أدونيس.. هكذا يعرف العالم الشاعر السورى على أحمد سعيد إسبر، الشهير بهذا اللقب اليونانى، الذى ولد فى مثل هذا اليوم، الأول من يناير لعام 1930، في قرية القصابين التابعة لمدينة جبلة في سوريا.
يعد أدونيس المرشح العربى الدائم لنيل جائزة نوبل فى الآداب - هكذا يتمنى العرب - حيث إن أسماء المرشحون لنيل الجائزة لا يتم الإعلان عنها من قبل الأكاديمية السويدية، إلا بعد مرور 50 عامًا على تقديمها، فكلما جاء شهر أكتوبر من كل عام تلتف الأنظار نحو أدونيس والجائزة، وحتى يومنا هذا لم يتحقق حلم ابن القصابين والعرب أيضا بحصوله على الجائزة، لكنه يحظى بمكانة كبيرة فى العالم العربي والأجنبي.
فى طفولته تأخر على أحمد سعيد إسبر فى دخول المدرسة، فتعلم على يد والده، الذى علمه القراءة والكتابة وحفظ الشعر، ومن هنا عرف طريقه إلى كتابة الشعر وهو فى عمر صغير، وعندما بلغ الثالثة عشر من عمره ألقى قصيدته الوطنية الأولى أمام الرئيس شكرى القوتلى، الذى أُعجب به وبأدائه كثيرًا، بعد ذلك قدمت له الدولة منحة للدراسة فى المدرسة العلمانية الفرنسية فى طرطوس.
فى عام 1954 حصل أدونيس على إجازة فى الفلسفة من جامعة دمشق، لكنه لم يتوقف هنا بل استمرَّ بالتقدم وحصل فى عام 1973 على شهادة دكتوراه فى الأدب من جامعة القديس يوسف في لبنان.
وفى عام 1956 انتقل إلى لبنان والتقى بالشاعر يوسف الخال، وتعاونا معا فى إطلاق مجلة شعر في بداية العام التالي. وفى ستينيات القرن الماضى أصدر ديوان الشعر العربى المؤلف من ثلاثة أجزاء، كما قدم عدة ترجمات فى بدايات السبعينيات منها حكاية فاسكو والسيد بويل ومهاجر بريسبان وسهرة الأمثال.
وفى عام 1969 بدأ بإصدار مجلة مواقف والتى استمرت حتى عام 1994، خلال هذه الفترة كتب أدونيس العديد من القصائد التي تركت أثر كبير في الشعر المعاصر، وفي عام 1988 أصدر من دار الآداب في بيروت عدة قصائد مشهورة منها أغاني مهيار الدمشقي وكتاب التحولات والهجرة في أقاليم الليل والنهار ومفرد بصيغة الجمع.
فى عام 1994 قدم ديوان أبجدية ثانية وطبعها فى دار توبقال للنشر فى الدار البيضاء بالمغرب، كما أصدر بنفس العام كتاب بعنوان The Pages Of Day And Night، وبعد عامين أطلق من دار المدى للنشر في دمشق قصيدة بعنوان مفردات الشعر.
واستمر إبداع الشاعر أدونيس فى مطلع القرن الحادى والعشرين وأصدر العديد من الكتب الشعرية منها كتاب أول الجسد آخر البحر وكتاب تنبأ أيها الأعمى فى عام 2003، وكتاب المحيط الأسود فى عام 2005 والذى جمع فيه مقالات ودراسات تُعبر عن آرائه فى قضايا مهمة مثل الدين والوطن والوجود وغيرها.
فى عام 2003 وبعد غياب دام خمسين عام عن وطنه سورية عاد أدونيس إلى أرض الوطن وألقى قصيدة تحولات الصقر في أمسية شعرية حضرها جمهور كبير بقصر العظم في دمشق. وفي عام 2012 أصدر ديوانًا شعريًا تحدث فيه عن القدس المحتلة بين الماضي والحاضر وكان بعنوان كونشيرتو القدس. كما نشر كتاب بعنوان غبار المدن بؤس التاريخ في عام 2015.
خلال مسيرته الإبداعية فاز أدونيس بالعديد من الجوائز والأوسمة ومنها جائزة جان مارليو للآداب الأجنبية في عام 1993 من فرنسا، وجائزة البحر المتوسط للأدب الأجنبي في باريس، وجائزة المنتدى الثقافي اللبناني في عام 1997.
في عام 1998 فاز بجائزة الإكليل الذهبي للشعر في مقدونيا والتي تُعتبر من أهم الجوائز الأدبية للشاعر. وبنفس العام حصل على جائزة نونينو للشعر في إيطاليا. كما أنه أول شاعر عربي يحصل على جائزة غوته في عام 2011 في فرانكفورت.