قوبلاى خان، حفيد الإمبراطور جانكيز خان، وشقيق كل من الإمبراطور مونكو خان والإمبراطور هولاكو خان، وفى مثل هذا اليوم 5 مايو من عام1260، استطاع قوبلاى "23 سبتمبر 1215 - 18 فبراير 1294م"، وهو إمبراطور الإمبراطورية المغولية الخامس "1260- 1294"، وإمبراطور الصين "1279 – 1294"، أن يتولى حكم إمبراطورية المغول.
كما عرف تاريخيًا أن جد جانكيز خان كان رجلاً سفاكًا للدماء مؤسس وإمبراطور الإمبراطورية المغولية والتى اعتبرت أضخم إمبراطورية فى التاريخ ككتلة واحدة بعد وفاته، توسعت بعد أن قتل الملايين من سكان البلاد التى يحتلها، وقد ارتكب مجازر كبيرة بحق المسلمين.
كما كان شقيق كل من "هولاكو خان"، الذى احتل معظم بلاد جنوب غرب آسيا بعد أن قتل الملايين من أهلها، والإمبراطور "منكو خان" أشهر خانات المغول بعد جانكيز خان، الذى اشتهر بأنه يكره الـترف، وينكر المباذل، وليس له هواية إلا الصيد، منهمكاً بفتوحاته فى جنوب الصين، وكان قد ترك أخاهم "أريق بوقا" نائباً عنه فى العاصمة قرة قورم، فلما علم شقيقة بخبر وفاته أسرع "أريق بوفا" فأعلن نفسه إمبراطوراً على عرش المغول، وعندما علم قوبلاى بذلك رفض رفضًا قاطعًا، وأعلن الحرب على "بوقا"، وانتزع العرش منه، وأعلن نفسه إمبراطورًا على المغول وهو فى سن الـ 46 عاما.
والسؤال الذى يطرح نفسه هل كان قوبلاى مثل جدة وأخواته؟ الإجابة هنا تتعلق بما شهدته الصين فى عهده، حيث حدثت فترة حكمة نهضة حضارية كبيرة وانبعثت من ركودها فى فترة الحرب القاسية، حيث أحسن إلى رعيته، وقام باستصلاح الأراضى واهتم بالزراعة.
كما عمل قوبلاى على إصلاح وسائل الرى، وكانت النتيجة ازدهار الصين وارتقائها بشكل فعال، لم يهتم قوبيلاى بالزراعة فقط بل أولى اهتمامًا بالتجارة، وعمل على تمهيد الطرق للقوافل التجارية، فقام بتأمينها وعين عليها حراسة قوية، فأصبحت القوافل تسافر وتعود فى أمن واطمئنان، فأصبح يعم فى الصين الرخاء.
كما تميز الإمبراطور قوبلاى بإدارته المتميز حيث على تنظيم البريد، واهتم بمحطات البريد وإعدادها بشكل متميز حتى تقوم بمهامها، وذلك لأنه كان يرى أنها لها دورًا بارزًا اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا، إلى جانب حبه للخير وعرف بإنسانيته حيث عمل على بناء الملاجئ لإيواء الضعفاء والعاجزين وكبار السن.
كانت للحضارة الصينية تأثير قوى على شخصية قوبلاى، نظرًا لإقامته الطويلة بها، حيث فى عهده تم استكمال فتح الصين والتيبت ـ منطقة ذاتية الحكم ـ كاملتين، كما فى عهدة بلغت إمبراطورية المغول توسعا فى مختلف أقطار العالم، حيث كانت تلك الإمبراطورية تضم "الصين، كوريا، الهند الصينية، التبت، شمالى الهند، وإيران، آسيا الصغرى، روسيا، القرم" وغيرها.
وقد اتسم قوبلاى بدبلوماسيته وفكره الحر والبعد عن التعصب، فكان متسامحاً مع جميع الأديان وكان كثيراً ما تعقد المناظرات الدينية بحضرته بين أصحاب الأديان وأرباب المذاهب من شتى الديانات، وبناء على أمر منه ترجم أجزاء من القرآن الكريم والإنجيل والتوراة وتعاليم بوذا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة