فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية.. حكاية كتاب صدر من أجل الخليفة المستظهر بالله

الأحد، 14 أغسطس 2022 03:00 م
فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية.. حكاية كتاب صدر من أجل الخليفة المستظهر بالله الإمام الغزالي
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم ذكرى رحيل الخليفة المستظهر بالله، وهو أمير المؤمنين أبو العباس أحمد "المستظهر بالله" ابن المقتدى بأمر الله (470 هـ - 512 هـ) الخليفة الثامن والعشرون لخلفاء الدولة العباسية، بويع بالخلافة فى منتصف محرم سنة 487هـ بعد أبيه وله ستَّ عشرة سنة وثلاثة أشهر.
 
كان المستظهر موصوفًا بالسخاء والجود ومحبة العلماء وأهل الدين، والتفقد للمساكين، مع الفضل والنبل والبلاغة، وعلوَّ الهمّة، وحسن السيرة، وكان رضيَّ الأفعال، سديد الأقوال، راغبًا في البر والخيرات مسارعًا إلى ذلك، لا يردُّ سائلًا، وكان جميل المعاشرة لا يُصغى إلى أقوال الوشاة في الناس ولا يثق بالمباشرين، قد ضبط أمور الخلافة جيدًا، وأحكمها وعرفها وعلمها، ولديه علم وفضل كثير وفضل كبير.
 
وارتبط الخليفة العباسى الراحل، بعلاقة قوية مع أبو حامد الغزالي، الملقب بحجة الإسلام وصاحب كتاب "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية"، الذى قام بتأليف ذلك السفر بطلب من الخليفة العباسي، أبو العباس أحمد بن عبد الله، الملقب بـ "المستظهر بالله"، فما هى قصة هذا العام.
 
وبحسب موسوعة "قصة الإسلام" فإن خير كتاب يعطينا صورة لموقف الإمام الغزالى من الخليفة المستظهر بالله هو كتابه "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية"، والغزالى ألف هذا الكتاب بناء على طلب المستظهر نفسه حتى يرد به على عقيدة الباطنية، والباب التاسع من الكتاب خصصه الغزالى بأكمله لإقامة البراهين الشرعية على أن الإمام الحق القائم بالحق الواجب على الخلق طاعته هو الإمام المستظهر، كما بين أنه يجب على علماء الدهر الفتوى على البت والقطع بوجوب طاعته على الخلق ونفوذ أقضيته بمنهج الحق وصحة توليته للولاة وتقليده للقضاة وأنه خليفة الله على الخلق وأن طاعته على جميع الخلق فرض، وهذا الباب يمتد من الصفحة 169 إلى الصفحة 225، وهو من أوله إلى آخره دعوه لطاعة المستظهر وللالتفاف حول منصب الخلافة، وقد أورد صفات الإمام وواجباته السياسية والدينية.
 
وجاء هذا الكتاب "المستظهري" في الرد على الباطنية أو "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية" لأبي حامد الغزالي، وهو أول كتاب رد به الغزالي على الباطنية من بين كتبه في هذا الموضوع. فقد ذكر في "المنقذ من الضلال" وهو يتحدث عن موقفه من التعليمية (الباطنية) ما يلي: وليس المقصود الآن بيان فساد مذهبهم، فقد ذكرت ذلك في كتاب "المستظهري" أولاً، وفي كتاب "حجة الحق" ثانياً، وهو جواب كلام لهم عرض علىّ ببغداد، وفي كتاب "مفصل الخلاف" –الذي هو اثنا عشر فصلاً- ثالثاً، وهو جواب كلام عرض على بهمدان، وفي كتاب "الدرج المرقوم بالجداول" رابعاً، وهو من ركيك كلامهم الذي عرض على بطرس، وفي كتاب "القسطاس المستقيم" خامساً، وهو كتاب مستقل بنفسه، مقصودة بيان ميزان العلوم، وإظهار الاستغناء عن الإمام المعصوم لمن أحاط به".
 
والداعي الأهم إلى تأليف الغزالي لهذا الكتاب هو استفحال أمر الباطنية، وبث دعاة الإسماعيلية من قبل الدولة الفاطمية في مصر للدعوة إلى الخليفة الفاطمي (المستنصر بالله) ضد الخليفة العباسي (المستظهر بالله).
 
ولهذا استهدف الغزالي من هذا الكتاب هدفين: إظهار فضائح الباطنية، وهو أمر يتعلق بالعقيدة، وبيان فضائل المستظهرية، أي خلافة المستظهر بالله العباسي، وهو أمر يتعلق بالسياسة، ومن هنا جاءت تسمية الكتاب بـ"المستظهري" في "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية".
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة