يعد الإمام أبو داود، إمام أهل الحديث فى زمانه، محدث البصرة، وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبى داود، وهو أحد علماء الحديث الستة، اشتهر بكتابه "سنن أبي داود"، الذى يشكل أحد مراجع الحديث النبوى، وقد عاش فى القرن الثالث الهجرى، الذى شهد ثورة فى جمع الحديث على يد ثلة من العلماء الأجلاء، معاصرا البخارى ومسلم وغيرهما من أهل الحديث.
اسمه أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدى السجستانى المشهور بأبى داود، ولد أبو داود سنة 202 هـ فى عهد المأمون فى إقليم صغير مجاور لمكران أرض البلوش الأزد يدعى سجستان.
طلب الحديث فزار خراسان، والرى، وهراة، وزار الكوفة في 221 هـ، وقدم بغداد عدة مرات، وآخر مرة زارها كانت سنة 271 هـ، وأقام بطرطوس عشرين سنة، كما سمع الحديث بدمشق ومصر، ثم سكن البصرة بطلب من الأمير أبي أحمد الموفق الذي جاء إلى منزله في بغداد واستأذن عليه ورجاه أن يسكن البصرة ليرحل إليها طلبة العلم من أقطار الأرض فتعمر بسببه بعد أن خربت وهُجرت وانقطع الناس عنها لما جرى عليها من فتنة الزنج.
أنجز الإمام أبو داود كتابه الشهير "السنن"، وقام بعرضه على الإمام أحمد بن حنبل الذى استحسنه، وفى هذا الكتاب لم يقتصر على الحديث الصحيح، بل شمل الحسن والضعيف والمحتمل وما لم يجمع على تركه، وكانت حصيلته 4800 من الأحاديث التى انتقاها من 500 ألف حديث.
واهتم فى كتابه بجمع الأحاديث التى استدل بها الفقهاء، ودارت بينهم وبنيت عليها أحكام العلماء فى الأمصار، وهى ما يعرف بأحاديث الأحكام، وقد ذكر أنه اهتم فقط بالأحكام ولم يخرج أحاديث الزهد والفضائل.
وقد جاء كتاب السنن لأبى داود مرتباً على شكل أبواب وهى 1871 بابا فى 35 كتابا، وفيه الأحاديث المرفوعة إلى الرسول والموقوفة على الصحابة والآثار المنسوبة إلى العلماء التابعين، وقد قال عن كتابه: "ما كان في كتابي هذا من حديث فيه وهن شديد بينته ومالم أذكر فيه شيئا.. فهو صالح".
قام عدد من العلماء بعمل شروحات على كتاب "سنن أبى داود"، ومنها: معالم السنن لأبى سليمان الخطابى المتوفى سنة 388هـ، وشرح السيوطى المتوفى 911هــ وشرح للسندى المتوفى 1138هـ .
لأبي داود العديد من المؤلفات الأخرى غير السنن، التى أظهرت تنوع علمه وسعته، ومنها: المصاحف، العدد، المراسيل مع الأسانيد، الناسخ والمنسوخ، الدعاء، الزهد، دلائل النبوة، وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة