صريح فى زمن النفاق وبحبوح فى زمن القريفة.. الريحانى يصنع فنًا بطعم الملوخية

الأربعاء، 08 يونيو 2022 10:00 ص
صريح فى زمن النفاق وبحبوح فى زمن القريفة.. الريحانى يصنع فنًا بطعم الملوخية نجيب الريحانى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمر اليوم 73 عاما على رحيل الضاحك الباكى نجيب الريحانى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 8 يونيو من عام 1949 ، بعد رحلة مع الفن والحياة خلدت اسمه فى سجلات المبدعين وكان خلالها أحد أهم رواد الفن والمسرح والسينما وأشهر الكوميديانات الذين كانت لهم مدرسة فنية ثرية تعلم منها مئات النجوم من كل الأجيال

نجيب الريحانى صاحب الوجهه المنحوت الذى يشبه شوارع مصر وحواريها، والذى ترى فى ملامحه المرسومة وجه أبيك وجدك وجارك الطيب، وحين يبكى ترى دموع الرجال حين يفيض الكيل، وعندما يضحك ترى خفة ظل المصريين الذين  يسخرون من همومهم حتى ينسوها أو يتعايشوا معها.

وُلد نجيب الريحانى فى حى باب الشعريَّة بالقاهرة لِأبٍ عراقى كلدانى يُدعى «إلياس ريحانة»، كان يعمل بِتجارة الخيل، واستقر به الحال فى القاهرة وتزوج من مصرية وأنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب الذى تعلم فى مدرسة الفرير وانضم إلى فريق التمثيل المدرسيّ، وكان مثقفا يحب الشعر القديم وعشق المسرح والفن منذ طفولته.

عمل نجيب الريحانى فى بداية حياته موظفا بشركة السكر فى صعيد مصر، وتنقل خلال هذه الفترة بين القاهرة والصعيد وكان لِتجربته أثر كبير على العديد من مسرحياته وأفلامه وشخصية كشكش ببيه التى اشتهر بها.

كان المسرح والفن المصرى قبل نجيب الريحانى يعتمد على النقل والترجمة من المسرح الأوروبى، ويرجع الفضل للريحانى ورفيق عمره بديع خيرى فى تمصير الفن والمسرح وربطه بالواقع والحياة اليومية ورجل الشارع المصرى.

"عايزين مسرح مصرى، مسرح ابن بلد، فيه ريحة الطعمية والملوخية، مسرح نتكلم عليه اللُغة التى يفهمها الفلَّاح والعامل ورجل الشارع"، كان هذا هو المبدأ الذى تعاهد عليه الريحانى وبديع خيرى الذين اشتركا فى كتابة الأعمال المسرحية والسينمائية التى قدماها معاً، ورغم أن رصيده السينمائى لا يتجاوز7 أفلام فقط فإن ثلاثة منهم ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية.

وكان الريحانى حكيماً خفيف الظل مرهف الحس تشبه شخصيته الطبيعية تلك الشخصيات التى قدمها فى السينما والمسرح، واشتهر بالعديد من الطرائف والنوادر، حتى أنه كان يضحك على موته ويتندرعلى نفسه، وقبل رحيل الريحانى الذى فارق عالمنا عام 1949 سأله أحد الصحفيين قبل وفاته بفترة قصيرة: ماذا تقول فى رثاء نفسك ولو أتيح لك أن تكتب النعى بنفسك؟

فأجاب الريحانى قائلا: " مات شخصى وكان يجب أن يموت، مات كشكش بيه بعد أن ترك تراثاً من المسرحيات الخالدة، ومات الريحانى فلم يترك إلا ثروة من التريقة والقفش ، مات من كانت حياته كلها للسهر والعربدة والتضحية من أجل الغير"

وتابع الريحانى فى رثاء نفسه قائلا:" مات نجيب بعد أن كان لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب، مات بعد أن شكا منه طوب الأرض، وطوب السماء إذا كان لها طوب، كان صريحاً فى زمن ساده النفاق، وكان بحبوحاً فى زمن طغت عليه القريفة، مات الريحانى ففى ستين سلامة"

ورحل نجيب الريحاني عن عالمنا فى 8 يونيو عام 1948عن عمر ناهز الستين عامًا، بعد تدهور حالته بسبب مرض التيفويد، والذي أثر على رئتيه وقلبه ليلفظ أنفاسه الأخيرة فى المستشفى اليونانى بالعباسية ، وكان آخر أفلامه  «غزل البنات»، الذى عرض بعد وفاته واضطر أنور وجدى أن يغير نهايته.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة