يهدد الجفاف أمريكا اللاتينية، فى ظل انخفاض نسبة هطول الامطار وارتفاع درجات الحرارة، ويهدد نقص المياه دول أمريكا اللاتينية المحاصيل الزراعية والانهار والبحيرات، بالاضافة إلى نفوق الحيوانات والماشية، ما يؤدى إلى أزمة اقتصادية كبيرة للقارة مع ارتفاع الاسعار ونقص اللحوم والحبوب.
ففى الارجنتين، يهدد الجفاف ونقص المياه 56% من الابقار الموجودة بالبلاد ، وبذلك فإن هناك حوالى 30 مليون بقرة تتأثر بنقص هطول الامطار وتتعرض للعطش فى ثانى أكبر منتج للماشية فى أمريكا الجنوبية.
وقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إن الجفاف يجبر المنتجين على إرسال الماشية الى المسالخ بشكل سريع قبل ان يتعرضوا للوفاة بسبب نفص المياه ، وهو ما يؤدى الى نقص فى تربية العجول ، وهو ما قد يكون لع على المدى المتوسط تأثير على سعر اللحوم وتوافر المنتج فى الاسواق الداخلية.
وأشار تقرير أصدره سوق روزاريو للثروة الحيوانية فى الارجتنتين إلى أن الجفاف أثر على حوالى 22 مليون هكتار من المحاصيل تشمل ثلث المخزون الوطنى للأبقار.
وأوضح أن الوضع أصبح حرجا للغاية بسبب قلة الامطار ، واستنفاذ احتياطات المياه مع ارتفاع درجات الحرارة، وبهذه الطريقة ، سيعاني 30 مليون بقرة من آثار الجفاف، فى الوقت الذى لا يوجد لدى المزارع مراعى لتغذية الحيوانات ، حيث فى نوفمبر الماضى تم ذبج أكثر من مليون و19 الف رأس بقرة ، بزيادة 6% عن النسبة التى تم ذبحها فى أكتوبر.
وتشير توقعات خدمة الأرصاد الجوية الوطنية للفترة من ديسمبر 2022 إلى فبراير 2023 أن هطول الأمطار سيستمر في الانخفاض عن المعتاد في معظم نواة الزراعة في الأرجنتين ، والتي تشمل شمال مقاطعة بوينس آيرس وجنوب البلاد.
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن ظاهرة النينيا ستستمر حتى الشهر الثاني من عام 2023 مع احتمال بنسبة 75٪ ولن يحدث تغيير في الاتجاه إلا اعتبارًا من شهر مارس.
وفى المكسيك ، يؤثر الجفاف على ما يقرب من 40 % من الاراضى المكسيكية، حيث قالت خدمة الارصاد الجوية الوطنية إن المكسيك سجلت عجزا الشهر الماضى فى هطول الامطار بنسبة 13.3% مقارنة بالمتوسط التاريخى.
وأشار تقرير لخدمة الارصاد الجوية المكسيكية إلى أن 29.67٪ من سطح البلاد جاف بشكل غير طبيعي (D0) ، و 08.18 % يعانون من جفاف معتدل (D1) ؛ 1.39 % يعانون من الجفاف الشديد (D2) ؛ 0.15 % من الجفاف الشديد (D3) و 0.00 % مع الجفاف الاستثنائي (D4).
أما فى بيرو، فتعانى الدولة الواقعة فى امريكا اللاتينية ، من موجة جفاف شديدة تقضى على المحاصيل الزراعية، وعلى مياه البحيرات والأنهار، كما أنها أدت إلى نفوق مئات من الحيوانات، ولذلك فرضت خطة طوارئ 60 يوما، وفقا لخبراء من هيئة الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا الوطنية " سينامي".
وأشارت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية إلى أنه وفقا لسينامى فإن أكتوبر الماضى شهد غيابًا ملحوظًا للأمطار، مثلما حدث فى عام 1976، ولذلك فإن بيرو تمر بأسوأ موجة جفاف منذ 58 عاما.
وأوضحت الصحيفة أنه فى مواجهة الخطر الوشيك المتمثل فى نقص المياه، الناجم عن قلة الأمطار فى المرتفعات الجنوبية من البلاد، تم تحديد إعلان الطوارئ لمدة 60 يومًا.
وقال المدير الإقليمى للزراعة، خايمى هويرتا أستورجا، أن خطة طوارئ للجفاف والفيضانات والصقيع ودرجات الحرارة المنخفضة، حيث سيتم تنفيذ المشروع الذى تمت الموافقة عليه وجعله ممكنًا وفقًا لمواصفات حكومة أريكويبا الإقليمية، من خلال مركز عمليات الطوارئ الإقليمى (COER).
وفى منطقة أبوريماك، جفت 4 بحيرات بشكل تام، وأسوأ شيء هو أنه، وفقًا لسينامى، سيستمر الجفاف طوال شهر ديسمبر ولن يمطر إلا فى يناير، وإنها حالة طارئة يرى فيها ألبكويروس ورعاة الغنم، وهم يتألمون، ماشيتهم تموت من العطش.
أما فى بوليفيا، فيؤثر الجفاف على 189 الف هكتار من المحاصيل و140 الف اسرة، و أفاد وزير التنمية الريفية والأراضي ، ريمي جونزاليس ، أن الجفاف بسبب قلة الأمطار أثر على 189 ألف هكتار من المحاصيل في جميع أنحاء البلاد.
وأعلن "بحلول نهاية العام، سنقوم بحفر 120 بئراً في مختلف المجتمعات المتضررة من هذا الجفاف"، حيث انه من التداعيات المباشرة للجفاف ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية، هذا هو حال البطاطس التي وصلت في الأيام الأخيرة إلى تكلفة من 45 إلى 50 بوليس لكل عروبة.