استمتعوا بليالى نوفمبر المليئة بالنجوم، شعار رفعته الجمعية الفلكية بجدة، بعد أن كشفت فى تقرير لها عن تفاصيل الظواهر الفلكية المرتقبة بسماء نوفمبر الجارى .
لا يزال يوجد عدد قليل من المجموعات النجمية الصيفية ترصد فى الأفق الغربى، لكننا لن نراها لفترة أطول لأن الأرض تدور حول الشمس ونحن نبتعد عن جزء الفضاء الذى توجد فيه، ومن بين الأبراج الصيفية الأكثر إشراقًا المتبقية الدجاجة و القيثارة و العقاب، اما أكثرها خفوتًا هى الدلفين.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها : طبعا عند مواجهة الأفق الشمالية سنرى أصدقاء قدامى مثل الدب الاكبر الذى بالكاد فوق الأفق أو حتى أسفل الأفق، اعتمادًا على مكان وجودك، وفى الاعلى يوجد الدب الأصغر الذى يضم نجم بولاريس نجم الشمال.
كاسيبوبيه ذات الكرسى مجموعة النجوم التى تبدو وكأنها حرف W عملاق مقلوب تجلس بفخر فى الافق الشمال الشرقي، واذا كنت فى موقع مظلم بما يكفى سترى مجرة المرأة المسلسلة بالعين المجردة وهى أكبر مما تبدو عليه فإذا تمكنا من رؤية كل مجدها، فإن مجرة المرأة المسلسلة ستكون بعرض خمسة أقمار بدر عبر السماء، لكن للاسف لن تظهرها للعين المجردة إلا على شكل لطخة خافتة - لكن تلك اللطخة الخافتة تبعد ما يقرب من 2.5 مليون سنة ضوئية.
وسيرصد بالأفق الشرقى فى النصف الأخير من شهر نوفمبر ظهور أولى مجموعات نجوم الشتاء النصف الشمالى لأول مرة، حيث تشاهد نجوم الثور التى يشبه رأسها سهمًا صغيرًا.
ورأس الثور عبارة عن عنقود نجمى جميل ومفتوح للعين المجردة يسمى عنقود القلائص ومع ذلك اضافة للنجم اللامع الدبران المحمر وهو ليس جزءًا من عنقود القلائص.
ويتميز ذيل الثور بعنقود نجوم ساطع يسمى الثريا والمعروف أيضًا باسم الشقيقات السبع. يقول البعض أنها تبدو وكأنها نسخة مصغرة من نجوم الدب الاكبر - كما يرصد فى الافق الشمال الشرقى النجم الساطع العيوق ألمع كوكبة ممسك الأعنة.
وعند حوالى الساعة 9 مساءً، ستظهر نجوم الشتاء العظيمة الجوزاء (الجبار) من سباتها السنوي، ولا يزال كوكب المشترى وزحل يسيطران على سماء بداية الليل حيث ترصد فى الافق الجنوبى وفى هذا الشهر سينضم إليهم المريخ الذى أصبح أكثر إشراقًا فى الأشهر القليلة الماضية حيث يقترب من الأرض، وفى أوائل شهر ديسمبر سيصل المريخ إلى أقرب نقطة له على مسافة ستزيد قليلاً على 80 مليون كيلومتر . كوكب المشترى هو ألمع الكواكب الثلاثة ويحتل المريخ المركز الثاني.
وأشار التقرير إلى أن كوكب المشترى وزحل رائعين حتى من خلال تلسكوب صغير هذا الشهر، فعند رصد المشترى يمكن بسهولة رؤية ما يصل إلى أربعة من أكبر أقماره تظهر مثل"نقاط ضوئية" صغيرة تغير مواقعها باستمرار بالنسبة إلى المشترى وبعضها البعض.
وقال التقرير : يمكن أيضًا روية بعض أحزمة الغيوم الأكبر حجمًا التى تحيط بأكبر كوكب فى نظامنا الشمسي، و طبعًا دائمًا ما يكون زحل ونظام حلقاته جميلًا من خلال التلسكوب ويمكن أيضًا اكتشاف بعض أقمار زحل، وخاصة تيتان.
ويمكن أيضًا رؤية تفاصيل سطح المريخ باستخدام التلسكوب خاصةً التلسكوبات المتوسطة إلى الأكبر، البقع الداكنة على المريخ هى مناطق للنشاط البركانى القديم، وتعصف الرياح بالغبار السطحى النحاسى الأحمر على المريخ.
