نلقى الضوء على كتاب "اللغة السينمائية.. مبادئ أولية فى النظرية والتطبيق" لـ هاشم النحاس، وفيه يتوقف الكتاب عند فكرة كيف نقرأ فيلما ونفهم آلياته الفنية التى تمثل لغته خاصة.
يقول هاشم النحاس، فى مقدمة الكتاب أنه يضم قسمين، أولهما مقدمة فى اللغة السينمائية، خلاصة ما توصلت إليه من معرفة باللغة السينمائية، وما حاولت تطبيقه فى إخراج أفلامى التسجيلية، وقد اتخذت من نظرية أرنهايم مدخلا لهذه الخلاصة.
ونظرية آرنهايم - فى رأيي – تعد من أنضج النظريات السينمائية الشكلية، ومن أكثرها أصالة، ومن أقربها إلى قضية لغة السينما التى تشغلنا، إذا ما قارناها بغيرها من نظريات (سواء عند الشكليين أمثال بيلا بالاش وأيزنشتاين، أو عند الواقعيين أمثال كراكاور وأندريه بازان وغيرهما).
أما القسم الثانى: "لغة الصورة الدرامية فى فيلم النيل أرزاق" فيطرح نموذجا تطبيقيا لما جاء فى الشق الأول من تحليلات وتوجيهات وقواعد، ولعل فى ذلك ما يؤكد فاعلية ما جاء فى الشق الأول، كما يؤكد من ناحية أخرى قيمة الفيلم الذى اخترته باعتباره فيلما متميزا نال التقدير فى الداخل والخارج.
ويقول الكتاب عن نظرية آرنهايم:
يرى آرنهايم أن فن الفيلم يعتمد على تناول ما هو مرئي تقنيا لا ما هو مرئي طبيعيا. فن الفيلم هو نتاج للشد والجذب بين التمثيل والتحريف للواقع، فهو لا يقوم على الاستعمال الجمالى لشيء يقدم لنا هذه الدنيا. فالعملية السينمائية لها صفاتها الخاصة، فهى ليست نافذة على الواقع بقدر ما هى منشور زجاجى.