رسائل مهمة شهدها مؤتمر وزير الخارجية سامح شكري ونظيرته الجنوب أفريقية ناليدي باندور، والذي تزامن مع احتفال القارة السمراء بـ" يوم أفريقيا "، حيث حرص الوزيران علي التأكيد علي ضرورة تعزيز العمل المشترك داخل القارة لتوفير احتياجاتها ومجابهة تحدياتها وبمقدمتها الأمن الغذائي في ظل التداعيات الاقتصادية القاسية لـ الحرب الأوكرانية الدائرة منذ 24 نوفمبر الماضي.
وبخلاف استعراض ملفات التعاون بما فيها مكافحة الإرهاب والتنسيق في ملف سد النهضة ، لم يخلو المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد بوزارة الخارجية عصر الأربعاء من المواقف الطريفة ، حيث داعبت الوزيرة الجنوب أفريقية الحضور بحديث خاص عن المدير الفني لفريق الأهلي ، بيتسو موسيماني ، قائلة : "مدرب النادى الأهلي بيتسو موسيمانى من بلادهم وإنهم يريدون أن يأخذوه معهم ولكن سيتركونه حبا فى مصر."
أكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر تؤكد دوما اهتمامها واستعدادها ورغبتها في التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن عملية ملء وتشغيل سد النهضة وفقا لقواعد القانون الدولي ومن خلال مفاوضات يتم من خلالها تحقيق مصالح كافة الأطراف بشكل متوازن عادل يحقق للأشقاء طموحاتهم نحو التنمية والازدهار والحياة الكريمة لشعبهم وفي نفس الوقت يوفر لمصر والسودان أمنهما المائي.
جاء ذلك ردا على سؤال "اليوم السابع" حول الإجراءات الأحادية التي تقوم بها إثيوبيا بخصوص سد النهضة خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده شكري اليوم /الأربعاء/ مع نظيرته الدكتورة ناليدي باندور في ختام أعمال اللجنة المشتركة.
وأضاف شكري أن مصر تعتمد على النيل بشكل كامل في مواردها المائية وضرورة العمل على تأمين مصالح الشعب المصري في هذا الشأن، وهذا لا يمنع إننا نسعى دائما للتواصل والتعاون وأكدت مصر فى مناسبات عديدة بالفعل وليس فقط بالقول إننا نرغب أن نكون داعمين للأشقاء فى إثيوبيا ونرى فرصا واعدة للتعاون على المستوى الثنائي والثلاثي والجماعي للاستفادة المتبادلة وتحقيق الأمن والاستقرار.
وأكد وزير الخارجية أن مصر سوف تستمر من خلال الوسائل السلمية ومن خلال المفاوضات لتحقيق هذا الهدف والتوصل إلى الاتفاق الذي يضمن مصالح جميع الشعوب.
وأوضح الوزير شكري أن عقد اللجنة المشتركة بين مصر وجنوب إفريقيا اليوم بالتزامن مع الاحتفال بيوم إفريقيا يعكس الاهتمام الذي توليه الدولتان للنهوض بالقارة ودعم جهود تنمية القارة والتنسيق السياسي والالتزام بالعمل في إطار الاتحاد الإفريقي، مشيرا إلى أننا سوف نظل لدينا هذه الإرادة القوية والعزم على توفير كل الوسائل التي تؤهل القارة للاطلاع بدورها في إطار المنظومة الدولية ومن أجل تحقيق طموحات الشعوب الإفريقية من خلال التضامن والتكامل وتفعيل الآليات المتاحة.
ومن ناحيتها، قالت وزير خارجية جنوب إفريقيا إن الإتحاد الإفريقي لديه مسئولية ولابد أن يكون هناك مخرج وأن نشجع على التوصل إلى اتفاق ملزم.
