يصدر عن دار هاشيت أنطوان / نوفل للنشر، في بيروت رواية "حائط خامس"، للشاعر والكاتب اللبناني عباس بيضون، وفيها يتتبع القارئ ثلاثة أصوات؛ الأول هو صوت الشيخ عبد الرحمن، العائد من النجف إلى جنوب لبنان. والثاني لصديقه الشاعر أنطوان، الذي يبحث عن هويته بين القرية والمدينة، وبين أصله البروتستانتي من جهة، وميله إلى الوجودية من جهة أخرى. وبينهما ثمة صوت ثالث هو صوت غريس، التي تحبهما كلاهما وتحتار في الاختيار بينهما.
تدور أحداث رواية "حائط خامس" في لبنان وتحديدا فى أواخر السبعينيات، في قرية وديعة اسمها "واصل"، عاش فيها المســلمون والمســيحيون جنباً إلى جنب، قبل أن ترتفع بينهما جدران الحرب فجأةً.
الحرب الأهلية اللبنانية
وعبر مسار الأحداث تحضر ويلات الحرب الأهلية اللبنانيــة بكثافــة، ولكن من زاوية شــخصية، وعبر قصص شــخصية، لأبطال فضّلوا أن يخوضوا معاركهم الخاصة، على هامش الحرب الكبيرة.
ومن أجواء رواية حائط خامس نقرأ معا:
"أنا أيضًا أنطوان. أنطوان الجامعة الأميركيّة وأنطوان واصل وأنطوان الـ"ولا شي"، كما سمّاني الشيخ عبد الرحمن، الذي رافقني إلى الساحة، وانتظر حتّى رآني أدير سيّارتي وأسوقها. ماذا سيكون الشيخ بعد رحيلنا عن المنطقة؟ لطالما أحبّ فكرة أنّ جداراً واحداً يرتفع بين الشيخ والقسّ. عندما قلت له إنّني "ولا شي" قال إنّه يحسدني. فهو عند نفسه شيء ثقيل، يحمله بصعوبة. الآن لا أعرف ماذا صار ذلك الشيء، بعد أن خلا الجانب الثاني من الجدار...".
عباس بيضون، شاعر وروائى وصحفى لبنانى، من مواليد عان 1945، يعد من أبرز الأدبية فى المشهد الثقافى اللبنانى، درس الأدب العربى فى جامعة بيروت العربية، وحصل على الماجستير فى الأدب من السربون الفرنسية، وأمضى حياته متنقلا بين باريس وبرلين وبيروت حيث يقيم الآن.
صدر لعباس بيضوت سبع روايات منها: "خريف البراءة" عام 2016، التى حازت على جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2017، بالإضافة إلى ما يزيد عن خمس عشرة مجموعة شعرية منها "الموت يأخذ مقاساتنا" عام 2008، والتى حازت على جائزة المتوسط للشعر عام 2009، وترجمت قصائده إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والكردية، وصدر له عن دار نوفل ديوانا "الحياة تحت الصفر" عام 2021، و"كلمة أكبر من بيت" عام 2022.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة