لطلما نسمع ونردد عبارة " الجريمة لا تفيد" ، ولكن هل ندرك فعلا كم هى درجة صدق هذا العبارة ، وإلى أي درجة لا تفيد الجريمة، نعلم أن معظم من يقترف جريمة يتم القبض عليه عاجلا أو آجلا، ويلقى به خلف الاسوار، ليواجه مصيره بعد المحاكمة العادلة والتى تنتهي بإصدار حكم ضده سواء بالبراءة أو السجن أو الإعدام إذا ثبت أنه مذنب.
لا يمكن منع الجريمة بشكل مطلق، ولكن لا شك أن المجتمع الآمن هو مطلب الجميع، فالأمان هو مصدر بناء الحياة فى أى مجتمع وتطوره.
للإعلام دور هام وحيوى فى توجيه الرأى العام وتوعيته والتنبيه إلى مخاطر الجريمة والتحدث عنها، ويستعرض اليوم السابع في حلقات برنامج " الجريمة لاتفيد"، قصة جريمة شاب أنهى مستقبله قبل أن يبدأ ليواجه عشماوى في غرفة الإعدام.
دائما لا تأتى الرياح بما تشتهى السفن ، ففي يوم تنفيذ الجريمة وبعد أن تمكن الشاب من الدخول لسرقة العجوز شعر به وحاول وكشف أمره ليكون القتل هو نهايته.
تحريات المباحث وجمع المعلومات ومراجعة كاميرات المراقبة الموجودة في محيط الواقعة، كشفت طلاسم تلك الجريمة التي حيرت رجال الشرطة في البداية ، حتى تبين أن المتهم يبلغ من العمر 23 عامًا، ويعمل سفرجي، وكان ذلك بغرض السرقة وعندما افتضح أمره وشعر به العجوز باغته بضربة على رأسه بعصا خشبية، أتبعها ضربة بقطعة من الرخام، ما أسفر عن مصرعه.
اعترف الجانى أمام المحقق إنه كان دائم التردد على العجوز وعندما رآه خشي افتضاح أمره فأرداه قتيلا، ووجهت له النيابة العامة، تهمة القتل، وبعد الانتهاء من التحقيقات معه، أحالته إلى محكمة جنايات الجيزة التي قضت بإحالة أوراقه لفضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وبعد ورود الرأي قضت بإعدامه عما نسب إليه من اتهامات القتل العمد والسرقة، وبعدها تقدم دفاع المتهم بعمل استئناف على الحكم، لكن محكمة النقض، أسدلت الستار على القضية برفض النقض المقدم، وينتظر المتهم تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
وفى النهاية نؤكد أنه مهم كان حذر ويقظة وحيطة الجانى فأنها لا تدوم طويلا، وليس هناك جريمة كاملة " فالجريمة لا تفيد" ، ويقظة أجهزة الأمن تجعل المجرمين يسقطون بعد ارتكاب جرائمهم، فالقاعدة تؤكد أن مكان الجريمة مستودع سرها ومن النادر أن يتمكن الجانى من إخفاء كل أثر له بمسرح الجريمة لكن الجريمة لن تختفى، ورجال الأمن وراء المجرمين بالمرصاد.