طرحت نتفليكس مؤخرا فيلم السيرة الذاتية لمارلين مونرو Blonde من بطولة آنا دي أرماس، ورغم الانتقادات اللاذعة المثارة علي السوشيال ميديا حول الفيلم، إلا أن صناع العمل بذلوا الكثير من المجهود، لظهور الفيلم بهذه الصورة، حيث أجرت كلّ من رتينا روسلر كيروين، وجايمي ماكنتوش، رئيسة قسم المكياج، ورئيسة قسم الشعر، بالفيلم تباعًا، بحثًا مكثفًا للتأكّد من قدرتهما على تحقيق أدق تصوير لإطلالة مونرو التي لا لبس فيها.
وقالت كيروين في مقابلة مع "CNN"، لقد حاولنا الوصول إلى كل مورد يمكن أن نجده"، وتابعت: "بدأنا بالسيناريو والصور التي كنا بصدد إعادة إنشائها، ثم انتقلنا إلى الكتب والأفلام ومدونات معجبيها.. ولم نتوقف أبدًا.. واصلنا البحث حتى نهاية الفيلم".
وأعيد إنشاء حوالى 100 إطلالة لفيلم "Blonde"، من المجلات التي تتصدر أغلفتها، إلى إطلالاتها على السجادة الحمراء، رغم أنّ أكثر من نصف تلك الإطلالات فقط وصلت إلى النسخة النهائية من الفيلم، وأشارت ماكنتوش إلى أن الشعر المستعار كان ضروريًا لضمان أنّ دي أرماس، وهي لديها شعر بني في الحياة الواقعية، يمكن أن تغير إطلالتها بسرعة من لقطة إلى أخرى.
فيلم مارلين مونرو
وقد كان الشعر المستعار أساسيًا لضمان أن شعر مونرو الأشقر البلاتيني سيظهر بشكلها الصحيح على الكاميرا، كما قالت ماكنتوش لـ"CNN"، "استخدمنا خمس باروكات، قمنا بتصميمها خصيصًا لتقليد شعر مارلين وكي تناسب آنا بشكل صحيح".
وقبل النجومية، كان لدى مونرو شعرًا بنيًّا مجعّدًا، لذا صمم روب بيكنز وفريقه صانع الشعر المستعار مثله، باستخدام شعر بشري حقيقي يمكن تصفيفه ليتطابق وتسريحة مونرو، وأضافت ماكنتوش: "اخترنا درجات مختلفة من الأشقر لعمل كل باروكة شعر مستعار، ثم قمنا بتلوينها أكثر لتحقيق مزيج مثالي بعد التفتيح".
ولضمان إخفاء شعر دي أرماس تمامًا، أضافت كيروين قطعًا اصطناعية حول خط شعرها الطبيعى، واستعملت مساحيق التجميل لتتناسب مع لون بشرتها، ولفتت كيروين إلى أنّ بقية المكياج تطلب أيضًا عملًا شاقًا، وكانت دي أرماس "على استعداد تام".
وارتدت الممثلة الكوبية عدسات لاصقة زرقاء لإخفاء لون عينها الطبيعية، وأضافت الكثير من الرموش الصناعية لجعل عينيها تبدو مثل مارلين مونرو أكثر، وأوضحت كيروين، أنها قامت بملء الكثير من طبقات الرموش على أطراف عيني دي أرماس لجعلها أكثر استقامة قليلاً، كما تم تعديل حاجبي دي أرماس على يد اختصاصي رسم حواجب لتقليلهما وتغيير لونهما إلى الأشقر.
تلقت جينيفر جونسون، مصممة الأزياء بالفيلم، إرشادات مماثلة عندما بدأت العمل على خزانة ملابس دي أرماس، ومثل كيروين وماكنتوش، تعاملت جونسون أولاً مع المشروع من منظور بحثي.
وقالت في مقابلة مع "CNN"، "كان لدى أندرو كمًّا هائلًا من أبحاث الأرشفة والصور، حوالي 800 صفحة وقمت بلصقها جميعًا على مكتبي كما لو كانت ورق حائط، واستوعبت المطلوب نوعًا ما"،ثم بدأت جونسون بتوثيق أسلوب مارلين الخاص وشخصيتها المسرحية بشكل مباشر، وقسّمت أنماط ملابس الأخيرة الأكثر شهرة".
ولفتت إلى أن التحدي الأكبر تمثل بفهم كيفية إعادة إطلالات مونرو بشكل أصيل، وتحقيقًا لهذه الغاية، تعاونت جونسون مع صاحب مستودع للأزياء عمره قرن في هوليوود، لتتمكن من استنساخ بعض من أشهر إطلالات مونرو، ضمنًا الفستان الوردي من دون حمالات الذي أدت فيه أغنية Diamonds Are a Girl's Best Friend "الألماس هو أفضل صديق للفتاة" بفيلم "الرجال يفضلون الشقراوات"، والفستان الأبيض ذو الثنيات من فيلم عام 1955 The Seven Year Itch "سنة الحكة السابعة".
ورغم كل هذا المجهود لم يسلم الفيلم من الانتقادات، حيث أثار فيلم السيرة الذاتية عن مارلين مونرو Blonde من بطولة آنا دى أرماس، غضب المشاهدين، حيث دعا البعض إلى إيقافه، كما أعرب عدد كبير من المشاهدين الغاضبين عن شكواهم من الفيلم عبر "تويتر" بعد إطلاقه على Netflix يوم الأربعاء، حيث انتقده أحد المستخدمين الذي لم يكن قادرًا على استيعاب بداية الفيلم باعتباره غير قابل للمشاهدة على الإطلاق - حسب تعبيره - وقال أحد رواد السوشيال ميديا، شاهدت أول 20 دقيقة من blonde ثم اضطررت على الفور إلى التحقق من Twitter لمعرفة ما إذا كنت قد فقدت شيئًا ما أو ما إذا كان الآخرون يشعرون بالاشمئزاز مثلى.
وحسب ما نشره موقع "ديلي ميل" البريطانى، قال آخر "حتى بعد 20 دقيقة، لم أستمتع تمامًا بفيلم Marilyn الجديد"، فى حين علق آخر "أغلقت بعد 15 دقيقة فقط"، يأتى هذا فيما كانت الممثلة آنا دي أرماس، زعمت أن روح الراحلة مارلين مونرو كانت موجودة معهم في موقع تصوير فيلم "Blonde" وتعد آنا صاحبة 34 عامًا أصغر بسنتين فقط من الأيقونة مارلين مونرو التى توفيت عام 1962 .
وخلال المؤتمر الصحفى يوم الخميس الماضى فى مهرجان فينيسيا السينمائى، أخبرت "آنا دى أرماس" المراسلين، أنها شعرت بوجود مارلين أثناء تصوير العمل وأصرت أن روحها كانت تعلمهم ما إذا كانت سعيدة أو غيرة راضية عن الأداء حسب ما نقل عن رويترز، وأضافت "هى كانت معى فى كل شيء هى أول ما فكرت فيه وكنت أحلم بها" وأكدت الممثلة أنها بالفعل كانت معها وقالت: "أعتقد أنها كانت سعيدة".
وتابعت الممثلة: "أعتقد أنها كانت قريبة هى كانت ترمى الأشياء من على الحائط إذا لم يعجبها شيء وربما يبدو هذا غريبا للغاية ولكن هذا صحيح جميعنا شعرنا بها" وكان قد قرر المخرج أندرو دومينيك بدأ التصوير فى 4 أغسطس فى ذكرى وفاة أسطورة الشاشة.