نظر باحثون في جامعة كاليفورنيا الأمريكية إلى الوراء عبر 800 عام من التاريخ لاستنتاج أن مايابان عاصمة الثقافة والسياسة لشعب المايا في شبه جزيرة يوكاتان في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين ربما تلاشت بسبب الجفاف، وقد أدى هذا الجفاف إلى صراع أهلي والذي بدوره قاد إلى انهيار سياسي، وفقًا للباحثين.
وبالإضافة إلى إعطائنا نظرة ثاقبة مفيدة حول تاريخ هذا الشعب القديم، فإن الدراسة الجديدة التى أجراها باحثو الأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا الأمريكية والتى نشرتها مجلة ناتشر هي تحذير أيضًا: حول كيف يمكن للتحولات في المناخ أن تضع ضغوطًا بسرعة حتى على أكثر الحضارات رسوخًا وازدهارًا.
وقد كتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: "تشير مصادر البيانات المتعددة إلى أن الصراع الأهلي زاد بشكل كبير لظروف الجفاف بين 1400 و 1450 ميلادية.
وأضافوا: "نحن نجادل بأن الجفاف المطول أدى إلى تصعيد التوترات بين الفصائل المتنافسة، لكن التكيفات اللاحقة تكشف عن مرونة على مستوى المنطقة، مما يضمن استمرار الهياكل السياسية والاقتصادية للمايا حتى الاتصال الأوروبي في أوائل القرن السادس عشر الميلادي."
وكان لدى الفريق بالفعل الكثير من السجلات التاريخية للعمل معها، والتي تغطي التغير السكاني والأنظمة الغذائية المعاصرة والظروف المناخية.وتم تعزيز هذه السجلات بتحليل جديد للرفات البشرية بحثًا عن علامات الإصابة المؤلمة التي تشير إلى النزاع.
وظهرت العلاقات بين زيادة هطول الأمطار وزيادة عدد السكان في المنطقة، وبين الانخفاض اللاحق في هطول الأمطار وزيادة الصراع حيث يقول الباحثون إن الجفاف المطول خلال 1400-1450 م أدى على الأرجح إلى التخلي عن مايابان.