تمر اليوم ذكرى وفاة الإمام محمد الجواد، تاسع أئمة الشيعة الاثنا عشرية، حيث رحل فى 27 نوفمبر عام 835م، وقد عاصر اثنين من الخلفاء العباسيين هما المأمون، والمعتصم، وتوفى فى خلافة الأخير. كما عاصر الفرقة الواقفية التى تعتقد بتوقف الإمامة عند جدّه موسى الكاظم، ولا تعتقد بإمامة من بعده.
ومما قيل فى الإمام الجواد لدى أعلام السنة:
1 ـ الجاحظ (ت 250 هـ)
ذكر الإمام الجواد عند مدحه لعشرة من الأئمّة فى كلام واحد، عند ذكْره الردّ على ما فخرتْ به بنو اُميّة على بنى هاشم، فقال: ومنِ الذى يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيّون عَشَرة فى نسق، كلّ واحدٍ منهم: عالمٌ، زاهدٌ، ناسكٌ، شجاعٌ، جوادٌ، طاهرٌ، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن العسكري بن على بن محمّد بن على بن موسى بن جعفر بن محمّد بن على بن الحسين بن على، وهذا لم يتفق لبيتٍ من بيوت العرب، ولا مِن بُيوت العجم .
2 ـ الشيخ محيى الدين ابن عربى (ت 638 هـ)
قال فى كتاب (المناقب) : وعلى باب الله المفتوح، وكتاب الله المشروح، ماهية الماهيّات، مطلق المقيّدات، وسرّ السريّات الوجود، ظلّ الله الممدود، المنطبع فى مرآة العرفان، والمنقطع مِن نيله حَبْل الوجدان، غوّاص بحر القِدم، محيط الفضل والكَرم، حامل سرّ الرسول، مهندس الأرواح والعقول، أديب مَعلمة الأسماء والشؤون، فهرس الكاف والنون، غاية الظهور والإيجاد، محمّد بن على الجواد.
3 ـ محمّد بن طلحة الشافعى (ت 652 هـ)
قال فى كتابه (مطالب السؤول): هذا أبو جعفر محمّد الثانى، فإنّه تقدّم فى آبائه أبو جعفر محمّد وهو الباقر بن على، فجاء هذا باسمه وكنيته واسم أبيه، فعُرف بأبى جعفر الثانى، وهو وإنْ كان صغير السنّ فهو كبير القَدر، رفيع الذِّكر .
ثمّ قال: وأمّا مناقبه فما اتّسعت حلباتٌ مجالها، ولا امتدّت أوقاتٌ آجالها، بل قضتْ عليه الأقدار الإلهيّة بقلّة بقائه فى الدنيا بحُكمِها وأَنْجالِها، فقلّ فى الدنيا مقامه، وعجّل القدوم عليه لزيارة حمامه، فلم تَطُل بها مدّته، ولا امتدّت فيها أيّامه .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة