أكد اليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، أن خطة العمل بشرم الشيخ تؤكد التزام المجتمع الدولي بالحفاظ على متوسط درجة الحرارة العالمية من الارتفاع إلى ما دون درجتين مئويتين.
وفقًا لأحدث تقرير للمرجع العالمي لعلوم تغير المناخ، الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن هذا يتطلب "إجراءً فوريًا لتقليل العرض والطلب على الوقود الأحفوري"، و"للانتقال إلى الطاقة المتجددة على نطاق واسع والاستثمار في خفض الكربون".
وأضاف ممثل الأمم المتحدة خلال الموتمر الاقتصادى الأهرام، أن الاتجاه العالمي للانتقال إلى الطاقة المستدامة سيظل مدفوعًا بالتقدم غير المسبوق في تقنيات الطاقة ويفتح هذا الاتجاه فرصاً كبيرة أمام الاستثمارات الأجنبية في البلدان النامية.
وفي هذا الإطار فتحت الحكومة المصرية فرصا هائلة، حيث وقعت اتفاقيات خلال COP27 لتعزيز الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، بما في ذلك اتفاقية تاريخية لنشر 10 جيجا وات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 ، مع توفير 5 جيجا وات من المرافق غير الفعالة التي تعمل بالغاز.
وأثني على مصر لإصدارها تقرير المساهمات المحددة وطنيا المحدث قبل COP27 و الذى يتضمن هذا التقرير أهدافًا طموحة لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في الطاقة الكهربائية لتصل إلى 42٪ بحلول عام 2035 ، وخفض الانبعاثات من قطاع الكهرباء بنسبة 33٪، ومن الغازات المصاحبة للنفط والغاز بنسبة 65٪.
وأضاف أن هذا سيتطلب تحقيق هذه الأهداف عملاً جادًا ليس فقط من الحكومة المصرية ولكن أيضًا من شركائها في التنمية والقطاع الخاص، وفي هذا الإطار دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ فترة طويلة تحول الطاقة في مصر من خلال تعزيز كفاءة الطاقة وتقنيات الطاقة المتجددة اللامركزية الصغيرة.
قال ممثل الأمم المتحدة، إنه على سبيل المثال، تم بيع أكثر من 200 مليون مصباح LED في السوق المصرية منذ عام 2014 نتيجة للعمل المشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع وزارة الكهرباء المصرية بشأن تحول السوق إلى أنظمة الإضاءة الموفرة للطاقة.
واستكمالاً للبرنامج الوطني لتحويل تركيبات إنارة الشوارع إلى مصابيح LED ، أدت هذه الجهود المشتركة إلى تخفيضات كبيرة في استهلاك الكهرباء وانبعاثات غازات الدفيئة، ويعد تحول مصر إلى LED قد قلل من إجمالي استهلاك الكهرباء في البلاد بنسبة 10 % على الأقل، وهي علامة فارقة في الانتقال إلى الطاقة المستدامة.
ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أيضًا مع مركز تحديث الصناعة التابع لوزارة الصناعة على تعزيز أنظمة الطاقة الكهروضوئية الصغيرة على الأسطح.
ونما سوق الأنظمة المتصلة بالشبكة أكثر من خمسة أضعاف منذ أن بدأنا هذا المشروع في عام 2018 ، مما يشير إلى أن مصر تتجه نحو قصة نجاح جديدة في رحلة انتقال الطاقة.
وتابع ممثل الأمم المتحدة، أنه خلال الاستعدادات لاستضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين ، شجع وزير الكهرباء على استخدام الأنظمة الكهروضوئية في شرم الشيخ، وتضمنت هذه المبادرة تركيب أنظمة كبيرة محمولة على الأرض من قبل القطاع الخاص، وموقف سيارات كبير في مطار شرم بدعم من اليابان، ونظام كبير على السطح في مركز المؤتمرات بدعم من الاتحاد الأوروبي، وأكثر من 15 طاقة شمسية على الأسطح محطات مثبتة في الفنادق.
ويلتزم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمواصلة العمل مع وزارة البيئة ووزارة الكهرباء ومحافظة جنوب سيناء لزيادة تعزيز استخدام الطاقة الشمسية في شرم الشيخ وضمان استمرار المدينة في العمل كنموذج لانتقال الطاقة الخضراء في كل من مصر والخارج.
وباعتبار أن المؤتمر معني بقضايا الطاقة أتطلع لنقاشات ثرية بشأن تأمين مصادر الطاقة والتي لابد أن تضع في المقام الأول مراعاة ما نشهده من آثار سلبية لتغير المناخ.