هناك صور تذكر بالهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي فى 6 يناير 2021، حالة من الفوضى تعم البرازيل بعد أن اقتحم الآلاف من اتباع الرئيس البرازيلى السابق جايير بولسونارو الكونجرس والرئاسة والمحكمة العليا، وظهر متظاهرون يركضون ويضربون الشرطة أثناء اقتحامهم المحيط الأمنى للمباني.
وقالت وكالة "البرازيل" إن الهجوم يأتى بعد أسابيع من هزيمة بولسونارو فى انتخابات فاز بها الرئيس اليسارى السابق لويس إيناسيو لولا دا سيفا، وتهدف للإطاحة به، وهناك 5 مفاتيح لفهم ما يحدث فى البرازيل.
الاحداث فى البرازيل
من كان وراء الاعتداء على الكونجرس البرازيلي؟
وقال الخبير فى السياسة البرازيلية بجامعة دنفر ، رافائيل يوريس، إن "ما رأيناه هو كيف حاول آلاف المؤيدين لبولسونارو - أولئك الذين يشاركونه أجندته اليمينية المتطرفة - اقتحام القوى الثلاث بعد الانتخابات الأخيرة، فهناك العشرات من المتظاهرين يرتدون ملابس صفراء خضراء يقفون على مبنى الكونجرس البرازيلى ، وقاموا باقتحامه من أجل بولسونارو، الذى فى الأساس لا يوجد فى البرازيل ، ويوجد فى الوقت الحالى فى فلوريدا، ولكنه هو المسئول الأول عما يحدث فى البلاد، فمن الممكن أن يكون هو المحرض على تلك الأحداث وهو فى الخارج، كما أنه قام بتعزيز انعدام الثقة فى المؤسسات السياسية ، ودعا إلى إغلاق الكونجرس وقام بالهجوم على المحكمة العليا أثناء وجوده فى الحكم ، وهما اثنتان من المؤسسات التى استهدفها المحتجون.
وأضاف الخبير أن كبار ملاك الأراضى ورجال الأعمال أيضا هم أيضا من أكبر المحرضين على تلك المظاهرات ، حيث أنهم يؤيدون بولسونارو.
وأضاف "ثم هناك دور الجيش، لطالما دعمت الشخصيات البارزة في الجيش أجندة بولسونارو اليمينية المتطرفة وأظهرت مؤخرًا دعمًا مفتوحًا للعديد من المظاهرات المؤيدة للانقلاب التي جرت في أجزاء مختلفة من البلاد في الأسابيع التي سبقت الهجوم.
ما هو دور الجيش؟
قالت صحيفة "الاستادو" البرازيلية إن الجيش البرازيلى له دور أساسى فى ما يحدث فى البرازيل ، فعلى الرغم من أن مسئولية أمن الشوارع لا تقع على عاتق الجيش ، إلا أن استمرار دعم الجيش لأجندة بولسونارو ساعد في إضفاء الشرعية على أفراد الشرطة العسكرية للدولة لدعم مثل هذه المواقف، وكانت الشرطة العسكرية هي المسؤولة عن منع التظاهرات في برازيليا.
يطالب المتظاهرون المؤيدون لبولسونارو بالتدخل العسكري لإلغاء ما يعتقدون على أنه انتخابات مزورة أوصلت لولا إلى السلطة، على الرغم من عدم وجود أى دليل على ذلك.
وتوقع الخبير أن كبار القادة العسكريين ، الذين أعرب الكثير منهم عن دعمهم لبولسونارو وتعاطفهم مع معسكرات الاحتجاج التي أقيمت بالقرب من القواعد العسكرية ، يدعمون حملة الإطاحة بلولا.
