في بداية كل عام يعيد كلا منا ترتيب أموره ويبحث عن بداية جديدة، ومن أهم الأشياء التي يجب المحافظة عليها في الحياة هي علاقتك بأسرتك واستقرار حياتك الزوجية، وهو ما يحتم على الزوجين بذل المزيد من الجهد، فلا توجد علاقات محصنة ضد الخلافات الزوجية ووقوع الجدالات، وإنما المشكلة تمكن في طريقة حلها، والتغلب على أي خلل يحدث بين الزوجين، فالاحترام المتبادل كفيل بإنهاء أي صراع في بدايته، والسيطرة على تأزم الأمور، وفقدان السيطرة على الانفعالات، حتي لا يقع الزوجين في فخ الخلافات التي من الممكن أن تهدد زواجهما وتجعلهما في مرمي محكمة الأسرة وملاحقين بدعاوي كثيرة أبرزها -النشوز والطاعة والنفقات بأنواعها والرؤية والطلاق والحبس حال التخلف عن الوفاء بالالتزامات الواجبة عليهما.
وخلال السطور التالية نبرز أهم الأسباب التي تدفع الزوجات والأزواج للهروب من عش الزوجية، وبعض النصائح من الخبراء لتجنبها وذلك لحماية الزوجين ومساعدتهم لتجنب شبح الطلاق.
تجنب التناحر الأسري
الخلافات الزوجية تنشب بين الزوجين، عندما يتناسوا العشرة والحب والمودة والرحمة التي كانت بينهما، أبرز ما قاله المختص بالشأن الأسري وليد خلف، ليؤكد:"يبدأ التناحر الأسري بين الزوجين حال غياب التفاهم، لذا معظم القضايا التي تنظر أمام محاكم الأسرة السبب الرئيسي بها هو رفض الزوجين للنقاش وإصرار كلا منهما على موقفه ووجهه نظره، لتطفو على السطح الاتهامات متبادلة، وتزداد حدة الخلافات بين الأزواج والزوجات، في ظل اتهام الأزواج للزوجات بالمبالغة، وترد الزوجات باتهام الأزواج بالاهمال والتخلي عن المسئولية .
ويوضح المختص بالشأن الأسري أن القانون يعطي عدة حقوق للزوجة وأولادها بعد حدوث الطلاق، ويحدد أجر المطلقة الحاضنة مقابل حضانتها للصغار بحسب مفردات المرتب وما يتقاضاه الزوج من دخل، بالإضافة لأجر رضاعة، ونفقة للصغار، مصروفات علاجهم والمصروفات الدراسية والمصروفات الخاصة بالملابس، وبدل الفرش والغطاء، وذلك شرط أن تقدم الزوجة أو السيدة المطلقة إيصالات وفواتير كمستندات يثبت إنفاقها تلك المصروفات حتي تستردها من زوجها.
وتابع:" وتنص المادة 18 مكررا ثانيا من القانون 25 لسنة 1929 المعدل بالقانون رقم 100 لسنة 1985 من قانون الأحوال الشخصية على أن: "الأب ملزم بنفقة أولادة بقدر يساره من مأكل وملبس ومسكن وغير ذلك".
ويؤكد المختص:" تعتبر نفقة الزوجة أو الأبناء دينا على الزوج من تاريخ امتناعه عن الإنفاق مع وجوبه، بحيث لا تسقط إلا بالأداء أو الإبراء، ويعتبر دين نفقة الزوجة له امتياز على جميع أموال الزوج".
السيطرة على الانفعالات
ومن جانبه قال أحمد عمر المختص بالعلاقات الزوجية، إنه يجب على الزوجين السيطرة على الانفعالات حتي لا تزداد المشكلات بينهما، وتقديم وجه النظر بصورة ودودة، والابتعاد عن استخدام الألفاظ المسيئة حال وقوع الجدال، وتجنب الصوت العالي والبعد عن الصراخ، والبحث عن الاحترام، وتجنب تفكير كلا منهم في نفسهم وتجنب الإنانية، ومحاولة استغلال أي فرص للتقارب، والمشاركه حتي لا يصل الطرفين بخلافهم إلى اللامبالاة وإحداث الفجوة بينهما.
وتابع:" أنصح أي زوجين بالتحلي بالخصوصية فحل القضاء على المشاكل يكمن بعدم إقحام أي طرف ثالث في حياتكما الزوجية، وكتمان المشكلات الخاصة بعيدا عن الأهل أو الأصدقاء، ووضع حدود مع الأخرين فيما يخص علاقتكما الزوجية دون أن تصدمي بأحد من الأقارب أو من يظنون نفسهم أصدقاء".
قضايا بـ"أروقة محاكم الأسرة"
وبداخل محاكم الأسرة توجد الكثير من الدعاوي التي قدمها زوجين وقوعوا في دوامة الخلافات الأسرية لتقول أحدي الزوجات أثناء إقامتها دعوي طلاق للضرر، ضد زوجها، واتهمته فيها بالتسبب لها بالضرر المادي والمعنوي:"ضربنى زوجي، واتهمني بالإهمال في رعاية أطفالى، وقام بسبي وقذفي أمام الجميع، وفقاً اشهادة الشهود والمستندات التي تقدمت بها للمحكمة والمرفقة بالبلاغ المحرر ضده"
وأشارت الزوجة:" بعد 4 سنوات زواج وخلافات مستمرة، بسبب تدخل عائلته في حياتي وطمعهم في المبالغ المالية التي أتحصل عليها من عملى، وعندما أعترض أعنف علي يدهم مما خلق مشاكل بيننا، بسبب طلبي من زوجي بوضع حدود للعلاقة ومن هنا وبدأ انهيار زواجنا، لعدم تحملى تصرفاته الجنونية التى وصلت لإهانتي أمام أصدقائي".
وقضية أخري قالت فيها إحدي الزوجات التي طالبت بضم حضانة، أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، بعد إساءة زوجها لها وزواجه واختفائه وتضليلها على يد أهله، ومنعها من دخول شقتها، وحبسها بـ"بيت العائلة"، وإرغامها على توقيع تنازل عن حقوقها:"هجرنى زوجى منذ ما يزيد عن عام ونصف العام، ورفض الإنفاق على أطفاله، لأكتشف بعدها زواجه، وعندما أقمت ضده دعاوى نفقات وطالبت بحبسه اختفى، وحرمنى من أطفالى ومنحهم لأهله".