صدر حديثًا عن دار آفاق للنشر ضمن إصدارات معرض الكتاب طبعة عربية من كتاب الفيلسوف الألماني لودفيج فتجنشتين بحوث فلسفية وهى البحوث التى يبحر من خلالها فى عوالم الفلسفة الغربية خلال القرن العشرين وقد ترجم الكتاب الدكتور عزمى إسلام وراجعه وقدم له الدكتور عبد الغفار مكاوي.
ويقدم فتجنشتين فى هذا الكتاب حصيلـة بحـوثٍ فلسفية شغلته على مدى ست عشرة سنة، وهـي تتعلق بموضوعاتٍ عديدة: منهـا مفاهيـم المعنى والفهم والقضية والمنطـق وأسس الرياضة وحالات الوعي، وغيرهـا مـن الموضوعات، وكمـا يعـرفـه قـراؤه، يضـع فتجنشتين أفكاره في قالب الحِكَم الموجزة التـي يكثِّفهـا في فقراتٍ دقيقـة محكمة يمكن أن تطول أو تقصر حسب ما تقتضيه الفكرة.
وقد جاء عـن فتجنشتين في موسوعة ستانفورد للفلسفة أن البعـض يعتبره الفيلسوف الأكبر للقـرن العشريـن، وتتردد جملـة "أصبحـت الفلسفة بعـد فتجنشتين غيرهـا قبلـه"، وهـي عبارة لا يقال مثلهـا إلا على رواد أصلاء حوَّلوا مسار التفكير في القديم أو الحديث، كما ورد عنه أن فتجنشتين "هـو الرجـل غريب الأطـوار الـذي جمـع في إهابـه النحيـل، وأسلوبه الجميـل، ومنهجـه في التحليـل بـين المنطقي الدقيق، والكاتب الرقيق، والمتصوف العميق".
ويعد لودفيج فتجنشتين واحدا من أهم الفلاسفة النمساويين وقد عمل أساسًا في المنطق وفلسفة الرياضيات وفلسفة العقل وفلسفة اللغة، ويعتبر واحدًا من أعظم الفلاسفة في العصر الحديث.
ومنذ عام 1929 حتى 1947، درّس في جامعة كامبريدج. على الرغم من مكانته، لم يُنشر طوال حياته إلا كتاب واحد عن فلسفته وحُررت مخطوطاته الكثيرة ونُشرت بعد وفاته، أول سلسلة ما بعد وفاته هذه وأشهرها هو كتاب بحوث فلسفية الصادر عام 1953 وقد صنّفت دراسة استقصائية بين معلمي الجامعات والكليات الأمريكية بحوث فلسفية على أنه الكتاب الأهم في فلسفة القرن العشرين، وأنه "التحفة الانتقالية الوحيدة في فلسفة القرن العشرين، والمؤثرة في شتى التخصصات والتوجهات الفلسفية".