تمر اليوم الذكرى الـ154 على ميلاد أمير الشعراء "أحمد شوقي"، إذ ولد في 16 أكتوبر عام 1868، وهو أشهر شعراء العرب في العصر الحديث، وكان يملك نصيبًا كبيرًا بين الثقافتين العربية والغربية.
عرف أحمد شوقى بقصائده ودواوينه العديدة لعل أشهرها "الشوقيات" كما كانت له تجربة كتابة عدد من النصوص المسرحية للتقديم على المسرح مباشرة، فى عشرينينات القرن الماضى، وتميز أسلوبه بالاعتناء بالإطار وبعض الصور والأفكاره التي تناولها واستوحاها من الأحداث السياسية والاجتماعية، فيما عرف أسلوبه بتقليد الشعراء القدامى من العرب وخصوصا في الغزل، وكان له النصيب في النهضة الأدبية والفنية والسياسية والاجتماعية والمسرحية التي مرت بها مصر، ألف العديد من الأعمال المسرحية الشعرية التي جعلته يعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا.
"مصرع كليوباترا"
واحده من أبرز المسرحيات التي كتبها أمير الشعراء وهي مسرحية شعرية تدور حول الأيام الأخيرة في حياة الملكة كليوبترا في الإسكندرية وموقعة أكتيوم البحرية، وأراد أن يظهرها بصورة ملكة وطنية تخشى على شعبها وتسعى لمصلحة بلدها وتحب مصر وتخلص لها، وأراد تمجيدها حين ظلمها المؤرخون الغربيون، وأظهروها في صورة غانية لا تعنيها مصلحة مصر وقدموها في صورة ينقصها الولاء للوطن الذي تحكمه.
"مجنون ليلى"
أروع ما كتبه شوقي في المسرح الشعري، بعد عودته للكتابة المسرحية في آخر فترات حياته، وتدور أحداثها حول قصة الشاعر قيس بن الملوح وحبه لليلى، هذا العشق الذي يصل بالعاشق إلى درجة الهيام وغياب العقل وحتى الجنون بكل معناه، وهذه القصة التي حوتها بعض الأساطير، ولكنها كانت وما تزال من أروع صور هذا الحب الذي اشتهر في بوادي نجد، والحجاز أيام العصر الأموي.قمبيز
قمبيز هو ملك الفرس، وابن قورش الأكبر، ويعرف باسم قمبيز، تولى الحكم عقب أن لقي والده حتفه في إحدى الحملات، وقد أراد أن يستتب له أمر حكمه فنادى بنفسه فرعونًا كأنه من المؤمنين بالإله آمون، ولكن كهنة آمون تنبئوا بأنه سيهزم، مما أصابه بالغضب، فأرسل حملة كان هو قائدها إلى واحة سيوة لهدم معبد آمون حيث هبت عواصف الصحراء عليها وهي في طريقها فدفنتها بالرمال ولم ينج منها أحد، وكان المؤرخ هيرودوت قد قدر عدد جنود الجيش الذي قام بهذه الحملة بمائتين وخمسين ألف جندي، وقد وجه العقاد النقد لشوقي في هذه المسرحية الروائية من ثلاثة جوانب؛ أولها: أن الشعر قيمة إنسانية لا لسانية، وثانيها: أن القصيدة بنية حية لا قطعًا متناثرة، وثالثها: أن الشعر تعبير تلقائي لا يفتعل، أو كما كانوا يقولون قديمًا مطبوع لا مصنوع، وقد ارتأى العقاد أن نصيب شوقي ضئيل بالقياس على هذه الجوانب.عنترة
تعد مسرحية عنترة تحفة من التحف الأدبية والفنية التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي حيث تعرَّض فيها للمسرح الشعري و الغنائي العربي في صورة بديعة. ومزج شوقي في هذا العمل بين الأصالة والمعاصرة، حيث قدم العربية القديمة (الجاهلية) ممزوجة بالفن المسرحي الجديد الذي يضم تقنيات المسرح الأوروبي. وتتألف المسرحية من مكونات أدبية عديدة تجمع بين المأساة، والغناء، والحب، وغيرها من المكونات التي جعلت المسرحية مثيرة. وقد زجّ شوقي بنفسه في منافسة مع عنترة تلك الشخصية التاريخية المعروفة، التي جمعت بين الشعر والفروسية في جزيرة العرب قبل قدوم الإسلام، وذلك عندما اختار مُؤلِفنا أن يكتب المسرحية بالعربية الجاهلية في شكل شعري.
على بك الكبير
علي بك الكبير هو أحد أعظم الشخصيات التاريخية المملوكية في تاريخ مصر، وهو كغيره من المماليك مجهول الأصل، حيث كانت المماليك تشترى صغارًا، وتجلب إلى مصر وتعتنق الإسلام، وتخضع لتربية عسكرية صارمة، ثم تبدأ رحلتها في الصعود إلى السيطرة والنفوذ السياسي، وقد استطاع هذا الرجل أن يصل إلى منصب شيخ البلد، وأن يعزل الوالي العثماني على مصر، مستغلًا انشغال الخلافة العثمانية في حربها مع روسيا، كما استطاع القضاء على نفوذ شيخ العرب همام بن يوسف الهواري زعيم الصعيد، وأن يُحكِم قبضته على مصر بوجهيها القبلي والبحري، ولم يكتف فقط بذلك، بل ضم إليها كل من أرض الحجاز والشام، ولكن ما لبث أن ضاع منه ملكه بعد أن انقلب عليه محمد بك أبو الدهب ذراعه الأيمن، وقد تناول أحمد شوقي هذه الشخصية التاريخية في هذا العمل المسرحي الذي حمل اسمها باقتدار وتمكن.