يسرد الروائى الإريترى حجى جابر فى رواية "رغوة سوداء" التى وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية عام 2019 حكاية البؤس الذى يدفع الشباب فى البلدان الفقيرة إلى بذل كل شىء فى سبيل الهجرة إلى مكان يعتقدون أنه يؤمن لهم فرصة أفضل فى الحياة منطلقا من الخلفية التى دفعت يهود الفلاشا إلى الهجرة إلى إسرائيل.
ويروى الروائى الإريترى فى روايته رغوة سوداء كيف أن الواحد من هؤلاء المهاجرين يكون مستعدا لخوض المخاطر، وللكذب واختراع حياة غير تلك التى عاشها والهدف واحد: الفرار من البؤس والأمل فى حياة أفضل.
هكذا يفعل، داوود الذى لم يكن يهوديا، فيخترع لنفسه شخصية جديدة، مغيراً اسمه وتاريخه، ويفعل أقصى الممكن حتى يستطيع الخروج مع يهود الفلاشا إلى إسرائيل وهناك تبدأ معاناة جديدة يكتشفها فى المهاجرين سمر البشرة الذين سبقوه إلى هناك، ويدخلنا فى تفاصيل حياتهم وبؤسهم ومعاناتهم ثم فى حياة وبؤس الذين هاجروا إلى أرض الميعاد مع حلم أنها ستوفر لهم حياة كريمة لكن هذا الوهم يتبدد.
ويغير داوود اسمه مرة أخرى ليعيش حياة أخرى لكن كل هذا لم ينقذه من حالة الخوف التى يعيشها سواء بسبب لون بشرته أو بسبب كونه مهاجرا.
عبر رواية "رغوة سوداء" يدخل القارئ إلى عمق أحلام وآمال "داوود" ونظرته إلى الحياة والحب، والرغبة الشديدة في التخلص من حياة بائسة، إنها رواية الأحلام المجهضة عل الرغم من كل التضحيات.
وحجي جابر، روائي وصحفي إريتري من مواليد عام 1976، صدر له حتى الآن أربع روايات منها رواية "سمراويت" الحائزة على جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2012 و ورواية لعبة المغزل ورواية "رغوة سوداء"، تُرجمت بعض من أعماله إلى لغات عديدة مثل اللغة الإنجليزية، والإيطالية، والعبرية وغيرها.