تتمحور رواية "نازلة دار الأكابر" للكاتبة التونسية أميرة غنيم حول التاريخ السرى لعائلات الصفوة أو من يمكن تسميتهم الأكابر في تونس من خلال حادثة ألقت بظلالها السوداء على عائلتين من دار الأكابر في تونس خلال النصف الأول من القرن العشرين، تتكشف تفاصيلها على لسان أبطال الرواية، ومع تصاعد السرد تتبين تفاصيل الحبكة تدريجيا، ويستمر عنصر التشويق على مدار صفات الرواية.
وتتطرق رواية "نازلة دار الأكابر" إلى فصول مهمة من تاريخ تونس السري عبر خلال حكاية متخيلة بطلها المصلح الكبير الطاهر الحدّاد، وعلى الرغم من أن المراجع التاريخية لا تذكر شيئا عن علاقة الحدّاد بالنساء وعشقه "للاّ زبيدة"، وتمنح النساء الصوت الأعلى لرواية الأحداث، كونهن حافظات الذاكرة الحقيقية وفاضحات الذكورية.
وتبدأ الرواية من دار النيفر ووصول رسالة إلى زوجة ابنهم زبيدة وسط أرغفة خبز ليتهموها بخيانة ابنهم وبيت الزوجية.
تستخدم الرواية تقنية الأصوات المتعددة للحديث، ليس فقط عن هذه الليلة، ولكن عن تاريخ العائلة وتونس، فتظهر حكايات والد ووالدة زبيدة وأخوها التوأم، بالإضافة إلى سلفها ووالدي زوجها، وحتى خادمات المنزل، ومن كل تلك الحكايا تتعرف على المجتمع المدني "كبار العائلات" في تونس ابتداء من العشرينيات.
استعملت المؤلفة اعترافات شخصيات روايتها لكشف الغموض الذي يكتنف علاقة زبيدة والطاهر الحداد، والتي كانت بمثابة لغز (أو نازلة) لن تكشف عنه إلا في نهاية الرواية.
كما قدمت قراءة لواقع الطبقية في بداية القرن الماضي بغض النظر عما إذا كانت العائلة منفتحة أو محافظة.
وأميرة غنيم كاتبة وأكاديمية تونسية من مواليد 1978، حاصلة على الدكتوراه في اللسانيات وتعمل أستاذة اللسانيات والترجمة بالجامعة التونسية، صدر لها من قبل رواية "الملف الأصفر" التي حصلت على جائزة الشيخ راشد بن حمد، عام 2020، وصدرت روايتها الثانية، "نازلة دار الأكابر"، في 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة