تعتبر غابات الأمازون التى تمتد عبر تسعة بلدان، من أكثر المناطق التى تأثرت بشدة بالتغير المناخى، والتى أصبح يطلق عليها "الميراث الملعون"، حيث إنها تمثل أكبر التحديات التى يواجهها الرئيس البرازيلى المنتخب لويس ايناسيو لولا دا سيلفا.
وتعهد تعهد الرئيس البرازيل الجديد ، بإنقاذ غابات الأمازون التى تدهور حالها كثيرا فى عهد سلفه، جايير بولسونارو، وهو ما لقى ترحيبا واسعا بين البرازيليين ولدى خبراء مكافحة تغير المناخ فى العالم، حيث أنه بإنقاذ الأمازون سيساهم فى الحد من تغير المناخ والأزمات الناجمة عنه.
وكانت أول قرارات دا سيلفا أمس بعد ساعات من توليه منصب الرئيس للمرة الثالثة، إعادة تنشيط ما يسمى صندوق أمازون، الذي تم إنشاؤه بتبرعات من ألمانيا والنرويج للمساهمة في حماية الأمازون والذي تم تعليقه بقرار بولسونارو في عام 2019.
ويبلغ حجم هذا الصندوق حاليا نحو 600 مليون دولار ستنقذه الحكومة الجديدة وتستخدمه في البرامج التي ستحددها وزارة البيئة.
وكانت ألمانيا أولى الدول التى رحبت بهذا القرار، وعادت ألمانيا مجددا لدعم منطقة الأمازون من خلال تمويل مشاريع للحفاظ على غابات الأمازون من خلال ما يسمى بـ "صندوق أمازون" الذى يمول مشروعات البناء للحد من إزالة الغابات والسيطرة على البيئة وذلك خلال عهد الرئيس الجديد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن بلاده ستستثمر مرة أخرى في منطقة الأمازون البرازيلية مع الحكومة الجديدة من خلال صندوق أمازون ، الذي يمول مشروعات البناء للحد من إزالة الغابات والسيطرة على البيئة، وفقا لصحيفة "الاونيبرسال".
وأكد شتاينماير مجددًا دعم ألمانيا لحماية الغابات الاستوائية نظرًا لأهميتها لسياسة المناخ الدولية ،وذلك خلال رحلته فى ماناوس عاصمة ولاية أمازوناس.
وبحسب الرئيس الألماني، الذي حضر حفل تنصيب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأحد، الماضى، فإن الاستثمارات المخطط لها في البداية تبلغ 35 مليون يورو (حوالي 37.38 مليون دولار).
أهمية الأمازون للمناخ
وفى الوقت التى تمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10% من إجمالى الكتلة الحيوية للكوكب، وفى المقابل فإن الغابات التى تمت إزالة شجرها ونباتها هى أكبر مصدر لانبعاثات الغاز الدفيئة، كما أن إزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تسخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة فى الغلاف الجوى وتزعزع استقرار المناخ.
وحذرت اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى "سيبال" إن منطقة الأمازون التى يُطلق عليها "رئة الأرض" فقدت 18% من غاباتها وهو ما ينذر بإطلاق ملايين الأطنان من غاز ثانى أكسيد الكربون، وستكون المشكلة هي "الميراث الملعون" - كما وصفه بعض دعاة حماية البيئة - الذي سيحصل عليه لولا بعد توليه الرئاسة ، ولكن هناك فرصة لإنقاذ المناخ من منع اطلاق هذه الملايين من الأطنان من الكربون.
هل سيستطيع لولا انقاذ رئة الأرض
كان الزعيم التقدمي ، لولا دا سيلفا، الذي أصبح رئيسًا للدولة للمرة الثالثة بعد أن حكم البرازيل بين عامي 2003 و 2010 ، قد واجه بالفعل واحدة من أعلى معدلات إزالة الغابات في ولايته الأولى ، والتي تمكن من تقليصها بنسبة 43.7٪ خلال فترة ولايته الأولى. أربع سنوات للحكومة والانتهاء من تقليصها بنسبة 80٪ في نهاية الثانية.
وكانت غابات الامازون في ثمانينيات القرن العشرين وتسعينياته، تمتص من الغلاف الجوى مليارى طن من ثانى أكسيد الكربون سنويًا، لكن هذه الكمية السنوية انخفضت الآن بنحو النصف.
وبلغ إجمالى إزالة الغابات فى البرازيل وبوليفيا وبيرو وكولومبيا حوالى مليونى هكتار، وتعتبر حالة الغابات، بشكل أساسى، أحد عوامل الخطر التى يمكن أن يكون لها تأثير كبير لأنه، بالإضافة إلى ذلك، فى حالة فقدان التنوع البيولوجى، سيتم إطلاق كمية هائلة من الكربون، والتى يتم تخزينها بين الغطاء النباتى والتربة، ويقدر أنها ستصل إلى 200 مليار طن.
وفقًا للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية فإن منطقة الأمازون تضم حوالى 7.4 مليون كيلومتر مربع تتقاسمها فنزويلا والبرازيل وكولومبيا وبوليفيا والإكوادور وبيرو وسورينام وجيانا، وهى منطقة بها احتياطيات مائية، وتنوع بيولوجى واسع وكتل كبيرة، تم فقد 18 % منها تمامًا.
وفى تقرير حديث، سجلت منطقة الأمازون البرازيلية 11062 حريق غابات في نوفمبر، أي ضعف ما تم الإبلاغ عنه في نفس الشهر من العام الماضي ، وهو أعلى رقم منذ عام 2019، حسبما ذكرت الحكومة البرازيلية.
حتى الآن من هذا العام ، تم تحديد أكثر من 112000 مصدر من مصادر الحرائق في المنطقة الأحيائية ، بزيادة 49.5٪ عن جميع تلك التي تم الإبلاغ عنها في الاثني عشر شهرًا من عام 2021، فألسنة اللهب في منطقة الأمازون البرازيلية التي حدثت في عام 2022 وعدد المساحات المحترقة المبلغ عنها حتى الآن هو الأعلى بالفعل في الاثني عشر عامًا الماضية ، منذ عام 2010 ، عندما تم تسجيل 134.614 حريقًا.
وأشارت صحيفة "أولتيماس نوتثياس" الإسبانية إلى أنه تم تسجيل قطع الأشجار فى مساحة 12الف كيلومتر من الغابات الكبيرة، وبذلك تكون الأمازون فقدت 18% من غاباتها، فى الوقت الذى يحذر فيه الخبراء من تحول تلك الغابات إلى مجرد حشائش للسافانا، التى تطلق ملايين الأطنان من الكربون.
وأوضح أنه خلال 4 سنوات من حكم الرئيس المنتهية ولايته ، جايير بولسونارو ، كان متوسط إزالة الغابات 11396 كيلومترًا مربعًا سنويًا ، بزيادة 59.5 ٪ مقارنة بالسنوات الأربع السابقة.