في القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر كانت جزيرة بحيرة تيتيكاكا واحدة من أهم المواقع الدينية في أمريكا الجنوبية، حيث حظيت جزيرة الشمس التي تُعرف بأنها منبع الشمس والقمر وفقا لعقائد شعوب حضارة الإنكا بجذب الحجاج من جميع أنحاء جبال الأنديز.
هناك في كوباكابانا البوليفية تقع أطلال الإنكا وما قبل الإنكا بما ينطوى عليه ذلك من الأضرحة والمعابد والساحات والمذابح والمجمعات الاحتفالية ولوح من الحجر الرملي لتجسيد الإله فيراكوشا الذى اعتقد أبناء حضارة الإنكا أنه ولد الشمس والقمر.
الحقول المتدرجة التي تتلوى على طول سفوح تلال الجزيرة تجسد الهندسة الزراعية الإنكا التى ساعدتهم في بناء أكبر إمبراطورية في تاريخ أمريكا الجنوبية.
وتُعرف الحقول المدرجة باسم Andenes (تعني بالإسبانية "المنصات") ، وتنتشر هذه الحقول المتدرجة عبر جبال الأنديز الوسطى وقد تم تشييدها لأول مرة منذ حوالي 4500 عام من قبل الثقافات القديمة في جميع أنحاء المنطقة ، وقد أتقنتها شعوب الإنكا التي ظهرت في القرن الثاني عشر.
ووفقا لموقع بى بى سى تقول سيسيليا باردو جراو أمينة معرض بيرو الحالي بالمتحف البريطاني: "كانت الحقول المدرجة طريقة إبداعية لتحدي التضاريس ... التي تتيح طريقة فعالة لزراعة المحاصيل".
لقد سمحت هذه الطريقة من الزراعة بزراعة الحقول على طبقات مختلفة من الأرض لدى مجتمعات الأنديز بالتغلب على البيئات الصعبة ، بما في ذلك المنحدرات الشديدة ، والتربة الرقيقة ، ودرجات الحرارة الشديدة والمتقلبة بشكل حاد ، وشح الأمطار أو الموسمية حيث كانت تغذي الحقول أحواض اصطناعية وأنظمة ري متقنة كما وسعت بشكل كبير مساحة الأراضي القابلة للزراعة كما أنها حافظت على المياه، وقللت من تآكل التربة - وبفضل الجدران الحجرية التي تمتص الحرارة أثناء النهار ثم تطلقها في الليل - قامت بحماية النباتات من الصقيع الشديد.
وقد مكن ذلك المزارعين من زراعة عشرات المحاصيل المختلفة ، من الذرة والبطاطس إلى الكينوا والكوكا، والتي لم يكن الكثير منها لولا ذلك ليعيش في المنطقة، وكانت النتيجة زيادة كبيرة في الكمية الإجمالية للأغذية المنتجة.