تعد مصر من أكثر دول العالم التى تعانى من الشح المائى ولذلك تبذل الدول المصرية جهودًا كبيرة لمواجهة التحديات المائية التى تواجهها من خلال التوسع فى تنفيذ مشروعات إعادة استخدام المياه بالإضافة إلى مشروعات تطوير وتحديث المنظومة المائية بمشروع تأهيل الترعوالتوسع فى الرى الحديث واحلال وتأهيل المنشآت المائية.
جهود وزارة الموارد المائية والرى لمواجهة التحديات التى تواجه قطاع المياه فى مصر، تتضمن تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى التىتخدم شبكة المصارف الزراعية المكشوفة والمغطاة البالغ طولها أكثر من 22 ألف كيلو متر، وتخدم زمام يصل إلى 8.40 مليون فدان علىمستوى الجمهورية، خاصة وأن الدوله تتوسع فى إعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى ضمن خطتها لمواجهة الطلب المتزايد على المياهنتيجة للزيادة السكانية والتغيرات المناخية مع محدودية الموارد المائية المتاحة.
يشار إلى أن الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف، احدى الهيئات التابعة لوزارة الموارد المائية والرى، و تم انشاؤها بهدف حماية الرقعةالزراعية والحفاظ عليها بعد إنشاء السد العالى وارتفاع مناسيب المياه فضلا عن دور الهيئة فى الحفاظ على شبكة المصارف التى تمإنشائها لتصريف المياه الزائدة عن الحاجة.
وتضع هيئة الصرف الخطط، وكذلك اجراء الدراسات لمشروعات الصرف المغطى والمكشوف وتصميمها والإشراف على تنفيذها، وإحلالوتجديد شبكات الصرف المغطى التى انتهى عمرها الافتراضى، وصيانتها بإستخدام المعدات الحديثة، مع وضع المعايير اللازمة لتحديدأولويات المناطق التى تحتاج للإحلال والتجديد، وتصنيع المواسير ومكونات شبكة الصرف، بالإضافة لتشغيل وصيانة شبكات الصرف العام، وإنشاء وتوسيع وتعميق وتعديل المصارف المكشوفة وكذلك الأعمال الصناعية اللازم إنشائها على هذه المصارف، وصيانة المصارفالعمومية ومقاومة الحشائش لضمان كفاءة التشغيل بها والحفاظ على قطاعاتها الهيدروليكية طبقاً للقطاعات التصميمية.
ويصل اجمالى المصارف التابعة 4444 مصرف بالاضافة إلى 157 محطة رفع، كما يتم استخدام أنظمة الرصد عن بعد “التلميترى”لقياس مناسيب المياه فى 51 موقع على المصارف، وقياس نوعية المياه على " مصرف الرهاوى – محطة تروجه" ويتبع الهيئة 7 مصانعلإنتاج المواسير البلاستيك موزعة على 6 أقاليم فى الوجهين البحرى والقبلى "أجا - زفتى - دمنهور - طنطا - بنى سويف - أسيوط - قنا"لإنتاج مواسير الـ P.V.C والـ PE، كما قامت الهيئة بإنشاء مركزين للتدريب بكل من طنطا والإسكندرية لغرض توفير التدريب اللازم لرفعكفاءة العاملين بها، ويتم من خلال هذين المركزين توفير دورات عملية مُتخصصة فى مجال تقنيات الصرف، وإرشاد الصرف وغيرها.
وهناك مشروعات كبرى تنفذها الدولة المصرية من خلال الاعتماد على مياه الصرف الزراعى حيث تولى الحكومة أهمية بالغة بالتوسع فىانشاء محطات معالجة المياه، ومن أهم المحطات الجارى تنفيذها محطة الحمام بمحور الضبعة فى الساحل الشمالى والتى تعد واحدة منأكبر محطات معالجة المياه على مستوى المنطقة، بتكلفة حوالى 60 مليار جنيه باجمالى طاقة انتاجية 7.5 مليون متر فى اليوم من المياهالمعالجة، والتى سيتم نقلها إلى اراضى الدلتا الجديدة فى اطار المشروع القومى لزراعة 1.5 مليون فدان ضمن مشروع الدلتا الجديدةومستقبل مصر من خلال تعزيز منظومة الاستخدام الامثل للموارد المائية للدولة حيث سيتم تجميع ونقل مياه المصارف الزراعية بمنطقة شمالالدلتا إلى محطة المعالجة بالحمام عن طريق شق مسار بطول 120 كيلو متر والذى يعتبر انجازا كبيرًا كونه المشروع الاضخم فى العالم.