وأضافت أنه أصبح حتميا أن نشجع الاتحاد الإفريقي على أن يهتدي للحلول الإفريقية ويجب أن يتخذ زمام القيادة فى هذه المسائل، لافتة إلى أن موقف جنوب إفريقيا يتمثل في أهمية الاستمرار في المفاوضات لمناقشة كافة المواقف الصعبة التي لم يتم التوصل إلى تسوية بعد بشأنها.
وأشار وزير الخارجية سامح شكري إلى أن مصر دعمت حركة التحرر في جنوب أفريقيا من نظام الفصل العنصري واستضافت العديد من القيادات وتعتز أنها استضافت المناضل نيلسون مانديلا واستقبلته فيما بعد رئيسا للبلاد، وهي حقبة نعتز بها في ضوء التضامن الذي أظهرته وأدت إلى تحرر أفريقيا بالكامل من الاستعمار.
وأعرب عن قناعته الراسخة بأن التعاون بين مصر وجنوب أفريقيا والتنسيق مع الأشقاء في الدول الأفريقية الأخرى يجعلنا نستطيع أن نعتمد على بعضنا البعض، وأن نعزز من خدمة مصالح شعوبنا لما يسهم في تحقيق الازدهار.. مشددا على ضرورة توظيف إمكانياتنا وقدراتنا البشرية قبل المادية من خلال التكامل والتعاون فيما بيننا لبلوغ أمالنا وطموحاتنا نحو مستقبل أفضل.
ومن جانبها.. أعربت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا عن شكرها لحسن الاستقبال.. مشيدة بالتعاون بين بلادها ومصر اللذين يعدان لاعبين أساسيين في القارة ولديهما نقاط قوة تمكنهما من المساهمة في تعزيز القارة.
وأضافت إننا سوف نستغل الإمكانيات لتحقيق أجندة 2063، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق خلال الاجتماعات على تعزيز التعاون في كافة المجالات خاصة التعليم والبحث العلمي وتمكين المرأة.
وشددت على أهمية التعاون والتكاتف بين الدول الأفريقية من أجل تحقيق التقدم للقارة.. مشيرة إلى ضرورة الاستفادة من الإمكانيات والخبرات التي تتمتع بها مصر في المجال الصحي، حيث أن 70 بالمائة من سكان القارة لم يحصلوا على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد.
وذكرت أن مصر سوف تستضيف الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" وسوف تعمل عل تحقيق خطوات لدفع عجلة التقدم المالي والتمويل فيما يخص المناخ.
وأكدت أهمية دعم إصلاحات الأمم المتحدة والنظر في هيكلة مؤسسة الأمم المتحدة، حيث أن الدول الأفريقية الـ54 غير ممثلين في العضوية الدائمة لمجلس الأمن.
وردا على سؤال حول التعاون بين مصر وجنوب أفريقيا لمواجهة التحديات التي تجابهها القارة.. قالت الوزيرة الجنوب أفريقية أن القارة لديها العديد من المساحات الصالحة للزراعة ولكنها تعاني من الجوع وعلينا أن نركز على الزراعة وأن نقنع الشباب بأن الفرص الزراعية محرك للاقتصاد، وبضرورة أن يكون طعامنا بأيدينا.
وأضافت أن علينا كمصر وجنوب أفريقيا أن نترجم التحديات إلى فرص.. مشددة على ضرورة تحسين البنية التحتية السيئة في مجال المياه في القارة، واستغلال اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية وأن تتحول أفريقيا نحو الزراعة والصناعة.
ومن ناحيته، قال الوزير شكري إنه لا بد من تحديد الأولويات والاعتماد على التكامل والتوظيف الحسن للموارد البشرية والإدارة الحكيمة للموارد، لافتا إلى إمكانية توظيف الفرص المتاحة في إطار التنمية والتنسيق السياسي.
مؤتمر صحفي مشترك بين شكري ووزيرة خارجية جنوب افريقيا
وزير الخارجية المصري ووزيرة خارجية جنوب افريقيا
وزيرا خارجية مصر وجنوب افريقيا
مؤتمر صحفي لوزير الخارجية سامح شكري ووزيرة خارجية جنوب افريقيا