كان عام 2022 عام التغيرات في سوق الذهب المحلي، بعد عدة اضطرابات وتحركات في سعر المعدن الثمين متأثرا بالحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك التغيرات في أسعار العملة بالسوق المحلي ، وفي السطور التالية نرصد تحركات أسعار الذهب خلال 2022، حيث تسببت مستويات التضخم غير المسبوقة في صعود الذهب في كافة الاسواق العالمية ومنها السوق المصري، كما فشلت اتجاهات ارتفاع أسعار الفائدة في كبح صعود سعر الذهب
ورصدت "gold Bullion"، إن أسعار الذهب في السوق المصري ارتفعت بنسبة 107.8% خلال عام 2022 حيث فتح الذهب على سعر 799 جنيها للجرام لعيار 21 وأغلق السوق عند 1660 جنيها تقريبا بنهاية العام، وذلك بسبب التغيرات التي شهدتها أسعار العملة المحلية"الجنيه" أمام العملات الأخرى وحدوث ارتفاع في سعر الدولار ليتحرك من 15.70 جنيه إلي مستويات 24.60 جنيه تقريبا، وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الطلب على الذهب عالمياً.
وأضاف التقرير، أن أول شهرين من 2022 شهد سوق الذهب حركة طبيعية في سعر المعدن الأصفر ومع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن إجراء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا في 24 فبراير 2022 اتجهت أسعار الذهب في السوق المحلي إلي زيادة مستمرة لتصل الأسعار إلي مستويات 835 جنيها ثاني أيام انطلاق الحرب في أوكرانيا.
وأشار التقرير إلى أنه مع إعلان البنك المركزي خفض سعر الجنيه بنسبة 15% خلال مارس 2022 اتجهت أسعار الذهب إلي مرحلة جديدة ودخل سعر الذهب في السوق للمرة الأولي إلي مستويات 1000 جنيها للجرام، بعد عدة قفزات ملحوظة وصلت بالأسعار لمستوى 1100 جنيها قبل أن تعاود وتستقر عند 985 جنيها عند نهاية مارس.
وتابع تقرير gold Bullion، أنه على مدار شهر أبريل 2022 ظلت الأسعار تتأرجح بين مستويات ألف جنيه للعيار 21 إلي مستويات 1150 جنيها للجرام لأول مرة في تاريخ تسعير الذهب بالسوق المصري، لندخل بعد ذلك مرحلة جديدة وصلت بسعر المعدن بعض إضافة المصنعيات إلي أكثر من 1200 جنيها خلال شهر أبريل 2022 ، مع الطلب المستمر على الذهب من قبل المستهلكين.
واستطرد التقرير، أن سعر الذهب كان على موعد مهم خلال شهر مايو 2022 وتحديداً يوم 7 مايو بتسجيل الأسعار 1200جنيها للجرام بدون إضافة مصنعية، ولأول مرة نشهد توقف لعمليات تسعير الذهب بسبب الطلب المرتفع والمضاربة على الذهب، ثم تهدأ الأمور قليلاً في السوق ونشهد تراجع عقب توقف عدة شركات عن بيع الذهب الأمر الذي تسبب في هبوط الأسعار إلي 1100 جنيها منتصف شهر مايو، لتواصل الأسواق هدوءها مسجلة 1050 جنيها للجرام يوم 20 مايو، ويظل السعر متذبذب حتى أغلق عند 1030 جنيها.
وأوضح تقرير gold Bullion، أن الأسبوع الأول من شهر يونيو 2022 شهدت الأسواق حالة من الهدوء وتراوحت أسعار الذهب بين 1010 إلي 1025 جنيها، ثم هبطت الأسعار إلي 990 جنيها تقريباً منتصف الشهر، وتظل حركة الأسعار محدودة حتى نهاية الشهر لتغلق أسعار الذهب خلال يونيو 2022 عند مستويات 993 جنيها.
