تمر اليوم ذكرى رحيل الخليفة المستظهر بالله، وهو أمير المؤمنين أبو العباس أحمد "المستظهر بالله" ابن المقتدى بأمر الله (470 هـ - 512 هـ) الخليفة الثامن والعشرون لخلفاء الدولة العباسية، بويع بالخلافة فى منتصف محرم سنة 487هـ بعد أبيه وله ستَّ عشرة سنة وثلاثة أشهر.
فكان أول من بايعه الوزير أبو منصور بن جهير، ثم أخذت البيعة له من الملك ركن الدولة بركيارق بن السلطان ملكشاه ثم من بقية الأمراء والرؤساء وصلى على الخليفة الأمراء والوزراء، ومن العلماء حضر الغزالى والشاشى وابن عقيل وبايعوه يوم ذلك.
وارتبط الخليفة العباسى الراحل، بعلاقة قوية مع أبو حامد الغزالي، الملقب بحجة الإسلام وصاحب كتاب "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية"، الذى قام بتأليف ذلك السفر بطلب من الخليفة العباسي، أبو العباس أحمد بن عبد الله، الملقب بـ "المستظهر بالله"، فما هى قصة هذا العام.
وبحسب موسوعة "قصة الإسلام" فإن خير كتاب يعطينا صورة لموقف الإمام الغزالى من الخليفة المستظهر بالله هو كتابه "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية"، والغزالى ألف هذا الكتاب بناء على طلب المستظهر نفسه حتى يرد به على عقيدة الباطنية، والباب التاسع من الكتاب خصصه الغزالى بأكمله لإقامة البراهين الشرعية على أن الإمام الحق القائم بالحق الواجب على الخلق طاعته هو الإمام المستظهر، كما بين أنه يجب على علماء الدهر الفتوى على البت والقطع بوجوب طاعته على الخلق ونفوذ أقضيته بمنهج الحق وصحة توليته للولاة وتقليده للقضاة وأنه خليفة الله على الخلق وأن طاعته على جميع الخلق فرض، وهذا الباب يمتد من الصفحة 169 إلى الصفحة 225، وهو من أوله إلى آخره دعوه لطاعة المستظهر وللالتفاف حول منصب الخلافة، وقد أورد صفات الإمام وواجباته السياسية والدينية.
ونلاحظ أن الإمام الغزالى رمى بثقله الفكرى والثقافى والعقائدى لدعم مشروعية الخلافة العباسية والخليفة المستظهر وذلك ليقينه من الخطر الباطنى الذى يريد إسقاط المرجعية العباسية وتثبيت الشرعية الفاطمية الباطنية تحت شعار الانتساب زورًا لأهل البيت فكرًا ونسبًا. وعلم الغزالى أنه إذا تمَّ هذا الأمر فإن فى ذلك ضياع الدولة السنية، لذلك رمى بثقله للحفاظ على الشرعية السنية العباسية أمام المد الباطني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة