدسية شهر الصيام.
المسحراتي السوري محمد الصوان في دمشق
المسحراتى مهنة توارثتها الأجيال فى سوريا
المسحراتى يطرق الببان
المسحراتى فى شوارع دمشق
على أبواب المسجد الأموى
المواطنون حول المسحراتى
المسحراتى
المسحراتى فى شوارع دمشق
أمام المسجد الأموى
المسحراتى
أمام المسجد الأموى