يواصل مجلس كنائس الشرق الأوسط فعالياته لليوم الرابع على التوالى، حيث افتتح أعمال جمعيّته العامة الثانية عشرة يوم الاثنين تحت شعار "تشجّعوا.. أنا هو. لا تخافوا" (متّى 14: 27) وذلك فى مركز لوغوس البابوى فى وادى النطرون بمصر بضيافة من قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، على رأس الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، وبدعم من الكنيسة الإنجيليّة فى مصر، بحضور ممثّلين عن 21 كنيسة فى الشرق الأوسط، حيث أكّدوا جميعًا على أهميّة التجدّد والتمسّك بالرّجاء وبالإيمان بيسوع المسيح لأنّ معه لا نخاف ولا نضطرب، مشدّدين على ضرورة التشبّث بمشرقنا وأرضنا المقدّسة، مهد المسيحيّة.
وشارك بالحضور على مدار اليومين الماضيين عن العائلة المارونية كل من: المطران بولس صياح النائب البطريركى للكنيسة المارونية، المطران جوزيف معوض راعى أبرشية زحلة، المطران جورج شيحان رئيس أساقفة أبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والزائر الرسولي على شمال أفريقيا، كما شاركوا في الصلاة والجلسة الافتتاحية من اعمال الجمعية العامّة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط والجلسة العامة، والذي سيستمر انعقادها حتي الجمعة القادمة في الكنيسة الرئيسية في مركز لوجوس البابوي بدير الأنبا بيشوي، والعائد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تستضيف أعمال هذه الجمعية العامّة، بشخص صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في وادي النطرون - مصر. كما شارك في هذه الصلاة جميع المشاركين في أعمال الجمعية العامّة من أصحاب القداسة والغبطة رؤساء الكنائس في الشرق الأوسط أو ممثّليهم، وكذلك أعضاء الوفود المشاركة في الجمعية العامّة من مختلف الكنائس.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى استقبل يوم الثلاثاء بقصر الاتحادية رؤساء الكنائس المشاركين فى الجمعية العمومية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والذى تنعقد دورته الحالية فى القاهرة، وذلك بحضور قداسة البابا تواضروس الثانى.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بالحضور فى ضوء انعقاد الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط لأول مرة فى مصر منذ تأسيس المجلس عام 1974، مؤكدًا أن الأخوة المسيحيين في جميع الدول العربية هم جزء أصيل من نسيج المجتمع العربى.
وشدد الرئيس على أن المواطنة والحقوق المتساوية للجميع هي قيم ثابتة تمثل نهج الدولة المصرية تجاه جميع المواطنين، وهو ما ترسخه الدولة من خلال ممارسات فعلية وواقعية في جميع مناحي الحياة في مصر لتعظيم تلك القيم الإنسانية من السلام والمحبة وعدم التمييز لأى سبب ونشر ثقافة التعددية وحرية الاعتقاد، وفي المقابل مكافحة التعصب والتشدد، مؤكدًا سيادته أن هذا هو التوجه الاستراتيجى للدولة المصرية دون ارتباط بفترة زمنية محددة.
ومن جانبهم أعرب المشاركون عن سعادتهم بزيارة مصر وتشرفهم بلقاء السيد الرئيس، مشيرين إلى مساهماتها القيمة في تاريخ البشرية وسعيها لتحقيق السلام، فضلًا عن أهمية الدور الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، ومثمنين جهودها بقيادة السيد الرئيس من أجل التوصل لتسويات للمشاكل الملحة والمعقدة التي تتعرض لها المنطقة والتي تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة للبشر، مع التأكيد دعمهم لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلًا عن تحقيق التنمية والبناء والتعمير في مصر والشرق الأوسط بالكامل.
وذكر المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات بين مصر ومجلس كنائس الشرق الأوسط، خاصةً ما يتعلق بجهود دعم الحوار والمواطنة، ونبذ التطرف والتشدد في مختلف دول المنطقة.
واستعرض الرئيس ما تم في مصر من ترميم للعديد من الآثار والمواقع والكنائس المسيحية الأثرية الزاخرة بالمخطوطات والأيقونات التاريخية الفريدة، فضلًا عن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، وذلك في إطار الاهتمام بحماية التراث المسيحي المصرى.