هي رائدة الرسوم المتحركة في التليفزيون المصرى، ومستشار رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة للرسوم المتحركة والجرافيك، شهرتها في تقديم برامج وأفلام الكرتون أصبحت دولية، خاصة أنها تعاونت مع العديد من المنظمات العالمية في إنتاج أفلام وبرامج أطفال وحصلت على العديد من الجوائز المصرية والدولية، وكانت عضو لجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولى الحادي والعشرون لسينما الأطفال 2012، ورئيس لجنة تحكيم المهرجان الأول لصندوق التنمية الثقافية وجمعية الرسوم المتحركة ، وعضو لجنة الرسوم المتحركة في الدول العربية بجامعة الدول العربية.، وغيرها من المهرجانات المحلية والعربية، وبالتالي هي أحد أبرز المتخصصين في برامج الأطفال، إنها شويكار خليفة، رئيس قناة الأسرة والطفل الأسبق، التي حدثتنا عن كيف يشكل الإعلام شخصية الطفل.
حوارنا شويكار خليفة، عن طبيعة الأعمال التي تناسب الطفل في الوقت الحاضر، وكيف يمكن أن يساهم الإعلام في تشكيل شخصية الطفل وتنمية مواهبه؟ وهل أننا بحاجة إعادة الأعمال القديمة للأطفال أم لتقديم منتجات جديدة، والخطة التي اعتمدتها في إنتاج برامج للأطفال خلال ترأسها لقناة الأسرة والطفل والتي فازت من خلال تلك البرامج على العزيز من الجوائز، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى..
إلى أي مدى ترين أن الإعلام قادر على تشكيل شخصية الطفل؟
في الحقيقة، الطفل خلال الفترة الماضية لم يكن يوجد شيء يقدم له، فهناك جيل أو جيلين هويتهم مهزوزة، حيث لا يشاهدون برامج أطفال مصرية بل يشاهدون برامج أطفال وكرتون أجنبية وخليجية.
برأيك.. كيف يمكن أن يسيطر الإعلام على الأطفال ويشكل شخصيته؟
سنستطيع أن نسيطر على أطفالنا عبر الإعلام من خلال خطة بها مضمون على مراحل وفترات ويتضمن معانى نسعى لإيصالها للأطفال ويتعلمون منها.
وبرأيك كيف يمكن التعامل مع هذا الجيل الذى تعود على مشاهدة برامج الكرتون الأجنبية؟
برامج الأطفال المصرية التي كان يبثها التليفزيون المصرى موجودة في مكتبة التليفزيون، فعلينا أن نعرضها لهذا الجيل الذى لم يغادر بعد سن الطفولة حتى نستطيع أن نجتذبه من مشاهدة أفلام أطفال أجنبية ونستوعب هذه الفئة قبل فوات الآوان.
هل ترين أن مخاطبة الأطفال تقتصر على إعادة ما تم بثه من برامج أطفال قديمة؟
لا.. أقصد أننا نسرع في تقديم برامج أطفال حتى نتمكن من إنتاج كرتون للأطفال، لأن إنتاج برامج أطفال أسرع من إنتاج الكرتون، وتكون برامج الأطفال على شكل مسابقات وعرض هوايات يحبها الأطفال حتى تستطيع أن نجذب الأطفال لنا بدلا من مشاهدة أفلام الكرتون المدبلجة، ويتم هذا حتى نتمكن من إنتاج كرتون مصري ودراما مشوقة موجه للطفل.
هل ترين أن برامج الأطفال قادرة على اجتذاب الأطفال من السوشيال ميديا؟
برامج الأطفال المهمة والابداعية قادرة على جذب الأطفال لمشاهدتها، ولكن لا يوجد شيء ينافس السوشيال ميديا ، ولكن يمكن من خلال عرض برامج أطفال بكثافة تمكنهم من مشاهدتها بشكل مستمر تجعلهم يتابعونها ، ولكن الفترة الماضية لم يكن هناك كرتون مصري يعرض للأطفال، فعلى سبيل المثال قناة العائلة التي من الأساس موجهة للعائلة، لا يوجد بها برامج أطفال، فلا يوجد مساحة تشبع الأطفال من أفلام الأطفال، فالطفل يريد عندما يفتح القناة يجد كرتون يشاهده، وبالتالي لحين إنتاج أفلام أطفال مصرية علينا عرض الموجود من برامج الأطفال التي تم إنتاجها في السابق .
هل ترين أننا بحاجة لقنوات مخصصة للأطفال؟
بالطبع لابد من قناة للأطفال وقناتين وثلاثة، وتعرض أفلام تشويقية وأفلام تسجيلية للأطفال بطريقة تناسب سنهم، وليس أفلام كرتون فقط بل عرض برامج مواهب وتسجيلية ودراما خفيفة وفوازير، فأتذكر عندما ترأست قناة الأسرة والطفل، تم عرض فكرة برنامج "السلم والثعبان" علي وكانت فكرته أن أطفال يجلسون في ترابيزة ويلعبون السلم والتعبان، ولكن حينها قلت " لا بل يجب أن يتم رسم لعبة السلم والثعبان على أرض الأستوديو ويتحرك الأطفال عليها"، وبالفعل حصل البرنامج على جائزة دولية، فالطفل خلال البرنامج كان يتحرك ويفكر وليس فقط يفكر ولكن يتحرك ويحرك الظهر على أرض الأستوديو، فهناك أفكار كثيرة لبرامج الأطفال، فالأمور ليست محصورة على كرتون، بل استغل وهوايات الأطفال من غناء ورسم وموسيقى وغيرها من المواهب وتقديم برامج تخاطب الأطفال وتناسب هواياتهم.
وما هي طبيعة برامج الأطفال القادرة على شد انتباه الأطفال نحوها؟
كل ما يجذب الطفل يمكن الاعتماد عليه في إنتاج برامج الأطفال، فما الذى يجعله سعيد يقدم له خلال برنامج يستطيع أن يقدم له رسالة بدم خفيف، فالأطفال يحبون أن يلعبون ويضحكون ويحتاجون برامج تشجعهم على الابتسامة، وليس فقط يعطى لهم دروس، فالدرس يحصل عليه في المدرسة، بل يحتاج برامج أطفال بأسلوب مختلف يقدمها مذيعين يتسمون بخفة الدم، ويقدمون البرنامج بشكل تشويقى يتضمن شقاوة الأطفال.
هل ترين أن الطفل الآن اختلف عن الطفل فى الأجيال السابقة؟
الطفل هو الطفل حسب ما يتعود عليه، فإذا عودته على سماع المحاضرات، سيتعود على التلقين والسماع فقط، ولكن علينا أن نعتمد على النكتة والأغنية والحدوتة ، وأعطى له كل المعانى من خلال البرنامج الذى يتضمن نكت وأغانى وحواديت، فالسيناريو لابد أن يكون مبتكر وطريقة التقديم بها إبداع، ويمكن الربط بين التاريخ القديم والحديث للأطفال بخفة دم.
هل ترين أن تقديم برامج أطفال أصعب من تقديم البرامج الأخرى للكبار؟
هذا استسهال، فمن يستطيعون أن يقدمون برامج أطفال كثيرون، ولكن البعض لا يريد أن يتعب نفسه، فبرامج الأطفال تحتاج لإبداع، وتحتاج لمنتج فنى ملم بوظيفته وتفاصيلها وسيستطيع أن ينتح عمل جيد للغاية للأطفال، فمن يكتبون للأطفال موجودين ورغم صعوبة الكتابة للأطفال إلا أن من يكتبون موجودين وتوفير مناخ جيد لهم يتيح لهم الإبداع بشكل كبير.
ترأست قناة الأسرة والطفل.. ما هو الأسلوب الذى كنت تتبعيه في تقديم برامج للأطفال؟
كنا نشكل لجان ويحضر من يكتبون للأطفال ويعرضون أفكارهم ونعدل في انتاجهم، ولم نكن نفرض عليهم أي رأى، فلابد من روح التعاون، وكنا نعتمد على البرنامج الذى يجمع الأسرة من خلال التنويع في الفقرات، فمن المهم أن تجلس الأسرة مع بعضها أمام التليفزيون، كى تشاهد برنامج للأطفال وللأسرة وقدمت " بسنت ودياسطي" الذى كان موجه للأسرة بالكامل، فكانت الأسرة تشاهد البرنامج وتسخر من الأفعال الكوميديا ثم تنتبه لتلك الأفعال وتقوم سلوكها، فلم يكن هناك محاضرات نلقيها على المشاهد ولكن نعرض المنتج بشكل مسلى وبه نكتة ، وكانت تأتى لي رسائل من الأولاد يقولون لى ملاحظاتهم والرسائل التي استفادوا منها من الأفلام التي قدمتها لم أكن قد أخذت بالى منها، فبرامج الأطفال قدمناها بالحب فوصلت للطفل وتعلم منها رسائل أكثر من الرسائل التي كنا نستهدها من العمل الذى قدمناه للأطفال، فالطفل ليس غبي بل يفهم ما بين السطور، ولا يجب أن نستهين بالطفل وفكره.
لماذا كانت أغلب برامج الأطفال مقرونة بشهر رمضان؟
بالفعل أغلب برامج الأطفال كان يتم بثها في شهر رمضان، ويتم بثها في موسم واحد فقط، وهذا أمر لابد أن نتلافاه خلال إنتاجنا برامج للأطفال، فـ"بكار" نجح بشكل كبير وهو فنيا برنامج أطفال جيد ولكن نجاحه لأنه كان هناك إصرار على إنتاجه لمدة 6 أو 7 سنوات وتم عرضه في توقيت رائع وإعادته بشكل مستمر، فكان هناك خطة متكاملة، وبالتالي لابد من أن يكون هناك خطة متكاملة خلال عرض برامج للأطفال، ولابد من انتاجه بشكل متكرر وليس مجرد مسلسل أطفال لسنة واحدة، ويتضمن رسائل تصل للطفل بشكل جيد للغاية.