تمر اليوم الذكرى الـ 774على خروج حملة فرنسية بقيادة الملك لويس التاسع من فرنسا باتجاه الشرق، وهي الحملة التي عرفت بالحملة الصليبية السابعة والتي كان هدفها استعادة بيت المقدس من المسلمين، وذلك فى 25 أغسطس عام 1248.
كان لهزيمة الصليبيين عند غزة في معركة هربيا أو "معركة لافوربي" وسقوط بيت المقدس في أيدي المسلمين سنة 1244 صدى كبيراً في أوروبا، التي أحس ملوكها أن ممالكهم في الشام قد أوشكت على السقوط بالكامل في أيدي المسلمين فراح الأوروبيون يجهزون لحملة كبيرة للاستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع، إذ أنهم أدركوا، بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر، ثم هزيمتهم في معركة هربيا عند غزة، وضياع بيت المقدس منهم، أن مصر بإمكانياتها البشرية والاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي وقلعة التصدي لطموحاتهم في الاستيلاء على بيت المقدس والشرق.
أبحر الملك الفرنسى إلى الشرق سنة 1248م، قاصداً مصر وذلك بعد أن اقتنع الصليبيون بأن مصر هى المفتاح المؤدى إلى بيت المقدس، بجيش كبير العدد تعداده 50 ألف مقاتل، ونزل فى دمياط "1249"، ثم تقدم إلى المنصورة حيث واجهته جيوش المصريين، واشتبكت معه فى موقعة المنصورة التاريخية عام 1250م، ليلقى هزيمة مدوية ترتبط عليها وقوعه أسيراً فى أيدى المسلمين وكان حينها فى الثلاثين من عمره.
كان لويس التاسع، الذي عرف فيما بعد بالقديس لويس، من أشد المتحمسين لقيام تلك الحملة، فراح يروج لها في أنحاء أوروبا، ولدى بابا الكاثوليك اينوسينت الرابع، وأثناء انعقاد مجمع ليون الكنسي الأول عام 1245 أعلن اينوسينت الرابع تأييده ومباركته للحملة التي كان يجهز لها لويس التاسع، وأرسل «اودو» كاردينال فراسكاتي للترويج للحملة في أنحاء فرنسا، وفرضت ضرائب على الناس لتمويل الحملة، ووافقت جنوة ومرسيليا على تجهيز السفن اللازمة، أما فينيسيا فقد رفضت المشاركة خوفاً على مصالحها التجارية الواسعة مع مصر.
جهزالصليبيون حملتهم خلال ثلاث سنوات، وحاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم لتطويق وإرباك العالم الإسلامي، إلا أنهم أخفقوا في إقامة هذا الحلف لأن المغول كانت لهم طموحاتهم وخططهم الخاصة.