ويضاف إلى المشروعات الكبرى محطة معالجة مياه مصرف المحسمة بسرابيوم التى تعد من أهم المشروعات القومية لإعادة استخدام مياهالصرف الزراعي، وتهدف لمعالجة مياه الصرف من خلال نقلها عبر السحارة من غرب قناة السويس لرى أراضى سيناء بزمام تقريبى 60 ألف فدان بتصرف نحو 1 مليون متر مكعب / يوم،- وستتولى نقل وعبور مليون و250 ألف متر مكعب من مياه المصرف يوميًا إلى شرقالقناة لرى وزراعة نحو 60 ألف فدان بسيناء لتضاف إلى الرقعة الزراعية.
وكان لمشروع محطة معالجة مياه مصرف المحسمة، لمعالجة وتدوير وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى بالإسماعيلية اهتماما خاصا،بعد أن تم تنفيذ المشروع بتكلفة 3.5 مليار جنيه، وفق أعلى المعايير الدولية، لذلك اختارت مجلة "Engineering News-Record"الأمريكية، المعروفة بـ"ENR"، المحطة لتكون مشروع العام كأفضل عمل إنشائى فى العالم لعام 2020، ضمن قائمتها التى ضمت 30 مشروعًا من 21 دولة حول العالم.
محطة معالجة مياه مصرف المحسمة بسرابيوم شرق قناة السويس تقام على مساحة إجمالية قدرها 150 فدانًا، بواسطة 4000 مهندسوفنى و12 شركة مدنية، وتعتبر من ضمن الخطة الاستراتيجية التى وضعتها الدولة لمواجهة النُدرة المائية وتعويض الفجوة بين الموارد المائيةالمتاحة والاحتياجات.
وتم إنجاز مشروع محطة معالجة مياه مصرف المحسمة بسرابيوم خلال 12 شهرًا بتكلفة إجمالية بلغت 3.5 مليار جنيه، بهدف تجميع مياهالصرف الزراعى التى كانت تُلقى فى بحيرة التمساح بقناة السويس، ليتم معالجتها وضخها فى ترعة سيناء الشرق من خلال نقلها من غربالإسماعيلية إلى شرقها أسفل قناتى السويس الجديدة والحالية واستخدامها فى زراعة 50 ألف فدان.
وتعمل المحطة على نقل المياه من مصرف المحسمة غرب القناة عبر سحارة المحسمة أسفل قناتى السويس القديمة والجديدة إلى محطةالمعالجة شرق القناة ليتم معالجتها ثلاثيًا بتقنية فائقة الجودة لتوفير مليون متر مكعب يوميًا تكفى لزراعة 50 ألف فدان بسيناء.
وبلغ إجمالى كمية الحفر لتنفيذ تلك الأعمال 1.8 مليون متر مكعب، كما تم تنفيذ قنطرتين للتحكم فى سريان المياه بالمصرف، وللتغلب علىفروق المناسيب على امتداد المصرف، وتصل إلى 11م - تم تنفيذ محطتى رفع بطاقة مليون م3/اليوم لكل منهما، بالإضافة إلى إنشاء 41 بدّالة لنقل مياه الرى بين الأراضى الزراعية على جانبى المصرف.
قال المهندس محمد صالح رئيس الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف، قائلًا : مشروعات الصرف الزراعى تُسهم فى تنمية الإقتصادالقومى من خلال إنشاء وصيانة مشروعات البنية الأساسية فى مجال الصرف الزراعى العام والمغطى، الأمر الذى يؤدى للحفاظ علىمنسوب المياه الأرضية بعيداً عن جذور النبات لضمان توفير التهوية الملائمة بالتربة الزراعية والحفاظ على خصوبتها وتحسين خواصهاالطبيعية والكيميائية وتحسين معامل التوصيل الهيدروليكى وخفض ملوحة التربة والمياه الأرضية، وبالتالى زيادة الإنتاج الزراعى بنسبة حوالى 25% للعديد من المحاصيل الرئيسية وتحقيق أعلى إنتاجية محصولية كهدف قومى لتضييق الفجوة بين الإنتاج والإستهلاك.
أوضح صالح إنه لا يمكن للمحاصيل الزراعية الانتاج بدون صرف زراعى جيد فهو يحقق العديد من الفوائد وأهما على الاطلاق زيادةالانتاجية الزراعية حيث انه يحافظ على حيوية النبات وقدرته على الإنتاج من خلال تصريف المياه الزائدة عن حاجته، الأمر الذى يساهم فيجودة وحيوية التربة ويمنع تصحر الأرض وما يعرف لدى المزارعين بتطبيل الأرض واختناق الجذور موضحا أن خفض منسوب المياه الأرضيةيساهم فى تهوية التربة وعدم ذبول النبات، والاستفادة من عمليات التسميد وتسهيل استخدام الميكنة الزراعية، وغسيل التربة لتقليلملوحتها، وزيادة الرقعة الزراعية، وزيادة دخل المزارع نتيجة لارتفاع إنتاجية أرضه بعد زيادة خصوبتها، وخفض تلوث البيئة وعدم التعرضللأمراض الناشئة عن مياه الصرف الحقلى المكشوف.
