تصدر اسم مادلين أولبرايت، أول سيدة تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، المشهد فى الساعات الماضية بعد الإعلان عن وفاتها فى واشنطن أمس، الأربعاء، عن عمر يناهز 84 عاما، بعد معاناة مع مرض السرطان.
أطلق البعض على أولبرايت اسم المرأة الحديدية للسياسة الخارجية الأمريكية، نظرا للقوة التى بدت عليها خلال الفترة التى تولت فيها حقيبة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس الديمقراطى بيل كلينتون.
تقول صحيفة واشنطن بوست إن أولبرايت، وصلت إلى الولايات المتحدة وعمرها 11 عاما كلاجئة سياسيةمن تشيكوسلوفاكيا، وأصبحت بعد عقود من أبرز مهاجى الفظائع الجماعية فى أوروبا الشرقية عندما شغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ثم وزارة الخارجية.
وقبل اقتحامها مجال صناعة القرار الخارجى فى الولايات المتحدة، كان هذا المجال واقعا تحت هيمنة شبه كاملة من الرجال، وكان لنشأتها الأولى التى شهدت فيها القمع النازى والشيوعى دافعا لصعودها إلى أرقى مستويات السياسات الدولية.
ويقول عنها الكاتب الصحفى البارز بصحيفة واشنطن بوست ديفيد أجناتيوس إن أولبرايت شكلت أجيالا من قادة السياسة الخارجية، برفق وعادة بابتسامة. وعرفت كل مسئول رفيع المستوى ووجهت الكثير منهم.
وحتى عندما وصلت إلى الثمانينيات من العمر، يقول أجناتيوس، لديه نمط أشبه بعدم الحاصلين على تعليم جامعى، فكانت تقوم بالنميمة ليلا مع أصدقائها الذين لا يحصى عددها فى الولايات المتحدة وخارجها.
وتعد أولبريت واحدة من أبرز النساء اللاتى تقلدن مناصب سياسية رفيعة فى العالم، واختارتها من قبل مجلة تايم الأمريكية ضمن قائمة أكثر المهاجرين الذين أثروا الولايات المتحدة، حيث قدمت مع عائلتها من تشيكوسلوفاكيا (جمهورية التشيك الآن).
وكانت عائلتها يهودية، نجت بصعوبة من الإبادة على يد النازيين، وفروا إلى إنجلترا بعد وقت قصير من دخول دبابات هتلر إلى تشيكويلوفاكيا فى عام 1938.
درست أولبرايت العلوم السياسية فى كلية ويسيلى، وتزوجت وريث صحيفة ثرى وبدأت عائلة، وعندما أنجبت ابنتيها التوأم قبل الموعد المحددة، تم وضعهما فى حضانات، فكانت تمضى أولبرايت وقتها فى المستشفى بتعلم اللغة الروسية.
وفى عام 1976 حصلت على الدكتوراه فى القانون العام والحكم فى جامعة كولومبيا، ودرست تحت قيادة زبيجنيو بريجنيسكى، الذى كان لاجئا أيضا من أوروبا الشرقية، وأصبح أحد أبرز الأسماء فى السياسة الخارجية، وكان أحد عوامل صعودها فى أروقة هذا المجال، حتى توليها الخارجية بين عامى 1993 و1997.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة