يحفل شهر رمضان المبارك، بالعديد من الطقوس من خلال الكثير من الطقوس الفريدة التى ميزت الشهر الفضيل عن باقى الأيام، وتشتهر مصر بالكثير من الطقوس المميزة، التي دائماً تعطي للمحروسة طابعًا خاصًا بها خلال الشهر الكريم، ومنها "الخيم الرمضانية".
عُرفت الخيم الرمضانية في القاهرة في العصر الفاطمي، في القرن العاشر، وكان يطلق عليها اسم "بيت الشعر" وكانت تضم مسابقات وحلقات ذكر وتواشيح دينية، بالإضافة إلى تقديم الأكلات الشعبية المصرية المرتبطة بذلك الشهر.
وكان المصلّون بعد الانتهاء من صلوات التراويح يقضون شطرًا كبيرًا من الليل في تلك الخيام حتى حلول موعد السحور ثم صلاة الفجر، وبهذا ينتهي ليل رمضان ما بين الصلاة والذكر والعبادات مع تناول السحور.
غير أنه في العقود الأخيرة من القرن العشرين تم ظهور نوع من الخيام الرمضانية الترفيهية، بهدف الترويح عن المصريين بتقديم الفولكلور المصري المحبب للمصريين، فكنا نستمع فيها لكبار المطربين مثل محمد عبدالمطلب أو شفيق جلال أو عمر الجيزاوي وغيرهم، في إطار روحاني محبب للمصريين يخلو من الإسفاف أو الخروج عن المألوف، تقديراً لحرمة الشهر الكريم.
يُعتقَد أن أصل الخيام الرمضانية تعود إلى «الصاردك» المصرية، وهي خيام نصبت في القاهرة للناس لتقديم التعازي. ومع مرور الوقت، بدأت المنظمات والتجار في استخدام الصاردك لأسباب أخرى. حيث أصبحت أماكن لتوفير الطعام والمأوى للمحتاجين، خاصةً خلال أشهر الشتاء. كان هذا بمثابة بداية انتقالها إلى الخيمة الرمضانية المعروفة اليوم.
سرعان ما اندمج الصرادك مع تقاليد الضيافة العربية السابقة ووجبات الإفطار الفخمة لإنشاء خيمة رمضان الحديثة. ومع ذلك، لم تنتشر الخيام الرمضانية إلا في بلاد الشام بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1990.