عقد بالقاهرة الحوار الاقليمى الثانى حول إعادة استخدام المياه المعالجة بطريقة آمنة، تحت عنوان: "الحلول المبتكرة لإاعادة استخدام المياه فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا".
وهدف الحوار الثانى الذى شارك فيه أكثر من 50 خبيرا ومسئولا رفيع المستوى فى المجال المائى والبيئى، تقديم قصص النجاح الوطنية بالدول العربية المختلفة والإجراءات التنفيذية للتغلب على العوائق الرئيسية لإعادة استخدام المياه، ومواجهة الشح المائى، وإيجاد الآليات والسياسات المناسبة لإعادة تطبيق هذه القصص بالمنطقة العربية.
وعرض الدكتور يوسف بروزين المدير الإقليمى للمعهد الدولى لإدارة المياه (IWMI)، والدكتور جافيير ماتيو منسق مشروع"ReWater "المعهد الدولى لإدارة المياه (IWMI) ما تحقق فى المشروع الإقليمى حول إعادة استخدام المياه العادمة "مياه الصرف الصحى المعالج" فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمواجهة تحديات ندرة المياه» (ReWater) "والذى يهدف إلى إنشاء ودعم تحالفات تعليمية إقليمية ودولية ودعم الاستراتيجيات والسياسات الوطنية والاقليمية للتوسع فى إعادة الاستخدام الأمن للمياه فى مناطق رائدة وبناء القدرات العربية وتبادل الممارسات والخبرات فى هذا المجال.
وخلال الجلسة الأولى من الحوار التى عقدت تحت عنوان قصص النجاح لتمكين البيئة المناسبة لاستخدام المياه المعالجة للمنطقة العربية من خلال البعد السياسى والمؤسسى والاقتصادى، فقد قدم الدكتورعبد القوى خليفة – وزير مرافق مياه الشرب والصرف الصحى الأسبق بمصر السياسات التحفيزية المقترحة واهمية دور القطاع الخاص من أجل التوسع فى إعادة استخدام المياه فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ومن جانبه، شدد الدكتور وليد عبد الرحمن نائب رئيس المجلس العربى للمياه على ضرورة زيادة الوعى الجماهيرى بحجم النقص فى إمدادات المياه الموثوقة، وما يتمخض عن ذلك من تدهور امدادات وخدمات المياه.
وأشار إلى أن الفجوات القائمة فى إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحى تعد من بين أكبر المخاطر على التقدم الاقتصادى وجهود القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة.. وضرورة ايجاد الحلول غير التقليدية خصوصاً التوجه للاقتصاد الاخضر والاستفادة بالخبرات والتجرية السعودية فى مجال الاستخدام الآمن للمياه المعالجة خاصة فى قطاع الصناعة.
كما شدد الدكتور سيد إسماعيل نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لشئون البنية التحتية بمصر على ضرورة بناء إطار مؤسسى قوى لتعزيز استدامة إعادة الاستخدام الأمن للمياه وايجاد الوسائل والأليات المؤسسية والتشريعية المناسبة للتطبيق بالمنطقة العربية والتأكيد على تعزيز دور القطاع الخاص.
ومن جانبه، طالب الدكتور وليد الزبارى أستاذ برنامج إدارة الموارد المائية بجامعة الخليج العربى بمملكة البحرين بضرورة ايجاد الهيكل الحوكمى المناسب لتحقيق عائد اقتصادى من إعادة استخدام المياه.
ولفت الدكتور رضوان شكر الله الخبير والمستشار الدولى للموارد المائية واستاذ بجامعة الملك محمد السادس بالمملكة المغربية إلى ضرورة فهم وتحديد العوائد الاقتصادية لإعادة استخدام المياه من المنظور البيئى والصحى كجزء لا يتجزأ من خطط التنمية المستدامة.
وفى نهاية الجلسة الأولى أكد د. عبد العزيز المشيخى – مدير عام ادارة المياه بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بسلطنة عمان على ضرورة اشراك القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى فى إطار مؤسسى شامل لإعادة استخدام المياه.
