"دخان وتكسير وحطام" هكذا كان حال ميدان المحطة فى مدينة أسوان والمناطق المحيطة به، فى يوم فض رابعة والذى دفع جماعة الإخوان الإرهابية إلى إحداث فوضى وتخريب فى أسوان بالتزامن مع فض ميدان رابعة العدوية بالقاهرة والميادين بالمحافظات التى حولوا الإخوان لمخيمات للتظاهر، ثم أصبحت هذه الميادين قبلة سياحية تليق بالسائحين والمواطنين، فى ظل توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى.
قال أحمد حسن، أحد المواطنين بمحافظة أسوان، إن المشهد فى ميدان المحطة وحديقة درة النيل بمدينة أسوان، فى يوم 14 أغسطس 2013، كان عبارة عن مجموعة من المخيمات التى تضم عشرات الإخوان الذين قرروا الاعتصام فى الميدان وتحويله إلى "ساحة حرب" بالتزامن مع فض رابعة وتبادوا الشرطة عمليات تخريب وإرهاب وحرق لسيارات الشرطة وتراشق بالحجارة، بجانب أعمال التخريب فى ديوان عام محافظة أسوان، واقتحام المبنى من قبل بعض المجهولين.
وأضاف أحمد حسن، أنه بسبب هذه الأعمال التخريبية، تحولت أسوان من مدينة سياحية إلى ساحة خراب ينتشر فيها الدمار فى كل اتجاه بعد تشويه مظهرها الحضارى خاصة فى واجهة المدينة التى تمثل ميدان المحطة وحديقة درة النيل.
وبعد مرور السنوات على هذه الأعمال التخريبية بدأت يد البناء والعمران تمتد إلى أسوان وإلى واجهتها السياحية، فى إطار مشروعات التنمية والتطوير التى تنفذها الحكومة فى إطار توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، خاصة بعد إعلان الرئيس أسوان عاصمة أفريقيا فى الاقتصاد والثقافة والشباب.
وفى لوحة جمالية وفنية مشرفة، تحولت مدينة أسوان إلى واجهة مشرفة لاستقبال ضيوفها من الزائرين الأجانب والمصريين بعد الانتهاء من أعمال التطوير والتجميل التى نفذتها الحكومة فى 3 مناطق تمثل واجهة المدينة السياحية وشملت 3 مشروعات وهى تطوير ميدان المحطة وحديقة بلازا درة النيل والسوق السياحى بتكلفة تصل لنحو 220 مليون جنيه، باعتبارهم من أبرز المزارات والواجهة التى تقع عين السائح عليها بمجرد زيارته لأسوان.
وأكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن مشروعات التطوير بميدان المحطة والسوق السياحى وحديقة بلازا درة النيل بمدينة أسوان تشمل: إنشاء نوافير مائية وراقصة وبوابات وأعمدة ديكورية وبرجولات وأرضيات، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء وأشجار الزينة وساحات انتظار للسيارات، بجانب الإنارة والرصف والدهانات وذلك بشكل وألوان متناسقة لإضفاء اللمسة الجمالية والتراثية سواء للسوق السياحى أو ميدان المحطة، كما أنه مخطط أن تضم حديقة درة النيل فى وسطها النصب التذكارى للشهداء و4 تماثيل.
وأوضح محافظ أسوان، بأنه بالنسبة السوق السياحى القديم فإنه جارى تغطيته ببرجولات خشبية آمنة وضد الحريق ومرتكزة على قواعد خرسانية مسلحة، مع تركيب أرضيات بالجرانيت والبازلت، بجانب تجديد وجهات المحلات عن طريق تجليدها، وأيضاً تجديد ورفع كفاءة عدد 10 بوابات رئيسية فيه وإنشاء عدد 2 بوابة جديدة، بالإضافة إلى تجهيز السوق بالكامل بمراوح تهوية بالمياه مماثلة للحرم المكى، وكذا إنشاء عدد 2 كافية داخل مسار السوق السياحى، فضلاً عن تطوير وصيانة شبكات البنية الأساسية وخاصة بمياه الشرب والصرف الصحى والحريق.
وتابع اللواء أشرف عطية، قائلا: "كنا فى سباق لتنفيذ رؤية متكاملة للتطوير والتجميل سواء فى مدينة أسوان أو باقى مدن المحافظة من أجل استعادة المكانة الحضارية لأسوان عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية وأحد أهم المواقع على خريطة السياحة العالمية حيث جارى تكثيف الجهود والإسراع بمعدلات تنفيذ أكبر مشروع حضارى لتطوير وتجميل السوق السياحى القديم بعد الانتهاء من تطوير وتجميل ميدان المحطة حديقة درة النيل بمدينة أسوان والذى يأتى تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسى لتكون جاهزة لاستقبال الأحداث والمنتديات والمؤتمرات والمهرجانات العالمية والمحلية، وأيضاً الأفواج السياحية الدولية والداخلية".
وأشار المحافظ إلى أن أسوان تشهد حالياً طفرة غير مسبوقة فى جميع قطاعات العمل العام على الرغم من التحديات العديدة وخاصة تداعيات جائحة كورونا وتعمل المحافظة على إحلال وتجديد البنية التحتية مع تطوير شامل لمواقع الخدمات الجماهيرية، بجانب تنفيذ مشروعات التطوير والتجميل.
وأضاف، أنه بجانب ذلك يأتى إحداث قفزة فى مجال التحول الرقمى ووضع خريطة استثمارية جديدة تسعى لجذب فرص ومشروعات استثمارية تساهم فى زيادة القيمة الاقتصادية المضافة للثروات التعدينية والمحجرية والسمكية فى ظل توافر مصادر متعددة للطاقة الكهربائية والشمسية والغاز الطبيعى، فضلاً عن التعامل بحرفية مع بعض الملفات مثل التصالح فى مخالفات البناء وإنهاء مشاكل الحكر والتقنين والأحوزة العمرانية، وهو الذى يتوازى مع فتح قنوات التواصل المباشر مع المواطنين لحل مشاكلهم والتعامل السريع معها لتخفيف الأعباء المعيشية عن كاهلهم تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.