صدر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون رواية "مغاربة فى بيت أمريكي" للكاتب المغربى محمود عبدالغني، وتعد الرواية عملا تسجيليا يسترجع أحداثا واقعية يمازجها الخيال أحيانا، بهدف توثيق سيرة الأعلام الذين تمتلئ بهم الرواية.
وسجلت الرواية سير كتاب أمريكيين شكلت طنجة محطة رئيسية من محطات إبداعهم، من بينهم المسرحى الأمريكى تينيسى وليامز الذى عاش فى طنجة فترة طويلة، وبول بولز وزوجته جين بولز، وجيرترود ستاين، وويليام بوروز، أما المبدعون المغاربة فقد قدمت الرواية عددا كبيرا منهم؛ إذ نجد بالإضافة إلى محمد شكرى كلا من: محمد المرابط ومحمد زفزاف وأحمد اليعقوبى والعربى العياشي.
مغاربة فى بيت أمريكى
ويقدم عبدالغنى طنجة لقارئه منذ الفقرة الأولى، فيشير إلى معنى اسمها، ويسرد لمحات من تاريخها، ويصف أهلها ومعالمها قائلا: "أما بَشَرة أهل طنجيس البيضاء الصافية فراجعة إلى وجود بحرين متألقين يحيطان بها مثل وشاح مائى متلألئ. وحتى الأشجار، وهى أجمل تحف المدينة، تبدو أوراقها صافية اللون وشفافة كأنها نبتت ونمت فى الظل. وإن قارن المرء بين ناس وأشجار مدن الجنوب، الأشجار هنا والنخيل هناك، فإنه سيقف بإعجاب أمام بياض طنجيس مقارنة بلون الجنوب الذى يميل إلى لون الحداد. لكن فى الليل تُترك مدن الجنوب للشموع تضيء البيوت من الداخل، بينما القمر يتكلف بإضاءة الخارج دون أن تمنعه أشجار النخيل من الوصول إلى الرؤوس المتجولة بحثا عن نسمة هواء".
جدير بالذكر أن محمود عبد الغنى كاتب من المغرب، وهو أستاذ الأدب القديم والحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. وقد صدرت له مجموعة كبيرة من الروايات والدراسات والترجمات والمعاجم، ونالت روايته "الهدية الأخيرة" جائزة المغرب للكتاب فى عام 2013.