وأكد التقرير أن الربع الأول من شهر يوليو 2022 شهد مستويات منخفضة لأسعار الذهب لتتراوح بين 990 إلي 1005 جنيها لعيار 21، ثم سجلت الأسعار هبوط ملحوظ منتصف الشهر وحتى يوم 20 يونيو شهدت الأسعار هبوطاً إلي 980 جنيها ثم تواصل الأسعار تذبذبها وتغلق عند 1016 جنيها تقريبا.
وذكر التقرير، أن شهر أغسطس 2022 شهد بداية الارتفاع مرة أخرى للذهب لتصل الأسعار إلي 1075 جنيها للجرام من عيار 21 وسجلت الأسعار مستويات قريبة من هذا السعر حتي الثلث الأخير من الشهر لتغلق أسعار الذهب عند 1090 جنيها، ثم تحركت الأسعار مع بداية سبتمبر 2022 لمستويات 1100 جنيها ثم واصلت الصعود إلي 1120 جنيها يوم 20 سبتمبر لتغلق الأسعار عند 1127 جنيها بنهاية سبتمبر 2022.
وكشف التقرير، أن سعر الذهب خلال الأسبوع الأول من أكتوبر 2022 تراجع إلي 1080 جنيها، ثم تحركت الأسعار إلي 1120 جنيها منتصف الشهر ، وتذبذب السعر بين 1110 إلي 1130 جنيها حتى الأسبوع الأخير من الشهر وقبل الأغلاق قفزت الأسعار لمستويات 1200 جنيها لعيار 21 بنهاية أكتوبر 2022، ثم واصلت الأسعار تحركها في الأسبوع الأول من نوفمبر 2022 إلي مستوي 1225 جنيها، ليدخل الذهب مرحلة جديدة من التسعير لتظل الأسعار فوق 1250 جنيها ثم واصلت الأسعار قفزتها إلي مستوى فوق 1400 جنيها لعيار 21 في الأسبوع الأخير من نوفمبر 2022 لتغلق أسعار الذهب عند 1475 جنيها بمستوي قياسي جديد.
وكشف التقرير أن سعر الذهب في السوق المصري ارتفع بنسبة 10.7% خلال شهر ديسمبر 2022، إذ تحركت أسعار الذهب من مستويات 1500 جنيها لعيار 21 مطلع الشهر إلى مستويات 1660 جنيها بنهاية ديسمبر ، عقب مضاربات كبيرة كبيرة منتصف شهر ديسمبر حيث قفزت الأسعار لمستويات تاريخية 1850 جنيها ثم انخفضت لتغلق بنهاية 2022 عند 1660 جنيها.
أسعار الذهب 2023
يرى يورغ كينر كبير مسؤولي الاستثمار لدى Swiss Asia Capital أن سعر الذهب قد يقفز في 2023 إلى 4000 دولار للأونصة، وقال كينر، إن زيادة معدلات الفائدة والمخاوف المتعلقة بالركود تبقي على تقلبات السوق، مما قد يدفع سعر الذهب عند مستوى يتراوح ما بين 2500 دولار و4 آلاف دولار للأونصة في وقت ما العام المقبل.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالات الانباء العالمية: هناك فرصة جيدة لأن يشهد سوق الذهب تحركاً كبيراً، فالسوق لن يشهد مجرد ارتفاع بنحو 10% أو 20% لكنه سيحقق ارتفاعات جديدة حقاً وتوقع أن تشهد العديد من الاقتصادات ركوداً بسيطاً في الربع الأول من 2023 مما قد يدفع البنوك المركزية لإبطاء وتيرة التشديد النقدي ويجعل الذهب أكثر جاذبية، كما شدد على مسألة أن المعدن الأصفر هو الأصل الوحيد الذي يمتلكه كل بنك مركزي.
ووفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي، اشترت البنوك المركزية 400 طن من الذهب في الربع الثالث من العام 2022 وهو أكثر من ضعف المشتريات القياسية التي سجلتها البنوك في نفس الفترة من 2018 عند 241 طن.
كما شدد كينر على أهمية حيازة الذهب في ظل استمرار ارتفاع التضخم في العديد من أنحاء العالم، مضيفاً: الذهب هو وسيلة جيدة للغاية للتحوط ضد التضخم وخلال فترات الركود التضخمي ويشكل إضافة رائعة للمحفظة.