تمر اليوم الذكرى الـ 150 على ميلاد الشاعر اللبنانى الكبير خليل مطران، وهو شاعر شهير عاش معظم حياته في مصر، عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي، عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي.
برع مطران في نظم الشعر منذ الصغر، وقد استخدمه كأداة لنشاطه السياسي في مواجهة استبداد الحكم العثماني الذي يعاني أهل بلاده منه، فنظم القصائد للتنديد به والتشنيع عليه، مما أغضب السلطان عبد الحميد الذي أصدر أمره بالتخلص منه، فهرب مطران خوفًا على حياته متجها إلى فرنسا، وهناك استطاع أن ينضم إلى الحركة الثورية التركية من حزب "مصر الفتاة" التي كانت تعارض الحكم العثماني، لكنه لم يهنأ بالمكوث فيها جراء التضييقيات التي كانت تمارس عليه، فقرر السفر إلى مصر ملاذ الثوار العرب وقتئذ.
عمل مطران في القاهرة محررا في جريدة "الأهرام"، ثم تركها بعد سنوات ليصدر مجلة "الجوائب المصرية" التي حولها بعد ذلك إلى جريدة يومية تهتم بالشعر والتاريخ والنقد الأدبي. ثم ترك العمل بالصحافة عام 1904، واتجه إلى التجارة فمُني فيها بخسائر فادحة دعته إلى تركها والاتجاه للعمل سكرتيرًا مساعدًا في الجمعية الزراعية، ثم مديرًا للفرقة القومية للتمثيل العربي.
وصدر له من إنتاجه الشعري "ديوان الخليل"، وله من الأعمال الأخرى عدة دراسات عن الإرادة والشباب وينابيع الحكمة، وترجم من عيون المسرح الكلاسيكي لراسين وكورناي، والمسرح الرومانسي لفيكتور هوجو وبول بورجيه، كما ترجم بعض الأعمال من مسرح شكسبير.
وقد لاقى خليل مطران من الإشادة والتكريم الشيء الكثير، وأنعم عليه بالوسام المجيدي عام 1913، وتوفي في القاهرة في الأول من يونيو عام 1949.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة