صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، الأعمال الإبداعية الكاملة للكاتب الكبير الراحل حسين عبد العليم، الذى غاب عن عالمنا في عام 2019، بعدما عدة إضافات للمكتبة العربية لاقت احتفاءً نقديًا كبيرًا، من أبرزها: فصول من سيرة التراب والنمل، ورائحة النعناع، والروائح المراوغة، والمواطن ويصا عبد النور.
وتضم الأعمال الكاملة للأديب الراحل 13 كتابًا ما بين أعمال روائية ومجموعات قصصية، تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، على جزأين.
وجاء على غلاف المجلد الأول، بقلم الدكتور عبد المنعم تليمة: يمتلك حسين عبد العليم أدواته جيدا ويعرف يسيطر عليها، ولا ريب أنه روائى مميز يصوغ الأحداث البسيطة المألوفة المرتبطة بمغازيها العامة التي تدل على جوانب بعينها من المجتمع المصرى بتغيراته.
ويقول الدكتور لويس عوض: يعد حسين عبد العليم، أحد الأصوات الجادة المتميزة في أدباء الثمانينات، حيث تتميز كتاباته ببساطة شديدو وعين راصدة لأدق التفاصيل، مقتحما بجرأة عوالم حارات القاهرة.
ومن أجواء روايته الأولى "رائحة النعناع"
البنت وحفلة عشرة والأكل عند كشرى لوكس. تلك كانت مسلمات لدى طلبة الجامعة في أوائل السبعينيات.
شعر سارا مایلز ما زال يتطاير على الشاطی الأيرلندي، مازالت تحفة دافيد لين تسيلنی حنانا ورقة حتى المهزوم روبرت ميتشوم والخائن التراجيدی ریان والأبله مايكل، وحزني على الضابط النبيل الذي انتحر – مازالوا أحياء في ألق الروح.
– ماك كيك كو.
– سو تیت تو
هكذا كنا نتحاور بالإنجليزية ونحن نهيئ قبضاتنا للقتال.
أنا وأخي الصغير واقفان في السطح بالبيجامات الكستور نقلد ماقد شاهدناه في الفيلم الأفرنجي.
ذلك كان بعيد جدا.
بالأمس فقط رأيت ابنتيّ وداد وسوسن تتحدثان نفس الانجليزية.
– غزل غوز.
– غزل غوز
منذ مساء الثلاثاء كانت روح الصبی تبدأ في الرفرفة، من أيامها وهو يعشق يوم الأربعاء، إنه اليوم الذي يلقي فيه برنامجه المميز عن الشعر والشعراء في الإذاعة المدرسية، وهو اليوم الذي تختزل فيه حصص الدراسة إلى حصتين وما يتلوهما للرسم والمجالات، وثالثا هو الموعد، والموعد يلغى فيه الغطس.
كانت أمي توقظنا بغلظة وجلبة لغسل الوجه والإفطار وارتداء الملابس للذهاب للمدرسة، وقتها – لم تكن الجنة نفسها تعادل خمسة دقائق زيادة كنا ندعوها بالغطس في الفراش الدافي
– والنبي يا ماما.. هاخد غطس، لكنها الماكرة كانت تتحسب لذلك مقدمة، فتوقظنا قبل الموعد المحدد بربع ساعة. إلا يوم الأربعاء.
كانت تجدني مستيقظا مرتديا ملابسي وقد دلقت على تفسی من كولونيا أبي المستوردة، أظل قلقا في النافذة حتى أجدك يا صافي قد انبثقت أمام منزلكم، أعد حتی خمسين للتمويه والتريث ثم أخرج، أقفز إلى جنينة عم حنا وأقطف باقة من الريحان وبعض أعواد النعناع أسير في لفلفات معقدة حتى نلتقي في النقطة المحددة على بحر يوسف، وصوت عبد الحليم حافظ ينبعث كالوجد المذاب من الهورن المعلق على عامود فراشة خشبی سمی منذ أيام ۱۹۹۷ والدفاع المدني – الإذاعة المحلية لمحافظة الفيوم: عشانك يا قمر .. أطلع لك القمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة