سيذكر التاريخ أن COP 27 التى احتضنتها مصر فى مدينة السلام بشرم الشيخ، هى نقطة الانطلاق نحو إنقاذ كوكب الأرض، منذ أن أطلقت مصر على القمة «قمة التنفيذ» لتبدأ فى المضى قدما نحو خطوات فعلية لحماية كوكب الأرض وإنقاذ حياة الكائنات الحية عليه، بعد 26 قمة كانت انعقدت قبل قمة 2022 بشرم الشيخ شهدت جميعها نقاشات ومباحثات واتفاقيات، فكانت لمصر كلمتها فى ضرورة البدء فى التنفيذ لتنتقل بخطة إنقاذ الأرض للتنفيذ.
جاءت توصيات قمة المناخ فى نسختها السابعة والعشرين، والتى أعلنها أمس الأحد، رئيس القمة، سامح شكرى، وزير خارجية مصر، بمثابة رسالة رسلام من مصر إلى كوكب الأرض، ولعل أبرز هذه التوصيات، إنشاء صندوق للأضرار والخسائر لمساعدة الدول المتضررة من تغير المناخ، وهى الخطوة التى انتظرتها البشرية على مدار 26 عاما مضت، منذ انطلاق قمة المناخ فى نسختها الأولى، ليصبح هذا الصندوق أول خطوة فى إنقاذ الحياة على كوكب الأرض، وإن اعتبرنا هذه التوصيات شاهدا على شىء فهى تشهد على نجاح القمة فى مصر فى ظل تحديات وظروف عالمية يمر بها الكوكب كفيلة بصنع فشل على فشل، لكن كان لمصر قرار فى استضافة القمة وإنجاحها تحت أى ظرف، وهذا النجاح لا تروج له مصر وإنما اعترف به كل من شارك فى القمة من رؤساء ووفود لمنظمات وجمعيات ومشاركين من كل أنحاء العالم.
الجميع أقر بنجاح القمة، وأنها كانت قمة استثنائية، رغم كل الظروف العالمية والاقتصادية، ورغم أيضا كل محاولات تشويه سمعة مصر ورسم صورة سيئة مغلوطة، وصلت لحد إطلاق الشائعات المغرضة والحملات الصحفية الممولة والحملات على السوشيال ميديا والهاشتاجات وتنظيم التظاهرات ضد مصر ومن قلة مأجورة فى دول العالم ودعوات خبيثة موجهة للمصريين من الخارج للتخريب إلا أن مصر استطاعت دون مجهود الرد على كل هذا التخريب دون جهد يذكر، فقط بالإخلاص فى العمل، وهى الخطة ذاتها التى تتصدى لكل محاولات الوقيعة بمصر كل مرة، وعلى مدار سنوات ماضية، مصر رسمت خطتها وقررت التنفيذ وتعمل بجهد لذا تنجح كل خطواتها أينما كانت واينما كان المجال، فلا يكتب لها سوى النجاح ولا تعرف سوى تقديم نموذج يشهد له العالم، وهو ما حدث فى قمة المناخ وما سيحدث فى قمم مقبلة سوف تحتل فيها مصر صدارة المشاهد طالما توافرت النية وتوافر لمصر من أبنائها المخلصين جيل لا يعرف سوى العمل والاجتهاد لرفعتها.
p