تتعمق أزمة الطاقة فى أوروبا مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة وتصاعد حدة البرد فى المنازل، ولأول مرة يوفر الاوروبيين استهلاك مراكز التدفئة وذلك بعد أن وصلت تكلفة التدفئة حتى الان اكثر من تريليون دولار ولا يزال موسم الصقيع فى بدايته.
وقالت صحيفة " لابانجورديا" الإسبانية فى تقرير لها إن الدول الاوروبية بدأت تلجأ الى اساليب وطرق جديدة لتوفير استهلاك الطاقة، وكل ذلك بسبب تداعيات مشاركة اوروبا فى الحرب الروسية الأوكرانية .
وبعد أن اختنقتها أزمة الطاقة ، دخلت أوروبا في وضع الادخار، والتوفير، ولذلك لجأت دول الاتحاد الاوروبى إلى اتخاذ تدابير جديدة لتوفير الاستهلاك مع بداية فصل الشتاء وموجات الصقيع .
العيش بدون تدفئة
في بلجيكا ، على سبيل المثال ، أصبح السكان يعيشون بدون تدفئة ، ويضطرروا الى العيش بدون اى وسائل للتدفئة مع زيادة قطع الملابس حتى يشعروا بالدفء.
توزيع البطانيات
الأساليب الأخرى أكثر تقليدية إلى حد ما. مثل توزيع الألحفة والبطانيات في تونير ، وهي مدينة في وسط فرنسا ، من قبل المسؤولين المحليين على السكان الذين اضطروا إلى خفض التدفئة لتغطية نفقاتهم.
وفي فنلندا لا يوجد مال لحلبة التزلج على الجليد، حيث أصبحت حلبة التزلج على الجليد فارغة ومظلمة وهى قصة أخرى لتوفير الطاقة، واضطر فريق الهوكي من مدينة أولو الواقعة جنوب الدائرة القطبية الشمالية إلى التدريب في حلبة تزلج عامة في الهواء الطلق. هذه هي الرياضة الأكثر شعبية في البلاد وقد تأثرت العديد من الفرق.
وسيتم التحقق من فعالية هذه الاختبارات في الوقت الفعلي في نهاية فصل الشتاء.
يشير تقرير لموقع أويل برايس أحد المواقع المتخصص في الطاقة إلى أن ارتفاع تكاليف الطاقة بمقدار 1.06 تريليون دولار يعد 6% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي للاتحاد الأوروبي، وهذه النسبة تعتبر هائلة بكلّ المقاييس إلى جانب ذلك يقول خبراء إن الدعم الحكومي الهائل يمكن أن يؤخر التكيف مع توازن أسعار جديدة ويخلق الحاجة إلى مزيد من الدعم وإذا ما تعذر ذلك، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى "صفقة كبرى" لتشجيع المدخرات وزيادة العرض في نفس الوقت، وستحدد الأشهر السنة الأولى والثانية المقبلتين، وفق تحليلات أويل برايس ما إذا كانت أوروبا ستكون قادرة على التعامل مع أزمة الطاقة دون الاضطرار إلى اللجوء إلى التقنين الإلزامي أو دون فقدان الكثير من القدرة التنافسية للصناعة.
المصادر المتجددة افضل الحلول
وتحاول اوروبا انهاء أزمة الطاقة ، ولذلك وافقت المفوضية الأوروبية، على خطة لدعم الطاقة المتجددة بقيمة 28 مليار يورو، والتى تقدمت بها ألمانيا بهدف تسريع وتيرة التوسع في استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وبحسب المفوضية ستحل هذه الخطة محل المخطط الحالي لدعم الطاقة المتجددة، وستكون سارية حتى عام 2026، وتهدف الخطة لتحقيق هدف ألمانيا المتمثل في إنتاج 80% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
وقالت مفوضة شؤون المنافسة بالاتحاد الأوروبي مارجريت فيستاجر: "ستسهم خطة قانون الطاقة المتجددة الألماني 2023 في تسريع وتيرة الحد من استخدام الكربون في إنتاج الكهرباء".
وسيكون التوسع في إنتاج الطاقة النظيفة ضروريا لتحقيق هدف ألمانيا المتمثل في التخلص نهائيا من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2045، علاوة على سد جانب من الفجوة في إمدادات الطاقة التي حدثت بعد قطع روسيا معظم إمداداتها من الغاز إلى أوروبا هذا العام.
تقبل قطاع الطاقة الشمسية في أوروبا رقمًا قياسيًا جديدًا خلال عام 2022، عبر إضافة 41.4 جيجاواط إلى مزيج الطاقة على مستوى دول الاتحاد.
وسجلت إيطاليا عام 2022 ، زيادة فى مصادر الطاقة المتجددة ،و نمت محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية في إيطاليا 1.98 جيجاوات (GW) ، بزيادة قدرها 146.0 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسبما قالت صحيفة "الجورنال" الإيطالية.
وفقًا لآخر تقرير صادر عن مرصد الاتحاد الوطني للشركات الإلكترونية والكهربائية (ANIE) ، فإن الزيادة التي شهدتها مصادر الطاقة الكهروضوئية تبرز بشكل خاص ، حيث تم تركيب 1.57 جيجاوات في تلك المرحلة.
يشير التحليل ، الذي نُشر يوم الأربعاء على الموقع الرقمي المتخصص Solarwatt ، إلى أنه مع النمو المستدام للمصادر المتجددة ، وخاصة محطات الطاقة الشمسية ، يمكن أن تنهي إيطاليا العام بما يصل إلى 2.6 جيجاواط من الطاقة الكهروضوئية ويمكن أن يصل الإجمالي المتراكم إلى 24.0 جيجاواط.
وتشير الدراسة إلى أن توليد طاقة الرياح يظهر أيضًا اتجاهًا قويًا للنمو، مع 381 ميجاوات من الطاقة المركبة الجديدة ، ومن بين هذه المرافق، فإن تلك التي تزيد طاقتها عن 1.0 ميجاوات تمثل 88.0 بالمائة من الإجمالي.
وأضاف المصدر أن الحكومة الإيطالية تخطط لزيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 55.0 % من إجمالي التوليد بحلول عام 2030 ، والمساهمة في هدف الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، والذى سيعزز نمو هذا القطاع في السنوات المقبلة.