قد ترى أيضًا وديانًا هائلة وبراكين خامدة أكبر من أى براكين على الأرض والقبة القطبية البيضاء للمريخ، ومن الضرورى السماح للمريخ بالارتفاع فى السماء قبل رصده ليبتعد عن التأثيرات الضبابية لطبقة الغلاف الجوى السميكة للأرض على طول الافق وسيكون الوقت المناسب للبدء فى الرصد بين الساعة 10 و 11 مساءً.
وأشار التقرير إلى أنه من الجيد القيام بمراقبة طويلة ومستمرة للمريخ أو أى كوكب آخر حتى تتمكن العين من التكيف مع مستوى الضوء فى العدسات، كما يتيح لك روية او تصوير مناظر أكثر وضوحًا من خلال جزء أقل اضطرابًا فى غلافنا الجوي.
وشهب الأسديات السنوية ستبلغ ذروتها ليلة 17-18 نوفمبر وربما الليلة التالية فى 18-19، عمومًا بعد منتصف الليل هو أفضل وقت للبحث عن الشهب المتساقطة"،وسبب تسميتها لأن الشهب تنطلق ظاهرياً من أمام نجوم الأس لكن بالتأكيد يمكن رؤيتها فى جميع أنحاء القبة السماوية من موقع مظلم بعيد عن أضواء المدن، وهذا العام سيكون القمر فى السماء مع ذروة نشاطها وهناك بعض المؤشرات بأن نشاطها سيكون مرتفع فقد يتساقط المئات منها فى الساعة ولكن هذا مجرد احتمال.
فى نفس السياق، كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، عن أهم الظواهر والأحداث الفلكية لشهر نوفمبر 2022، موضحا أن هذا الشهر يشهد ستة اقترانات وزختين شهب و بدر وخسوف، وتقابل ومحاق .
وكشف تادرس : ومع يومى 17 - 18 نوفمبر، سنكون على موعد مع زخة شهب الاسديات، وهى زخة شهابية متوسطة يبلغ عدد الشهب فيها حوالى 15 شهاب فى الساعة، وتشتهر هذه الزخة الشهابية بان لها ذروة إعصارية كل 33 سنة حيث يمكن رؤية مئات الشهب فى الساعة الواحدة عند حدوثها، وقد حدث هذا الأمر أخيرا عام 2001، و تنتج شهب الاسديات من حبيبات الغبار التى يخلفها مذنب تمبل- تتل الذى تم اكتشافه عام 1865، و وتستمر هذه الزخة من 6 إلى 30 نوفمبر، وتبلغ ذروتها هذا العام ليلة 17 وفجر 18 نوفمبر
وسيحجب قمر التربيع الثانى العديد من الشهب الخافتة هذا العام باستثناء اللامع منها، و أفضل مشاهدة ستكون بعد منتصف الليل مباشرة من مكان مظلم تماما بعيد عن أضواء المدينة حيث تظهر الشهب كما لو كانت آتية من برج الأسد وهو سبب تسميتها، كما يمكن أن تظهر الشهب فى أى مكان أخر فى السماء
ومع يوم 24 نوفمبر، سنكون على موعد مع القمر الجديد (محاق جمادى الأول)، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها فى ذلك اليوم حيث يكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجه المظلم أو ظله مواجها للأرض، لذلك لن يكون القمر مرئيا فى السماء طوال الليل فى ذلك اليوم
وتعتبر هذه الليلة هى أفضل الليالى الليلاء خلال الشهر عموما والتى يفضلها الفلكيون كثيرا حيث يتم رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة
ومع نهاية الشهر فى 29 نوفمبر، سنشهد اقتران القمر و زحل، حيث يقترن القمر مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) للمرة الثانية خلال هذا الشهر، حيث يترائى عند دخول الليل فى هذا اليوم وحتى غروب زحل الساعة 10:00 مساءا تقريبا
وأشار تادرس إلى أن جميع مشاهدات الظواهر الفلكية ليس لها أى أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومى على الأرض باستثناء الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس مثل كسوف الشمس أو مرور كوكب عطارد أو الزهرة امام قرص الشمس حيث أن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا، أما باقى الظواهر الفلكية فتحدث ليلا أثناء غياب الشمس ومشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء .