أكد الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة التابعة لمجموعة البنك الإسلامى للتنمية المهندس هانى سنبل، أن مصر تشهد نهضة غير مسبوقة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وقال سنبل – فى حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط بتونس، إن مصر تشهد تنفيذ برامج تنموية ضخمة بعضها بدأ يؤتي ثماره والبعض الآخر ستكون نتائجه ملموسة على المدى القصير والمتوسط، مضيفا أن ما يميز هذه البرامج أنها تشمل قطاعات مهمة وحساسة، ومنها قطاع الطاقة والطاقة المتجددة والمياه والإسكان والبنية التحتية وغيرها.
وتابع سنبل إن قطاع البنية التحتية فى مصر تحديدا شهد طفرة غير مسبوقة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مثل شبكة الطرق العملاقة وتوصيل الكهرباء إلى الأرياف ومشروع "حياة كريمة" والمشروعات الزراعية المختلفة، والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من المشروعات القومية الكبرى التي تنتقل بمصر إلى مصاف الدول التنموية .
ولفت الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، إلى أن مصر تعد شريكا استراتيجيا للمؤسسة، وأن المؤسسة قدمت لمصر حتى الآن حوالي 16 مليار دولار من التمويلات .
وأوضح أن التعاون بين المؤسسة والحكومة المصرية بدأ منذ فترة طويلة، حيث تعد مصر من أوائل الدول التي تعاونت مع المؤسسة في مجالات عديدة ، مضيفا : " ولذلك قطعنا شوطا كبيرا للغاية في مسيرة هذا التعاون، ونحن الآن بصدد تنفيذ المرحلة الأخيرة من الإتفاقية الإطارية الخامسة، والتي ساهمت في توسيع نطاق التعاون في العديد من البرامج التنموية المهمة" .
وأضاف سنبل أنه على هامش الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية التي عقدت مؤخرا في شرم الشيخ، تمت الموافقة على زيادة الحد الائتماني للاتفاقية الإطارية من 3 إلى 6 مليارات دولار، وذلك لمساعدة مصر على الوفاء باحتياجاتها التمويلية خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن المؤسسة تهدف حاليا لتنويع المحفظة المالية لمساعدة القطاع الخاص والمؤسسات المالية في مصر، وهو ما سيتضمنه برنامج التعاون لعام 2023.
وتوجه بالشكر للحكومة المصرية على مساعدتها ومساندتها الدائمة لمشروعات المؤسسة، وقال : " ونحن محظوظون لأن تمثل الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية موقع محافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، والتي لا تدخر جهدا في سبيل تعزيز التعاون مع المؤسسة في العديد من المجالات" .
وعن أوجه التعاون بين المؤسسة ومصر في قطاع الطاقة.. أوضح سنبل أن هناك شراكات قديمة بين المؤسسة ووزارة البترول، وتم تعزيز هذا التعاون خلال السنوات الأخيرة في ضوء ما تبذله مصر من جهود ضخمة في هذا القطاع الحيوي، مضيفا : "أصبحت هناك فرص كبيرة للاستثمار في قطاع البترول بمصر، خاصة مع الاستكشافات البترولية الأخيرة والمشروعات الجديدة الخاصة بزيادة انتاج البترول والغاز، وهو ما يؤكد أن هناك استراتيجية واضحة وقوية لدى قطاع البترول المصري" .
وتابع سنبل : " ونحن في المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة بدأنا في المساهمة لتوفير ما يحتاجه قطاع البترول في مصر من مواد خام رئيسية، والمساعدة في تصدير المنتجات البترولية المصرية للخارج ، فضلا عن التعاون في قطاع البتروكيماويات ، فنحن سنويا لدينا محفظة مالية كبيرة مع قطاع البترول في مصر"، لافتا إلى أن المؤسسة ستلعب دورا كبيرا خلال العام المقبل والفترة المقبلة لتعزيز الصادرات المصرية للخارج، خاصة ما يتعلق منها بقطاع الطاقة من خلال توفير اعتمادات مستندية أو من خلال تعزيز الاعتمادات لدى البنوك الأجنبية .
وعما شهده القطاع المالي في مصر من إصلاحات خلال الفترة الأخيرة، قال سنبل إن هذا القطاع يشهد إصلاحات كبيرة ساعدت في تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبرى على كامل ربوع أرض مصر، مضيفا : " وهناك أيضا إصلاحات كبيرة لتحفيز المستثمرين الأجانب للاستثمار في مصر ، ومن بينها التشريعات القانونية التي توفر الضمانات اللازمة لهذه الاستثمارات" .
وتابع الرئيس التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، أنه ما لبثت بعض الدول العربية والإسلامية أن تتعافي اقتصاديا من جائحة كوفيد-19، حيث وصلت نسب النمو في بعضها إلى 5 و6 و 7 % ، حتى جاءت الحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في كبح جهود التعافي، والمؤسسة من منطلق دورها كمؤسسة مالية تنموية تقف إلى جانب العديد من هذه الدول، مضيفا : "وفي هذا السياق أثمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح مؤتمر قمة المناخ بشرم الشيخ بالدعوة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية" .
وعن مدى التقدم في برنامج "جسور للتجارة العربية الإفريقية" الذي أطلقته المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة عام 2017 ، أوضح سنبل أن البرنامج بدأ عمله منذ عام 2017 برعاية الملك محمد السادس عاهل المغرب، وتوسع في نشاطاته بالعديد من الدول العربية والإفريقية، ويركز على أربعة قطاعات أساسية هي التجارة والاستثمار والبنية التحتية والتأمين، وجميعها مكملة بعضها البعض .
وأشار إلى أن ما يميز البرنامج هو أنه متعدد الشراكات، فلا يقتصر فقط على مجموعة البنك الإسلامي، ولكن تجمعه أيضا شراكات مع البنوك الآخرى مثل البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير والمصرف العربي لتنمية إفريقيا ، وفي كل عام يزداد عدد الشركاء والأعضاء، مضيفا أنه يتم حاليا دراسة تحويل هذا البرنامج إلى مؤسسة .
ولفت سنبل إلى أن مصر تعد من أهم الشركاء في برنامج "جسور" ، وقال : " مصر دائما تمثل عمقا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا كبيرا في العمل العربي والإسلامي المشترك، فمصر دولة تشغل أهمية كبرى في عالمنا العربي والإسلامي، فمصر كانت ولا تزال دائما صمام الأمان في العديد من القضايا بالمنطقة العربية، وعلاقات مصر بكل الدول الأعضاء بالمؤسسة علاقات متميزة، ولم تبخل مصر في تقديم الدعم والمعونة والاستشارة لمجموعة البنك الإسلامي في أي وقت" .
وأضاف سنبل : " وتلعب مصر كذلك دورا إقليميا واقتصاديا مهما للغاية، ولذلك فنحن في المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة نتطلع دوما لتصبح مصر في المقدمة، لأنها دائما ما تكون في صدارة الداعمين، وهو ما يمنحنا الحافز لتقديم المزيد من التمويلات، فضلا عن الجدية والمهنية في التعامل لما تملكه من إدارة مالية على مستوى متميز، كما أن مصر لم تخل يوما بإلتزاماتها المالية تجاه المؤسسات التنموية، ولذلك فمصر دائما وأبدا سباقة، ونحن سنكون دائما شركاء استراتيجيين لهذا البلد الكبير" .