أضاف صالح أن المصارف المكشوفة الغرض منها تجميع مياه الصرف من شبكات الصرف المغطى والمصارف الخصوصية والمياه الفائضةمن نهايات الترع والدولة تتحمل الملايين من الأموال سنويا لإنشائها وصيانتها ويجب المحافظة على تلك المصارف، أما الصرف المغطى فهوالتخلص من المياه الزائدة عن حاجة النبات بمنطقة نمو الجذور عن طريق شبكة من المواسير تركب تحت الأرض وتصب فى النهاية بالمصرفالعمومى المكشوف.
أشار صالح إلى أنه تم الإنتهاء من إحلال وتجديد شبكات الصرف المغطى فى زمام قدره 57 ألف فدان من أصل 60 ألف فدان مستهدفةخلال العام المالى الحالى 2021 /2022، كما تم الإنتهاء من إنشاء وتوسيع وتعمـيق المصارف العامة المكشوفة وتنفيذ أعمال صناعية مثل"كبارى - سحارات - حوائط ساندة - أعمال تكاسى بالدبش" فى زمام 9721 فدان، وتنفيذ أعمال نزع حشائش بأطوال أكثر من 28 ألف كيلومتر، وتنفيذ أعمال تجريف مصارف بحجم 7.40 مليون متر مكعب.
كما تم الإنتهاء من إنشاء مصارف عامة ومكشوفة فى زمام قدره 7.20 مليون فدان بالوجهين البحرى والقبلى، وتوسيع وتعميق مصارفعامة مكشوفة بمناطق الإستصلاح فى زمام قدره 800 ألف فدان، وإعادة توسيع وتعميق للمصارف المكشوفة فى المناطق القديمة والجديدةفى زمام وقدره 392 ألف فدان ليصبح إجمالى زمام الصرف العام الذى تم الإنتهاء منه 8.40 مليون فدان تقريباً، من أصل 8.50 مليونفدان تتضمنها إستراتيجية هيئة الصرف فى مجال إنشاء وتعميق وتوسيع المصارف المكشوفة العامة بالوجهين القبلى والبحرى ومناطقالإستصلاح.
ولفت صالح إلى أنه تم الإنتهاء من تنفيذ شبكات الصرف المغطى لزمام وقدره 6 مليون فدان بالوجهين البحرى والقبلى منها “4.30 مليونفدان بالوجه البحرى و 1.70 مليون فدان بالوجه القبلى"، من أصل 6.40 مليون فدان بالوجهين البحرى والقبلى منها “4.60 مليون فدانبالوجه البحرى و 1.80 مليون فدان بالوجه القبلى" تتضمنها إستراتيجية هيئة الصرف فى مجال مشروعات الصرف المغطى.
من جانبه قال المهندس محمد عبد اللطيف نائب رئيس هيئة الصرف للوجه القبلى أنه فى بداية الصرف المغطى كان يتم التنفيذ بمواسيرخرسانة و مواسير فخار و كفاءتها كانت تقل مع الوقت والعمر الافتراضى أقل لذلك اتجهنا إلى البلاستيك، والتنفيذ كان يدوى فى السابقأما الآن فهو يتم بالطرق الحديثة والضبط بالليزر بحيث يكون المجمع على أعلى مستوى.
وأوضح أنه يتم عمل أبحاث فى الطبيعة من التربة لتحليلها ومعرفة الملوحة ومنسوب المياه الأرضى ثم يتم بعد ذلك الدخول على التصميم،مشيرًا إلى أن هناك فرق بين الانشاء والاحلال والتجديد الذى يتم بعد انتهاء العمر الافتراضي.
وأضاف أن صيانة هذه المشروعات يكون لها عوامل طبيعية من تسريب أو ترسيب أو تدخل بإعتداء أدمى فهناك البعض الذى لا يوجد لديهوعى و يرتكب سلوكيات تتسبب فى مشاكل، موضحاً أنه يوجد برنامج صيانة نصف سنوى فى هندسات الصرف، واذا حدث عطل لابد منإبلاغ هندسات الصرف، حيث تم تعظيم الدور بين المزارعين وهندسات الصرف بعمل روابط من المنتفعين للمجمعات بحيث يكون من السهلالتواصل بين مهندسين الهندسة ومعاونى الإرشاد، فهناك مراكز صيانة لكل 5 آلاف.