وللبرازيل تاريخ طويل في وجود جيش لا يقبل حكم المدنيين، و كان آخر انقلاب عسكري في عام 1964، بالطبع ، تختلف الظروف الآن عما كانت عليه في ذلك الوقت ، عندما كان الانقلاب في منتصف الحرب الباردة مدعومًا من قبل الحكومات الأجنبية ، بما في ذلك الولايات المتحدة، حسبما قالت الصحيفة البرازيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بولسونارو عزز العلاقات مع الجيش البرازيلي من خلال تعيين ضباط عسكريين بارزين في مناصب حكومية، وأصبح الجنرالات اليمينيون أصدقاء بولسونارو وزيراً للدفاع ورئيساً للدولة وحتى وزيراً للصحة في ذروة أزمة فيروس كورونا. من ناحية أخرى ، تشير التقديرات إلى أن حوالي 6000 عسكري في الخدمة الفعلية حصلوا على وظائف في مناصب غير عسكرية في الحكومة في السنوات الثماني الماضية.
هل هذه محاولة انقلابية؟
الأمر أشبه بمظاهرة تحولت إلى عنف وخرجت عن السيطرة: يشهد مستوى الدمار داخل بعض المباني على ذلك، ولكن التخطيط لذلك استغرق اسابيع وتم تمويله بشكل جيد، بمعنى أنه تم دفع مئات السيارات والحافلات التى تنقل أنصار بولسونارو إلى العاصمة، وكأن المشهد يبدو أنه محاولة للانقلاب دون أن يظهر بولسونارو فى الصورة، حسبما قال الخبير يوريس.
ماذا يعكس الهجوم عن الديمقراطية في البرازيل؟
أشار الخبير يوريس إلى أن البرازيل أصبحت عند مفترق طرق، شهدت رئاسة بولسونارو تراجعًا في الديمقراطية للبلاد ، حيث تآكلت الثقة في المؤسسات تحت هجوم الرئيس نفسه ومن خلال فضائح الفساد. وصوّت نصف البلاد تقريبًا له رغم سجله المناهض للديمقراطية. لكن يبدو أن انتخاب لولا يشير إلى أنه لا يزال هناك المزيد ممن يريدون إعادة بناء المؤسسات الديمقراطية في البلاد بعد أربع سنوات من هجوم بولسونارو.
لذلك يمكن أن تكون هذه نقطة تحو، وددت وسائل الإعلام البرازيلية بشدة بأفعال المحتجين، و في الأيام والأسابيع المقبلة ، سيتم التحقيق في ما حدث ، ونأمل أن يتم توضيح المسؤوليات. ما سيكون المفتاح هو قدرة لولا على التعامل مع العناصر المناهضة للديمقراطية في الجيش.
هل المقارنات مع هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول بالولايات المتحدة صحيحة؟
يتشارك كلا من الحدثين فى أمر "الانتخابات المزورة" مع مؤيدين ينتمون إلى اليمين الذين يدعمون قضايا مثل الحق فى حمل السلاح ، لكن هناك أوجه تشابه واضحة: في كلتا الحالتين رأينا مجموعات وأفرادًا يمينًا متطرفًا قويًا يرفضون قبول اتجاه بلد ما ويحاولون الاعتداء على مؤسسات السلطة.
ولكن أحد الاختلافات المهمة هو دور الجيش ، فعلى الرغم من أن أعضاء سابقين في الجيش كانوا حاضرين في هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي ، إلا أن كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين أدانوه، وفي الولايات المتحدة ، لم يكن التدخل العسكري مقصودًا أيضًا ، على عكس هجوم 8 يناير في برازيليا.
وأضاف الخبير أنه فى الولايات المتحدة ، قامت السلطات بعمل جيد في معاقبة العديد من المتورطين، لست متأكدًا من أننا سنرى الشيء نفسه في البرازيل ، حيث قد يتعين عليهم التعامل مع مجموعات قوية داخل الجيش وقوات الشرطة في جميع أنحاء البلاد، وبالتالي ، سيكون الفاعلون الديمقراطيون داخل وخارج البلاد ضروريين لدعم مهمة الدفاع عن الديمقراطية في البرازيل.