وخلال الجلسة الثانية بالحوار والتى عقدت تحت عنوان: قصص النجاح بالمنطقة العربية لتمكين البيئة المناسبة لاستخدام المياه المعالجة بالمنطقة العربية مع الأخذ فى الاعتبار الأبعاد الفنية الناجحة لتعزيز التوسع فى إعادة استخدام المياه المعالجة بطريقة آمنة .
وأكد الدكتور صفوت عبد الدايم خبير ومستشار البنك الدولى على ضرورة الاهتمام بتحقيق العائد المالى المناسب من اعادة استخدام المياه المعالجة بالزراعة وضرورة اختيار المحاصيل وتكنولوجيات الرى المناسبة مع ضرورة تسويق هذه المنتجات فى الأسواق المحلية والاقليمية والدولية.
وأضافت د رولا خضرا – خبير ادارة الموارد المائية بمعهد بارى الدولى لدول حوض البحر الابيض المتوسط بأنه يجب تعميم المساواة بين الجنسين عند إعداد استراتيجيات إعادة استخدام المياه لضمان الاستدامة والتوسع فى هذا المجال بالمنطقة العربية.
وقدم المهندس خلدون خشمان – أمين عام وزارة المياه والرى السبق بالمملكة الاردنية الهاشمية والأمين العام للجمعية العربية لمرافق المياه (أكوا) قصص نجاح لاسترداد تكلفة التشغيل والصيانة لاعادة استخدام المياه.
وفى نهاية الجلسة عرض الدكتور المؤيد السيد مدير مركز المياه والبيئة وتغير المناخ بالجمعية العلمية بالمملكة الأردنية الاسلوب والوسائل المناسبة لتحسين قبول المزارعين لإعادة استخدام المياه فى الزراعة.
ومن جانبه أشار الدكتور حسين العطفى الأمين العام للمجلس العربى للمياه إلى انه فى ضوء التحديات الدولية والاقليمية المتزامنة والمتلاحقة خصوصاً فى المنطقة العربية خاصة قضية ندرة المياه فى ظل زيادة الضغوط على الموارد المائية المتاحة والمحدودة ,بالإضافة إلى العديد من التحديات التى تواجه المنطقة العربية من زيادة سكانية وزحف عمرانى وتغيرات مناخية وغيرها وتأثيرها السلبى على المياه واتساع الفجوة المائية والغذائية وتأثيرذلك كله على الأمنين المائى والغذائى.
وقال أنه على الرغم من أن العديد من الدول العربية قامت وتقوم بمجهودات كبيرة لسد الفجوة المائية بين زيادة الطلب على المياه ومحدودية الموارد المائية المتاحة ومن ضمنها اعادة الاستخدام الأمن للموارد المائية غير التقليدية من خلال "تحلية المياه، معالجة المياه"، مبينا أن التوسع فى إعادة استخدام لا يزال بالشكل غير المأمول رغم وجود المقومات والفرص لاستغلال هذا المورد المائى الهام بإعتباره مورداً متزايداً ومستداماً.
كما أوضح العطفى أنه فى اطار برنامج المجلس العربى للمياه للتوسع فى استخدام الموارد المائية غير التقليدية فى المنطقة العربية وفى ضوء تقارير الوضع المائى فى المنطقة العربية الذى يصدرها المجلس العربى للمياه بالتعاون مع منظمة سيدارى بأن هناك ما يزيد على 25 مليار م3 من مياه الصرف الصحى وغير الجهود الكبيرة المبذولة يعالج منها فقط حوالى 30% يعاد استخدام 25% منها فقط فى القطاعات المختلفة.
من جانبه، قال الدكتور محمد الحمدى، مسؤول منظمة "الفاو" للأراضى والمياه للشرق الأدنى وشمال افريقيا:إن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا هى واحدة من أكثر المناطق جفافاً فى العالم، حيث تقل حصة الفرد من المياه بمقدار عشر مرات عن المتوسط العالمي.
وأضاف الحمدى : إن القدرة على الحصول على المياه أمر أساسى لضمان الأمن الغذائى وصحة الإنسان والزراعة، لكن باتت مشكلة ندرة المياه التى تلوح فى الأفق تشكل تحدياً هائلاً يتطلب استجابة عاجلة وكبيرة".