فى 25 نوفمبر 2014، زار الرئيس السيسى العاصمة الفرنسية باريس، فيما حرص الرئيس الفرنسى السابق على حضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس 2015، لتتوالى الزيارات فيما بعد، حيث قام فرانسوا أولاند بزيارة إلى مصر من 17 إلى 19 إبريل 2016، ليرد الرئيس السيسى بزيارة رسمية فى الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر 2017، وجاءت آخر زيارة يجريها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى مصر فى الفترة ما بين 28 و29 يناير 2019.
العلاقات الاقتصادية
كانت القمم المصرية - الفرنسية فى القاهرة وباريس خلال المؤتمرات الدولية فرصة لتعزيز التعاون مع فرنسا فى مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادى، حيث تم بحث الفرص وجذب استثمارات جديدة مع ممثلى مجتمع الأعمال الفرنسى والمتخصصين فى مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما بحثت القمم واللقاءات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا دعم التعاون بين مصر وفرنسا فى الأطر والمنظمات الدولية متعددة الأطراف، فضلا عن العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وشهدت العلاقات المصرية – الفرنسية توقيع العديد من الاتفاقيات فى العديد من المجالات على رأسها الطاقة والبنية الأساسية والسياحة والثقافة، وتعد فرنسا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية فى المنطقة، وتعمل فى مصر نحو 140 شركة فرنسية فى العديد من المجالات التى يأتى فى مقدمتها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية.
وبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 1.831 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضى، فيما سجلت المبادلات التجارية بين فرنسا ومصر زيادة بنسبة 22 فى المائة فى عام 2019 لتبلغ 3 مليارات يورو، بعد أن كانت قد سجلت فى عام 2016 تراجعا هو الأقوى منذ عشر سنوات بنسبة 27.5 % سنويا ووصلت قيمته إلى مليارى يورو، وذلك بناء على بيانات الجمارك الفرنسية.
ويشير البنك المركزى المصرى إلى أن فرنسا احتلت المرتبة الثانية عشرة فى قائمة الشركاء التجاريين لمصر فى السنة المالية 2018/2019 «3 فى المئة من إجمالى المبادلات التجارية المصرية»، لكنها تراجعت مرتبة واحدة عن السنة المالية 2017/2018 «2.9 فى المئة من المبادلات».
وتعزز فى الآونة الأخيرة الحضور الاقتصادى الفرنسى فى مصر بفضل وجود 160 فرعا لمنشآت فرنسية توظف أكثر من 50 ألف شخص، وتحتل المنشآت الفرنسية مكانة قوية فى القطاعات الواعدة فى الاقتصاد المصرى مثل الصناعة والصناعة الزراعية والأجهزة الكهربائية والصيدلة والتوزيع واستغلال المحروقات والسياحة والبنى التحتية، ويثبت إبرام الاتفاقات الرمزية لمنشآتنا جودة العلاقات الاقتصادية الفرنسية المصرية، ففى قطاع النقل يعد مترو الأنفاق فى القاهرة مشروعا بارزا من مشاريع التعاون الثنائى، وأسهمت فيه المنشآت الفرنسية إسهاما كبيرا، لا سيما بفضل دعم مالى فرنسى استثنائى «أكثر من مليارى يورو من التمويلات الميسرة منذ عام 1980»، أما فى المجال العسكرى فأبرمت عدة عقود تصدير مهمة منذ عام 2015.